تغطيات

الكويت .. لجان مشتركة لتعزيز العلاقات العربية

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين الكويت والدول العربية قام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح السالم الصباح بترؤس وفد دولة الكويت لاجتماعات اللجان الوزارية المشتركة مع كل من تونس والقاهرة والخرطوم ، التي أثمرت نتائجها عن مجموعه من الاتفاقيات المشتركة في العديد من الجوانب .
وفيما يلي متابعه لتلك الجولة واهم التصريحات .

اللجنه الوزارية الكويتية _ التونسية

توجت اجتماعات اللجنة العليا التونسية الكويتية المشتركة في دورتها الثانية عن توقيع سبع اتفاقيات تعاون وبرامج تنفيذية بين البلدين ، التي تعكس مجددا المسيرة المتميزة لعلاقات التعاون الأخوي التونسي الكويتي.
وتشمل هذه الاتفاقيات التعاون في القطاعين الفلاحي والصحي وفي مجال الشؤون الدينية وأنشطة التقييس. في حين تهم البرامج التنفيذية، التعاون الثقافي للسنوات 2011 و2012 و2013 وفي ميادين الشباب والرياضة والتربية.
وتشمل الاتفاقيات الموقعة اربع اتفاقيات تعاون في المجال الزراعي والصحي وانشطة التقييس والشؤون الدينية الى جانب ثلاثة برامج تنفيذية للتعاون الثقافي والتربوي وفي مجال الشباب والرياضة.
ورأس الوفد الكويتي خلال اعمال اللجنة العليا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح السالم الصباح وعن الجانب التونسي وزير الخارجية كمال مرجان ، حيث اكد الطرفان تطابق وجهات النظر حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما التعنت الاسرائيلي في مسألة الاستيطان واهمية استئناف عملية السلام في المنطقة.
وتطرق الجانبان الى البعد الاقتصادي والتكامل العربي مثمنين مبادرة سمو امير البلاد بانشاء الصندوق العربي لدعم المشروعات العربية الصغيرة والمتوسطة.
واكد الجانبان سعيهما الى خلق مستوى ارقى من العلاقات الثنائية القائمة على تشابك المصالح وتشكيل "نموذج" للعلاقات العربية العربية.
وكشف الطرفان عن ملفات اقتصادية ونوايا استثمار قيد البحث ومنها تطوير خليج مدينة (المنستير) جنوب شرقي العاصمة.
وفي السياق ذاته بحث الشيخ الدكتور محمد الصباح مع رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي سبل تعزيز العلاقات الثنائية ودعم النشاط الاقتصادي في البلدين ، وشدد الطرفان على أهمية دور القطاع الخاص في تعزيز التعاون القائم بين الكويت وتونس لاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري والذي انطلق منذ عام 1963.
وأكد الشيخ محمد صباح السالم الصباح، من جهته، حرص صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت على الارتقاء بالعلاقات التونسية الكويتية، معربا عن الأمل في أن تكون هذه العلاقات نموذجا يحتذى به على المستوى العربي.
ونوه بما شهدته تونس من ازدهار وتطوير بفضل القيادة الرشيدة والسياسة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي والتي مكنت تونس من تحقيق التنمية الشاملة بالاعتماد على كفاءتها البشرية وذلك رغم قلة مواردها الطبيعية.
كما أشار إلى تطور نسبة الواردات الكويتية من المنتوجات التونسية المتنوعة التي سجلت "قفزة كبيرة" خلال السنوات العشر الأخيرة، مبرزا دور الصندوق الكويتي للتنمية في المساهمة في تعزيز المسيرة التنموية في تونس.
كما أبرز نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي توافق وجهات النظر التونسية والكويتية حول العديد من القضايا والمسائل السياسية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب في ختام كلمته عن الأمل في أن يتمكن الطرفان من تجسيد التوجيهات الحكيمة لقيادتي البلدين ورغبتهما الصادقة في تعزيز العلاقات الثنائية خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين.
من جهته اكد مدير ادارة الوطن العربي بالخارجية الكويتية السفير جاسم المباركي تميز العلاقات الثنائية ب¯"الواقعية" وفق نهج كويتي متواصل يستند الى العزم والتصميم على الانجاز بعيدا عن الشعارات.
واشاد بالتعامل المؤسسي للجانب التونسي مع سياسات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لاسيما في مجال البنية التحتية, معربا عن الفخر بهذه العلاقة.
واكد اهمية متابعة تنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات ووضع اليات تطوير لهذه الاتفاقات والوصول بالعلاقات الى مستوى "الشراكة الستراتيجية" لاسيما في المجال الاقتصادي

الجانب التونسي..
عبر وزير الشؤون الخارجية التونسية السيد كمال مرجان عن الارتياح الكبير للنقلة النوعية الهامة التي تشهدها العلاقات التونسية الكويتية وما طبعها خلال الفترة الأخيرة من حركية إيجابية ودفع متواصل، بفضل إرادة السياسية الراسخة التي تحدو قائدي البلدين الرئيس زين العابدين بن علي وأخاه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في مزيد دعمها وتطويرها من خلال تكثيف التواصل والتشاور وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين.
وأكد أن أعمال هذه الدورة تمثل فرصة ملائمة لتعزيز تقاليد التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين ومناسبة متميزة لإجراء تقييم معمق وشامل لمسيرة التعاون ودراسة السبل الكفيلة لمزيد تطويره وتحديث أساليبه على أساس تبادل المصالح والمنافع.
وبين السيد كمال مرجان أن تونس التي تعيش اليوم ظرفا هاما من مسيرتها التنموية مع الشروع في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية "معا لرفع التحديات" وهو برنامج طموح يؤسس لمرحلة جديدة تهدف إلى إثراء المكاسب والانجازات في شتى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومع الشروع كذلك في تنفيذ المخطط الثاني عشر للتنمية 2010-2014، مؤمنة بجدوى مزيد توثيق التعاون التونسي الكويتي، بما يستجيب إلى ما يزخر به البلدان من طاقات وإمكانيات تيسر إقامة شراكة فاعلة بينهما.
وقال إن تقارب الرؤى والتصورات حيال ما يشهده العالم من تحولات تتسم بظهور التكتلات الاقتصادية واحتدام التنافس بينها، يعد أبرز الدوافع التي تحفز الطرفين إلى مواصلة الجهود المشتركة من أجل الارتقاء بالتعاون التونسي الكويتي إلى مرتبة أفضل، مبرزا الدور الموكول للقطاع الخاص في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية لتأسيس شراكة متكافئة تسهم في رفع الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين.
ومن ناحية أخرى، شدد وزير الشؤون الخارجية على حتمية تطوير منظومة العمل العربي المشترك من أجل اكتساب مقومات الرقي الاقتصادي والاجتماعي ولمواكبة التحولات العميقة التي يشهدها العالم وعلى ضرورة مواصلة مسيرة التحديث والتطوير في العالم العربي، باعتبارهما ركيزة أساسية لتحقيق التكامل والاندماج بين البلدان العربية.

القوتالي: استكشاف آفاق جديده..
اكد مدير ادارة الشؤون العربية والاسلامية بالخارجية التونسية السفير علي القوتالي بهذه المناسبة اهمية استكشاف افاق جديدة للتعاون التونسي - الكويتي توظيفا للامكانيات المتاحة والطاقات المتوافرة في البلدين ، مشددا على ضرورة الحرص على حسن استغلال تلك الامكانات لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وقال القوتالي ان الاستثمارات الكويتية بتونس من بين "اول واهم وانجح" الاستثمارات الاجنبية القائمة في بلاده مؤكدا ترحيب بلاده الدائم بالمستثمرين الكويتيين ، واضاف ان التعاون الثنائي يشهد تطورات ملحوظة لاسيما على مستوى التعاون الفني معربا عن الثقة بان جو التناغم والانسجام السائد سيساهم في انجاح دور اللجنة في بلورة تفاهم مشترك ، كما اعرب عن الامل في التوصل الى صيغ مقبولة لتحقيق مزيد من المكاسب الثنائية.
باهيه : نقله نوعيه ..
بدوره قال سفير الجمهورية التونسية لدى الكويت مصطفى باهية ان العلاقات الثنائية التونسية - الكويتية شهدت خلال السنوات الاخيرة نقلة نوعية بفضل الرعاية الموصولة والدعم المستمر الذي تلقاه من قبل قائدي البلدين رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي وصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد.
واشار السفير التونسي الى ان هذه النقلة النوعية في العلاقات بين البلدين تجلت بالخصوص في الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي الى الكويت بمناسبة مشاركته في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت في الكويت في مطلع عام 2009، وكذلك في الزيارة التي قام بها سمو الامير الشيخ صباح الأحمد على رأس وفد رفيع المستوى الى تونس يومي 11 و12 اكتوبر الفائت تلبية لدعوة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي، وهي الزيارة الاولى لسموه الى تونس منذ توليه الحكم في الكويت في يناير 2006 والتي قوبلت بترحاب وحفاوة كبيرين من قبل القيادة في تونس.
وأضاف: «عكست لقاءات القمة المستوى المتميز الذي بلغته العلاقات بين البلدين والصفاء الذين يسودها، والحرص على مزيد من تعزيزها وتوسيع مجالات التعاون الثنائي حتى ترتقي الى مستوى التطلعات والعلاقات التونسية - الكويتية الوطيدة والعريقة، الى جانب تطابق وجهات نظر البلدين تجاه مختلف القضايا العربية والاقليمي والدولية ذات الاهتمام المشترك».
واشار الى ان انعقاد هذه الدورة المشتركة سيشكل توظيفا وتثمينا للمناخ الايجابي الذي يطبع العلاقات بين البلدين، ولاجراء تقييم معمق وشامل لواقع التعاون الثنائي، وسبل دفعه وتنشيطه في مختلف المجالات، والتفكير في صيغ جديدة لتطويره تأخذ في الاعتبار الامكانيات المتاحة والفرص المتوافرة في البلدين على اساس تبادل المصالح والمنافع.
وقال: «كما تتيح هذه اللجنة التوقيع على مجموعة جديدة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي ستشكل لبنة اضافية على درب تعزيز العلاقات بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون الثنائي».
وختم بانه «كلنا امل وثقة في نجاح هذا اللقاء المتجدد بين البلدين وفي توفيقه الى توطيد اواصر الاخوة وتعميق التعاون والتضامن بينهما في شتى المجالات في ظل ما ينعمان به من تقدم ورفاه وامن واستقرار بفضل حكمة قيادتيهما» .

الجنة الوزارية العليا المصرية – الكويتية

المحطه الثانية كانت القاهرة حيث اختتمت أعمال الدورة التاسعة للجنة الوزارية العليا المشتركة المصرية - الكويتية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح ووزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط.
وترأس الجانب الكويتي في الاجتماعات التحضيرية مدير ادارة الوطن العربي في وزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم المباركي في حين يمثل الجانب المصري مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير محمد قاسم.
واشترك في هذه الاجتماعات مسؤولون يمثلون وزارات الخارجية والمالية والاعلام والتجارة والصناعة والتعليم العالي والداخلية والادارة العامة للجمارك وغرفة تجارة وصناعة الكويت والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العامة للشباب والرياضة والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بالإضافة الى اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة.
محمد الصباح وابو الغيط..

وقال الشيخ محمد الصباح في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ..ان هذه الاجتماعات تكتسب اهمية كبيرة لانعقادها قبيل القمة الاقتصادية العربية الثانية والتي ستعقد في شرم الشيخ. واضاف ان قمة شرم الشيخ الاقتصادية المقبلة مكملة لقمة الكويت التي عقدت في العام 2009 مشيرا في الوقت ذاته الى ان انعقاد القمم الاقتصادية يعود الى اقتراح تقدم به سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وشقيقه الرئيس محمد حسني مبارك. واكد ان ثمة توافقا سياسيا بين الكويت ومصر في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية ولاسيما ما يتعلق منها بالشأن العربي “لذلك هناك توافق حول كيفية النهوض بالعمل العربي المشترك وتطويره وتجذير العوامل المشتركة بين الدول العربية من خلال عقد قمم اقتصادية تعنى بشكل اساسي برزق المواطن العربي وصحته وتعليمه وامنه ومعيشته”. وذكر ان القمم الاقتصادية العربية ولاسيما القمة المقبلة ستكون فاتحة خير لفتح مجالات الاستثمار والتعاون والتشابك الاقتصادي بين الدول العربية لتناولها مشروعات عديدة لدعم الشباب والتعليم والصحة والربط الكهربائي والسككي فضلا عن مقترحات للاسراع في تنفيذ السوق العربية المشتركة. وشدد على ان تلك القمة سترتكز على ما خرجت به قمة الكويت الاقتصادية من مقترحات ومشروعات وفي مقدمتها مبادرة حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لانشاء صندوق عربي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي رأى النور بعد ان تم تسديد 70 بالمئة من رأسماله. واكد الشيخ محمد الصباح عمق العلاقات التي تجمع دولة الكويت بمصر في مختلف المجالات وعلى كافة الاصعدة واصفا اياها بالعلاقات الاستراتيجية الراسخة والقوية ومثال للعلاقات العربية العربية. واوضح ان الكويت تحتضن حوالي 450 الف مواطن مصري يعملون في مختلف المجالات ويمثلون اكبر جالية عربية اذ انهم يساهمون في النهضة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية هناك غير ان مصر قد فتحت ابوابها للاستثمارات والمستثمرين الكويتيين في كافة المجالات حيث تعد تلك الاستثمارات الكويتية من اكبر الاستثمارات العربية في مصر.
من جانبه قال وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط ان اللجنة العليا المشتركة المصرية الكويتية تطرقت الى قضايا عدة ابرزها الوضع الاقليمي في المنطقة العربية وخاصة ملفات عملية السلام والاوضاع في السودان والعراق ولبنان ومنطقة الخليج العربي. واضاف ابوالغيط في المؤتمر الصحافي المشترك ان وجهات النظر المصرية الكويتية متطابقة ازاء هذه القضايا مؤكدا في الوقت ذاته ان مصر هي عمق استراتيجي لدول الخليج العربية وخير داعم لها ولقضاياها. واعاد الى الاذهان مشاركة مصر في حرب تحرير الكويت في العام 1991 بقوة عسكرية قوامها 36 الف جندي وهي القوة الثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية في تلك الحرب.
وردا على سؤال لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عن تطرق الجانبين للموضوعات والقضايا التي ستطرح في القمة الاقتصادية الثانية اوضح ابو الغيط ان دولة الكويت كانت السباقة في استضافة القمة الاقتصادية العربية الاولى وتعمل جاهدا على التنسيق معها حول الموضوعات والمشروعات التي ستطرح على القمة الاقتصادية الثانية المقبلة. واشار في هذا السياق الى ان مصر قد ارسلت وفدا رفيع المستوى الى الكويت لبحث كافة التحضيرات المصرية للقمة المقبلة والرؤى والافكار للمضي قدما في ما صدر عن قمة الكويت الاقتصادية من مشاريع وقرارات. واشار الى ان القمة الاقتصادية ستساهم في دعم اقتصادات الدول العربية خاصة في تعزيز الامن القومي العربي وضمان الحياة الكريمة للشعوب العربية من خلال المشروعات المطروحة عليها والتي تلامس هموم المواطن العربي.

السفير المحمد ..
أكد القائم بأعمال سفارة الكويت لدى القاهرة المستشار محمد المحمد أن «اللجان المتخصصة المنبثقة عن الاجتماعات التحضيرية اعتمدت مختلف الموضوعات والمشروعات المطروحة على جدول أعمالها .
وأوضح ان من ابرز هذه الموضوعات توقيع اتفاقية تقضي بمنح قرض من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لوزارة الكهرباء المصرية للمساهمة في تمويل مشروع انشاء محطة لتوليد الكهرباء في مدينة (بنها) شمال القاهرة.
وأضاف انه تم وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقيتين تتعلقان بإعداد برنامج تنفيذي للتعاون بين مصر والكويت في مجال الشباب والطلائع لعامي 2010 و2012 وبرنامج آخر للتعاون في مجال الرياضة بين عامي 2010 و2012 .
وذكر المحمد ان الاجتماعات ستشهد الانتهاء من صياغة البيان السياسي بتضمينه مجمل القضايا التي تشهدها الساحة الاقليمية والدولية لاسيما الوضع في السودان والقضية الفلسطينية والشأن العراقي.


السفير جاسم المباركي..
ومن جانبه أكد مدير ادارة الوطن العربي بوزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم المباركي ان العلاقات التي تجمع الكويت بمصر هي «علاقات محورية ودائمة التطور» مشددا على وجود شراكة استراتيجية متينة وقائمة بين البلدين ، مضيفا ان انتظام انعقاد اللجنة المشتركة بصورة دائمة سنويا « يدل على عمق العلاقات الكويتية ـ المصرية وحرص القيادتين في كلا البلدين على تدعيم هذا التعاون الثنائي لما فيه خير وصالح الشعب الكويتي ونظيره المصري». واستذكر دور مصر البارز والكبير إزاء قضايا الأمة العربية، لاسيما القضايا المتعلقة بالكويت، مشيرا الى موقفيها المشرفين من دعم استقلال الكويت في عام 1961 والاحتلال الصدامي الغاشم لها في عام 1990.
وأشاد بالجهود التي بذلتها مصر ورجالاتها في سبيل اثراء الحركة التعليمية في الكويت والنهوض بها منذ نشأتها بالاضافة الى مساهمتها في بناء النهضة والتنمية الشاملة التي شهدتها الكويت آنذاك. وأكد المباركي دعم الكويت ومساندتها لشقيقتها مصر في مختلف القضايا السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية.

الجانب المصري..
أكدت وزارة الخارجية المصريه أن المسؤولين بالكويت ، أبدوا خلال الاجتماعات التحضيرية للجنة الكويتية - المصرية التى اختتمت أعمالها بالقاهرة تسهيلات كبيرة فى العمل على حل المشاكل المتعلقة بالعمالة المصرية، سواء كانت مشكلات تتعلق بالإقامة أو بتراخيص العمل أو التسهيلات فى إجراءات السفر للكويت ، فضلا عن بحث زيادة عدد المصريين فى القطاع الطبى هناك
وقال مساعد وزير الخارجية المصري السفير محمد قاسم ان اجتماع اللجنة الوزارية تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين الكويت ومصر، وخصوصا تقييم أعمال الدورة الماضية، التي عقدت في الكويت وما تم تنفيذه من قراراتها، وتذليل أي عقبات تقف أمام تنفيذ هذه القرارات ومن ثم الارتقاء بالتعاون بين البلدين ، وأضاف «ليس من الضرورة التوقيع على المزيد من الاتفاقيات»، مؤكدا أن هناك الكثير منها تم التوقيع عليه خلال الدورات الماضية لانعقاد اللجنة، ومن ثم فإن المهم متابعة ما تم تنفيذه منها، مشيدا بمستوى العلاقات بين البلدين ، وأشار قاسم إلى أن أهمية اللجنة الوزارية تأتي من انعقادها بعد اللجنة القنصلية المشتركة التي عقدت دورتها الأولى في الكويت، ومناقشتها لقضايا قنصلية مهمة تتعلق بأوضاع الجاليتين في البلدين.
وتابع أن «توقيت انعقاد اللجنة مهم كذلك، إذ يأتي في ظل الترتيبات الخاصة بالقمة الاقتصادية والتنموية العربية القادمة، التي ستعقد في مدينة شرم الشيخ في 19 يناير المقبل.

السفير المصري لدى الكويت طاهر فرحات..
وبدوره جدد السفير المصري لدى الكويت طاهر فرحات التأكيد على حرص مصر والكويت على عقد هذه اللجنة بانتظام سنويا في اطار العلاقت المتميزة بالعمق والسعة بين البلدين والتي تعكس مدى القرب والتواصل والتعاون بينهما وحرص قيادتي البلدين على دفع العلاقات في صالح الشعبين.
وكشف عن لقاءات عدة ستتم بين سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس حسني مبارك خلال الربع الأول من العام المقبل, تبدأ بالقمة العربية الاقتصادية الثانية التي ستعقد في شرم الشيخ في 19 يناير المقبل, مروراً بوجود دعوة من سمو الأمير للرئيس المصري لحضور احتفالات الكويت في فبراير المقبل, ثم مؤتمر القمة الإسلامي في مارس المقبل, مؤكدا ان هذه اللقاءات بين القيادتين المصرية والكويتية تتسم بالاخوة والود والحرص الحثيث على تحقيق اماني الشعب المصري والشعب الكويتي وتطلعات المواطن العربي اينما كان.
واكد السفير فرحات على ان المناورات الجوية المصرية- الكويتية التي جرت في سماء الكويت تترجم رؤى الرئيس مبارك بشأن امن الخليج الى واقع ملموس, مشيرا الى ان علاقة مصر بالكويت لها تميز خاص في منظومة العمل المصري, حيث يهمها تمتع منطقة الخليج بالهدوء والاستقرار والأمن.
ولفت الى ان تواصل تبادل الرسائل بين وزيري خارجية الكويت ومصر يعكس كبر حجم الاهتمام المشترك بين الدولتين والحرص على التشاور المستمر, وتبادل الرؤى لكيفية التحرك نحو المستقبل على مستوى العلاقات الثنائية وفي القضايا الإقليمية.
وتطرق الى القرض المقدم من الصندوق الكويتي للتنمية بقيمة 100 مليون دولار، موضحا أن تكلفة هذا المشروع اكبر من ذلك بكثير ولكنه الجزء الذي يساهم به الصندوق الكويتي, وهناك مساهمات من صناديق تمويلية اخرى منها الصندوق العربي.
واضاف ان هناك تواصل مستمر بين وزير خارجية مصر أحمد ابوالغيط ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح وهذا يعكس اعتبارات عدة:
اولا: كبر حجم الاهتمام المشترك بين الدولتين ليس فقط في العلاقات الثنائية, ولكن ايضا في القضايا الاقليمية.

ثانيا: الحرص المشترك من الوزيرين على التشاور المستمر.
ثالثا: هذا التواصل يعكس تبادل الرؤى لكيفية التحرك نحو المستقبل سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين او على مستوى القضايا الاقليمية, وبالتالي تعتبر فرصة مواتية لبلورة المواقف والتشاور ما بين القيادتين.
وعن هدف المناورات جوية كويتية - مصرية التي جرت في سماء الكويت قال أن طائرات مصرية قد شاركت في مناورات مع الكويت وهذا يعكس حرصنا على ترجمة رؤى الرئيس مبارك الى واقع ملموس فالتعاون الأمني مع الاشقاء يتم من منطلقات داخلية وثنائية وليس لها انعكاسات خارجية, وفي نهاية المطاف نحن نحرص على امن المنطقة, ويجب ان نكون على استعداد لاي ظروف ، ولاشك ان النقطة الاهم, ان هذه المناورات تحقق فائدة متبادلة وتوفر الدروس المستفادة للطرفين.

اللجنه الوزارية الكويتية _ السودانية

ثالث محطه للوفد الكويتي اختتمت بالخرطوم حيث وقعت الكويت والسودان 10 إتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون المشترك.
جاء ذلك خلال اجتماعات اللجنة الوزارية العليا المشتركة السودانية الكويتية برئاسة الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وعلي أحمد كرتي وزير الخارجية السوداني.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية " كونا " أن التوقيع شمل إتفاقية يتم بموجبها منح قرض من قبل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بقيمة 80 مليون دولار أميركي للمساهمة في تمويل مشروع إنشاء سدي " ستيت وأعالي نهر عطبره " في شرق السودان إلى جانب منحة من " صندوق الحياة الكريمة " الكويتي للسودان بمبلغ سبعة ملايين دولار.
وتضمنت الإتفاقيات المبرمة أربع إتفاقيات في مجالات التعاون التجاري والإعلامي والزراعي والثروة الحيوانية والسمكية إضافة إلى أربع مذكرات تفاهم شملت مجالات الاستثمار والتعليم العالي والبحث العلمي والمجال الأمني والإعتراف المتبادل للشهادات الأهلية للملاحين العاملين بالبحر .. فيما تم توقيع برنامجين تنفيذيين في مجالات الشباب والرياضة والثقافة والفنون.
وأعلن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح عن انطلاق مرحلة جديدة في العلاقات الكويتية السودانية بانعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية العليا بين البلدين في دروتها الاولى.
وقال الشيخ محمد في كلمة القاها بعد التوقيع على اتفافيات مشتركة في اجتماعات اللجنة المشتركة التي انعقدت هنا اليوم "ان هذا اليوم تاريخي في علاقات البلدين لتدخل مرحلة جيدة من التعاون المشترك تدعمها العلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين الشقيقين".
وأوضح ان زيارته للسودان جاءت بتوجيه مباشر من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي كلفه بالبدء في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الكويت لتنمية شرق السودان "قبل ان يجف الحبر على الورق".
وقال الشيخ محمد ان الكويت على علم بالمرحلة الحرجة التي يمر بها السودان لافتا الى انه اوضح للرئيس عمر البشير خلال لقائه به اليوم ان السوادنيين يمكن ان يعتمدوا على اخوانهم في الكويت.
واستعرض العلاقات التاريخية بين الكويت والسودان موضحا ان اول قرض قدمه الصندوق الكويتي عام 1962 كان لصالح انشاء سكك حديد في السودان.
واشار الى الاتفاق الذي تم لربط القطاع الخاص بنشاط التعاون المشترك بين الكويت والسودان من اجل بناء علاقة اقتصادية وتنموية مستدامة مؤكدا رغبة البلدين في الارتقاء بالعلاقات بما يحقق مصالح شعبيهما الشقيقين ومضامين التضامن العربي المنشود.
وحيا الشيخ محمد الجهود التي بذلتها اللجنة التحضيرية في اعداد الاتفاقيات التي ابرمت خلال الاجتماع الوزاري معلنا عقد الاجتماع الثاني للجنة العليا المشتركة خلال العام المقبل بالكويت.

الجانب السوداني..
من جانبه أعرب وزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي عن تقدير بلاده وامتنانها لاستضافة الكويت لمؤتمر المانحين والمستثمرين لتنمية شرق السودان ودعمها السخي الذي قدمته في المؤتمر بنصف مليار دولار.
وأثنى على الدور الدبلوماسي الكويتي الفاعل في إنجاح المؤتمر والتنظيم والإعداد المتقنين بفضل الرعاية الكويتية الصادقة.
وقال كرتي أن ماقدمته الكويت نال استحسان اهل السودان جميعا وخاصة سكان شرق السودان معبرا عن تحياته للجهود العظيمة والاتصالات والتحركات التي يقوم بها سمو أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح لدعم السلام والتنمية والاستقرار في السودان.
واستعرض المساهمات الكبيرة التي قدمتها الكويت من اجل تنمية السودان ونهضته ومن بينها المشروعات العملاقة مثل سد مروي وسكر كنانه وتقديمها اليوم قرضا جديدا لانشاء سدي ستيت واعالي نهر عطبره بجانب منحه من صندوق الحياه الكريمه الكويتي.
واعتبر الوزير السوداني اجتماعات اللجنة الوزارية العليا المشتركة يمثل ابلغ دليل على تطور علاقات البلدين والرغبة المخلصة لقيادتي البلدين في الدفع بهذه العلاقات نحو المزيد من التطور.
وقال ان توقيت هذه الزيارة والسودان يشهد تحديات كبيرة يقف خير شاهد على عمق ومتانه العلاقات والمرحلة المتقدمة التي وصلت اليها.
وتناول الوزير كرتي الوضع في بلاده مؤكدا عزم الحكومة علي استكمال اتفاق السلام الشامل باجراء استفتاء تقرير المصير وتوقيع اتفاق سلام في دارفور خلال الايام القليلة المتبقية من العام الحالي.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى