القاهرة / بدأت يوم الأحد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الاجتماع المشترك الثاني للجنتين التحضيرية والاستشارية لمؤتمر القدس الدولي المقرر أن تستضيفه الدوحة خلال الربع الأول من العام 2011 ، تنفيذا لقرار قمة سرت الليبية بعقد هذا المؤتمر لدعم القدس والتصدي للانتهاكات الاسرائيلية.
وأكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة في تصريحات للصحفيين أهمية تكثيف الجهود من أجل ضمان انعقاد هذا المؤتمر الذي تعهدت قطر بتوفير كافة الإمكانيات لإنجاحه ، موضحاً أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر تضم قطر رئيساً ، بالإضافة إلى ممثلي مصر والأردن والجزائر والمملكة العربية السعودية وسورية وفلسطين وليبيا والمغرب والامانة العامة للجامعة العربية.
وتضم اللجنة الاستشارية العديد من الجهات والمنظمات الدولية والإقليمية من بينها : منظمة المؤتمر الإسلامي ووكالة بيت مال القدس الشريف ، والمدير العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم بن عبد العزيز بن عاشور ، إضافة إلى محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني ، وأمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية في القدس د. حسن خاطر وكذلك البطران مشيل صباح.
وقال السفير صبيح إنه بصفته المنسق العام سيقدم مقترحات حول محاور وموضوعات المؤتمر ، لافتا إلى الاهتمام الذي يوليه السيد عمرو موسى الأمين عام الجامعة العربية لهذا المؤتمر، وتأكيده المستمر على ضرورة الإعداد الجيد والإسراع في التحضير لعقد المؤتمر وإنجاحه لمواجهة الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومخططاتها لتهويد المدينة المقدسة ، مضيفا أن مؤتمر القدس الدولي سيتناول عدة محاور أساسية تفرض نفسها عليه وفي صدارتها القدس في القانون الدولي والقدس والتاريخ ومناقشة مساعي إسرائيل لتزييف تاريخ المدينة المقدسة التي بناها العرب الكنعانيون.
وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة إن المؤتمر سيتناول كذلك الانتهاكات الإسرائيلية بتفصيلاتها المختلفة كالاعتداء على المقدسات والتراث في المدينة وتجريف المقابر
وتأثير السياسيات الاسرائيلية على الصحة والتعليم في المدينة المقدسة.
وشدد السفير صبيح على أن القدس قضية كل إنسان على هذه الأرض العربية والإسلامية ، ومن هنا فإن هناك العديد من الأمور التي تؤكد عروبة القدس والحق الإسلامي فيها وتكشف الادعاءات الإسرائيلية بحيث تصدر دراسات باللغات المختلفة وتحت إشراف القانونيين الدوليين.
وأوضح أن هناك انتهاكات كثيرة للقرارات الدولية لابد من دراستها بشكل قانوني وفضح ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات لاتفاقية جنيف الرابعة وتزييف لتاريخ المدينة المقدسة ، مشيرا إلى أن هناك وفداً كبيراً يضم المقدسيين من علماء ورجال دين مسلمين ومسيحيين ورموزا وقيادات سيشارك في مؤتمر القدس الدولي.
وبشأن الرؤية التي ستتضمنها ورقة عمل الأمانة العامة للجامعة العربية للمؤتمر ، أجاب السفير صبيح بأنها ستركز على ضرورة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني لدعم القدس باعتبار أن هذه المنظمات لها دور سياسي وإعلامي ومالي كبير.
وفيما يتعلق بالشعار الخاص بالمؤتمر ، قال السفير صبيح : إن الجانب القطري لديه إمكانيات واسعة وخبرة في هذا الإطار لتصميم شعار المؤتمر بحيث يبرز ملامح القدس الاسلامية
المسيحية ويركز على التسامح باعتبار القدس مدينة التسامح والسلام.
من جهته أكد المهندس عدنان الحسيني محافظ القدس أن إسرائيل تحاول جاهدة تهويد المدينة المقدسة والاستحواذ على كل شيء فيها ..لافتا إلى هناك معركة قاسية للغاية ، والفلسطينيون يقومون بواجبهم فيها من خلال التمسك بأرضهم وهويتهم ومقدساتهم معربا عن الامل بأن يكون هناك موقف عربي حقيقي مساند لهم ، مؤكدا أهمية تنظيم مؤتمرات داعمة للقدس تساهم في جعل القضايا المهمة في الذاكرة بشكل دائم ، وموضحا أن فلسطين مع أي نشاط من شأنه أن يفعل عقول الناس تجاه القدس.
وعبر محافظ القدس عن أمله في أن يتم خلال مؤتمر القدس الدولي تقديم الأبحاث والدراسات التي تتناول مختلف المسائل المتعلقة بالقدس ، وتكشف نوايا الاحتلال ، مضيفا أنه لا توجد رغبة لدى إسرائيل في تحقيق السلام ، وعلينا التنبه إلى رغبتهم في الإجهاز على القدس والقضية الفلسطينية عموما ، ومن المفترض أن يكون ذلك دافعا للعرب لوضع استراتيجيات للعمل للخروج من هذه الضائقة ومساعدة الفلسطينيين للوصول إلى حل دائم يضمن لهم الحصول على حقوقهم الثابتة.
من جهته ، أعرب الدكتور حسن خاطر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية في القدس عن أمله في أن يكون مؤتمر القدس الدولي المقرر عقده بالدوحة مختلفا عن النشاطات والفعاليات
السابقة ، وقال إننا نعول كثيرا على هذا المؤتمر ونأمل أن نتجاوز مرحلة القرارات إلى تنفيذ هذه القرارات ، لافتا إلى أن مشكلة القدس على مدى تاريخها الطويل ليس في اتخاذ القرارات ، لكن في وضع هذه القرارات ، خاصة الدولية منها ، موضع التنفيذ.
وأكد د. خاطر على أهمية مؤتمر الدوحة الدولي حول القدس ، لافتا إلى أنه يأتي تطبيقا لقرارات قمة سرت الليبية ، والمهم أن توضع آليات التنفيذ خاصة تلك المتعلقة بالنواحي المالية.
وحذر د. خاطر من مغبة ما يجري في القدس في ضوء ما تشهده المدينة من عمليات طرد للمقدسيين وهدم للمنازل واستهداف مباشر للمقدسات وتعزيز التواجد اليهودي داخل المدينة ، مشددا على أن ذلك يجب أن يقابل بتحرك عربي وإسلامي جاد وسريع قبل فوات الأوان . وداعيا كافة الجهات العربية والإسلامية للعمل على تعزيز صمود أهل القدس بكافة الأشكال.