تغطيات

الكويت .. 64 عاما من الريادة والتأثير في قلب العمل العربي المشترك

  القاهرة -  في خطوة شكلت محطة تاريخية ونقطة تحول بارزة رسخت معها مكانتها بوصفها لاعبا فاعلا واساسيا في المحيطين العربي والدولي تحتفي دولة الكويت اليوم الأحد بالذكرى ال 64 لانضمامها إلى جامعة الدول العربية.

  هذه الخطوة التي أتت بعد فترة وجيزة من استقلال الكويت لم تكن مجرد إجراء بروتوكولي بل كانت إعلانا عن رؤية استراتيجية لدولة آمنت بأهمية التضامن والعمل الجماعي ومرحلة جديدة تحولت خلالها من دولة حديثة إلى قوة مؤثرة تلتزم بقضايا أمتها وتسهم بفعالية في رسم ملامح المستقبل العربي المشترك.
   ومنذ نيلها الاستقلال في 19 يونيو من عام 1961 اتجهت بوصلة الكويت نحو الخارج حاملة على عاتقها هموم ومصالح الشعوب العربية ومتبنية قضايا الأمة بدءا من دعم تطلعات الاستقلال آنذاك ومرورا بالتنمية والنهضة ووصولا إلى قضايا الأمن والاستقرار في الوقت الحالي.
   وعلى امد أكثر من ستة عقود لم تدخر الكويت جهدا لدعم وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك مكرسة بذلك إمكاناتها الدبلوماسية والتنموية والإنسانية لصالح قضايا امتها العربية ومبرهنة على التزامها الراسخ بتعزيز التضامن العربي.
   وفي هذا الاطار أكد عدد من الامناء المساعدين بالجامعة العربية في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أن الكويت ظلت على الدوام عمادا أساسيا في المنظومة العربية وساهمت بحضورها الفاعل في تعزيز أواصر التعاون بين شقيقاتها العربية في المجالات كافة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإنسانيا.
   وقال الأمين العام المساعد للشؤون السياسة الدولية بالجامعة السفير خالد منزلاوي بهذا الصدد ان انضمام دولة الكويت إلى الجامعة مثل محطة مفصلية في مسيرة العمل العربي المشترك وشكل انطلاقة لدور كويتي محوري اتسم بالحكمة والاتزان والانخراط الصادق في القضايا العربية.
   وأضاف السفير المنزلاوي ان الكويت "رسخت حضورها الفاعل داخل المنظومة العربية منذ ذلك التاريخ فكانت دائما صوتا متزنا وداعما للتوافق والعمل الجماعي في خدمة المصالح العربية العليا".
   واشاد بالرؤية الواضحة والسياسة المتزنة التي تنتهجها دولة الكويت تحت قيادة حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه باعتبارها سياسة "ترتكز على وحدة الصف العربي وتعزيز العمل المشترك وترسيخ الحضور العربي الموحد في المحافل الإقليمية والدولية".
   واوضح أن "الكويت تعد ركيزة من ركائز النظام العربي وشريكا صادقا وفاعلا في صنع موقف عربي موحد يعكس تطلعات الشعوب نحو مستقبل أكثر أمنا وازدهارا".
   من جانبه قال الامين العام المساعد للشؤون العربية والامن القومي بالجامعة السفير خليل الذوادي ل (كونا) ان" الجامعة تلقت طوال العقود الستة الماضية دعما وتأييدا غير منقطعين من القيادة الحكيمة لدولة الكويت" واصفا دورها في هذا الاطار ب "الريادي".
   وأوضح ان الكويت وفرت الدعم السياسي والاقتصادي والتنموي والاجتماعي لكل توجهات الجامعة مشيرا بهذا السياق الى الدعم الذي قدمته في مجال التنمية المستدامة وتطلعات الجامعة نحو النماء والبناء في مختلف المجالات.
   واستذكر في هذا السياق الجهود الرائدة للمغفور له بإذن الله تعالى امير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في دعم وتأسيس (المؤتمر الاقتصادي العربي) وحرصه على استضافة دولة الكويت لأول قمة عربية اقتصادية في عام 2009.
   وأضاف أن دولة الكويت تحرص على إلحاق الكفاءات الوطنية الكويتية في مشاريع جامعة الدول العربية مشيرا الى تقلد شخصيات كويتية مناصب مهمة وحيوية داخل الجامعة ما يعكس التزامها بتعزيز العمل المؤسسي العربي.
   وخلص الذوادي الى التأكيد بأن الجامعة العربية تتطلع لمواصلة الكويت وقيادتها الحكيمة دعم بلوغ أهداف الجامعة نحو النماء والبناء متمنيا بان يسهم الدور الرائد للكويت في تحقيق الاهداف المبتغاة.
   من جانبه أكد الأمين العام المساعد للشؤون الادارية والمالية بالجامعة السفير محمد العجيري في تصريح مماثل أن "الكويت بفضل سياستها الحكيمة وتوجهها الدبلوماسي المعتدل استطاعت أن تكون جسرا للتواصل بين الدول العربية ونموذجا للدور الفاعل في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة".
   ولفت الى الدور التنموي الريادي للكويت ومساهماتها التنموية من خلال (الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية) الذي قدم ولا يزال قروضا ميسرة ومنحا لمشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة وغيرها من القطاعات الحيوية وامتد ليشمل تبادل الخبرات والتجارب التنموية.
   كما اشار الى جهود الكويت في دعم جهود التقارب العربي - الافريقي وبالأخص تكفلها بإنشاء مستشفى في مقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الأثيوبية (اديس بابا) في عام 2016 بتمويل بلغ خمسة ملايين دولار معتبرا هذه البادرة دلالة على مساعي الكويت الخالصة لتعزيز التعاون الاقليمي ومد جسور التواصل مع دول الجوار.
   وعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي اوضح العجيري ان دعم الكويت امتد لكل المنظمات العربية المتخصصة مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) معتبرا ان اختيار الكويت (عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025) جاء تقديرا لدورها الثقافي والإعلامي ومساهمتها في توحيد الخطاب الإعلامي العربي.
   واضاف انها لعبت دورا رائدا في إثراء المحتوى العربي وتعزيز الهوية الثقافية المشتركة واستضافت لأجل هذا العديد من الفعاليات الثقافية والفنية كما دعمت المبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي والمعرفة وتعزيز التبادل الثقافي بين الدول العربية مدللا بذلك على رعايتها ل (جائزة التميز الاعلامي العربي) التي تسعى الجامعة من خلالها للارتقاء بالخطاب الاعلامي العربي.
   وبشأن القضية الفلسطينية (قضية العرب المركزية) لم تبخل الكويت منذ انضمامها للجامعة العربية في دعم هذه القضية حتى امست "قضية وطنية" بامتياز على مدار عقود عديدة ولم تأل فيها جهدا للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية كافة.
   ولفت العجيري في هذا الاطار الى جهود الكويت المستمرة لمساندة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني باعتبارها من أبرز الداعمين لقضية العرب المركزية مشيدا بالجهود الإغاثية والإنسانية التي تبذلها لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة ودعوتها المستمرة إلى حل عادل وشامل يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويلبي تطلعاته.
   وحتى في أحلك الظروف التي مرت بها ابان الغزو العراقي الغاشم في عام 1990 التزمت الكويت بمبادئ الدبلوماسية الهادئة والحكيمة وسعت لفض النزاعات وحل الخلافات مع الأشقاء عبر الحوار والتفاهم فكانت صوتا للتعقل والاتزان في المحافل العربية والدولية وداعمة لمبادئ الشرعية الدولية وحقوق الشعوب.
   من جانبه قال الامين العام المساعد للشؤون الاقتصادية السفير الدكتور علي المالكي ل (كونا) ان الكويت تبنت نهجا ثابتا ركز على دعم التكامل الاقتصادي العربي وتفعيل آليات التعاون بين الدول الشقيقة في شتى القطاعات مضيفا انها امست لاعبا فاعلا في كل الاتفاقيات الاقتصادية المعتمدة في اطار الجامعة.
  واشار المالكي الى توقيع الكويت اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية (1981) والتي شكلت الإطار المرجعي لإطلاق (منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى) ومساهمتها بفاعلية في مراحل تأسيس هذه المنطقة.
   واوضح ان الكويت حرصت على الانضمام للعديد من الاتفاقيات الاقتصادية المعززة لأواصر التعاون مثل اتفاقية تحرير التجارة في الخدمات بين الدول العربية في عام 2019 واتفاقية تنظيم النقل بالعبور الترانزيت في عام 1977 والاتفاقية العربية لتنظيم النقل البحري للركاب والبضائع.
   واعتبر ان هذا التوجه يعكس إيمانا راسخا بأن التعاون وتضافر الجهود هما السبيل الوحيد للارتقاء بالعمل الاقتصادي العربي المشترك مسلطا الضوء على مظاهر من الدعم الكويتي للعمل الاقتصادي العربي المشترك.
   واوضح ان هذه المظاهر تجلت في التزام الكويت بسداد حصتها ومساهماتها في الجامعة العربية بانتظام وكذلك دعم الدول العربية التي تمر بظروف استثنائية استجابة لقرارات مجلس الجامعة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
   واضاف ان للكويت الريادة في دعم الجهود التنموية في الدول العربية لاسيما انها كانت السباقة في اقتراح عقد قمة عربية تنموية اقتصادية واجتماعية في مارس 2007 وهو المقترح الذي لاقى حينها ترحيبا عربيا واسعا وترجم لاحقا الى استضافتها هذه القمة في عام 2009.
   وبين ان الكويت اطلقت خلال هذه القمة مبادرة تنموية لتمويل المشاريع العربية الصغيرة والمتوسطة عبر انشاء صندوق رأسماله ملياري دولار تبرعت فيه بقيمة 500 مليون دولار ليدار من (الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي).
  واشار ايضا الى استضافة الكويت للقمة العربية العادية ال25 في مارس عام 2014 في حدث سخرت له كل الامكانات لضمان سبل نجاحه وتحقيق الاهداف المرجوة منه.
   ولفت الى مشاركة الكويت الفعالة في كل اجتماعات واعمال الجامعة خصوصا مجلس الجامعة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي واللجان المنبثقة عنهما مشيرا الى ترؤس ممثلي الكويت عددا من هذه اللجان.
   وتابع ان الكويت ترجمت ايمانها بالعمل المؤسسي العربي بانتدابها كفاءات كويتية لتولي مناصب مهمة في الأمانة العامة بالجامعة والمنظمات العربية المتخصصة ومؤسسات العمل العربي المشترك علاوة على احتضانها مقار عدد من مؤسسات العمل المشترك منها منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) و(المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات) و(الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي) اضافة الى (منظمة المدن العربية) و(المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية).
   وخلص هؤلاء المسؤولون الى القول "وان كانت الكويت نموذجا يحتذى به في العطاء والإنجاز فان مساهماتها ومبادراتها اثبتت للجميع أن الوحدة العربية ليست شعارا فحسب بل ممارسة اصيلة تتجسد عبر المشاريع والمواقف".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى