كوالالمبور - دعا رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم اليوم الثلاثاء دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى تنويع شراكاتها التجارية مع الأسواق الكبرى عالميا كونه خيارا استراتيجيا لمواجهة التحديات التجارية الدولية لا سيما الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على بعض دول التكتل.
وقال إبراهيم في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الاستثمار في (آسيان) المنعقد في كوالالمبور إن دول الرابطة "ستواصل الحفاظ على شراكتها مع الولايات المتحدة لكنها في الوقت ذاته ستتخذ الخطوات اللازمة لحماية مصالحها الاقتصادية".
وأضاف أن ماليزيا بصفتها الرئيس الحالي لرابطة (آسيان) ستولي أولوية خاصة لتنشيط المنصات الاستراتيجية مثل قمة (آسيان + 3) التي تضم الصين واليابان وكوريا الجنوبية مؤكدا أنها "آليات ضرورية لتحقيق المرونة الاقتصادية المنشودة".
وأوضح أن رؤية ماليزيا ل(آسيان) تتمثل في أن تكون منطقة "مزدهرة مستدامة وشاملة" مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب "إرادة سياسية واستثمارات جادة ورؤية واضحة" إضافة إلى تسريع تنفيذ المبادرات دون الإقليمية لتعزيز التكامل.
وشدد على أن الحاجة إلى تكامل اقتصادي أعمق داخل (آسيان) باتت "أكثر إلحاحا" من أي وقت مضى مؤكدا التزام بلاده بالاستثمار في المناطق الحدودية المشتركة مع دول الجوار في (آسيان) لتعزيز النمو المشترك.
وذكر أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بين ولاية (جوهور) الماليزية وسنغافورة التي تم تدشينها أخيرا تعد "نموذجا يحتذى به" مضيفا أن ماليزيا تعمل أيضا على تطوير المناطق الحدودية الشمالية مع تايلاند إضافة إلى حدود ولايتي (صباح) و(سراواك) الماليزيتين مع مقاطعة (كاليمانتان) الإندونيسية.
وفيما يخص التوترات التجارية الأخيرة مع الولايات المتحدة قال رئيس الوزراء إن ماليزيا لا تؤمن بما سماه "دبلوماسية مكبر الصوت" في تعاملها مع الأزمات الدولية مؤكدا أن بلاده ستلجأ إلى "الدبلوماسية الصامتة" بإيفاد مسؤولين إلى واشنطن لإجراء حوار مباشر بشأن الرسوم الجمركية.
وفرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 24 في المئة على واردات ماليزيا في حين تفاوتت النسب المفروضة على باقي دول (آسيان).
وبلغت الرسوم الجمركية الأمريكية 49 في المئة على كمبوديا و48 في المئة على لاوس و46 في المئة على فيتنام و44 في المئة على ميانمار و36 في المئة على تايلاند.
بينما فرضت نسب أقل على كل من إندونيسيا 32 في المئة والفلبين 17 في المئة وسنغافورة 10 في المئة.