فيينا - تراجع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو عن تأكيده السابق امام الصحفيين في باريس الخميس الماضي بأن موقع (دير الزور) السوري الذي دمرته اسرائيل في عام 2007 كان موقعا نوويا سريا قيد الانشاء.
وقال امانو في بيان له "ان الوكالة لم تتوصل بعد الى استنتاج مفاده ان الموقع السوري كان فعلا منشأة نووية".
الا ان وكالة (اسوشيتد برس) الاخبارية اكدت ان امانو قال بوضوح لا لبس فيه امام الصحفيين "ان موقع (الكبر) الواقع في صحراء (دير الزور) الذي دمرته الطائرات الحربية الاسرائيلية قبل اربع سنوات كان مفاعلا نوويا قيد الانشاء".
وكان المدير العام للوكالة الذرية اكثر حذرا في تقاريره السابقة اذ تجنب اتهام دمشق مباشرة ببناء مفاعل نووي بشكل سري حيث كرر ان الموقع السوري المدمر "له ملامح تشبه الى حد ما ما يمكن العثور عليه في مواقع المفاعلات النووية".
من جهتها نفت سوريا الاتهامات الغربية المتعلقة بسعيها الى حيازة او تطوير اسلحة نووية الا انها لا تزال ترفض السماح لمفتشي الوكالة بزيارة مفاعل (الكبر) في (دير الزور) مرة ثانية.
في غضون ذلك يعكف امانو على اعداد تقريره الجديد حول التطورات الاخيرة لملف سوريا النووي تمهيدا لعرضه على دورة مجلس محافظي الوكالة الذرية المقررة في فيينا يونيو القادم والتي سيتم خلالها بحث مجموعة من القضايا النووية ابرزها مدى تطبيق كل من سوريا وايران وكوريا الشمالية لالتزاماتها في اطار معاهدة (عدم انتشار الاسلحة النووية).
من جهتهم لا يستبعد المراقبون لجوء الدول الغربية خلال الاجتماع القادم الى طرح استخدام آلية (التفتيش الخاص).
للوصول الى اي مكان ضروري في سوريا دون اخطار مسبق خلال جلسة مجلس المحافظين وذلك بعد ان ابلغ وزير خارجية سوريا وليد المعلم المدير العام للوكالة الذرية رفض حكومته السماح للمفتشين القيام بزيارة اخرى لموقع (دير الزور).
وكان 25 نائبا في الكونغرس الامريكي وجهوا في مارس الماضي رسالة الى امانو طالبوه فيها بإجبار سوريا على الموافقة.