عربي دولي

نصرالله يقول ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ولدت ميتة ولا قيمة لها

اكد الأمين العام لحزب الله على أهمية مناسبة يوم القدس العظيمة والمقدسة في واقع وحياة وماضي ومستقبل هذه الأمة مشيراً الى ان هذا الإختيار للزمان يتضح سنة إثر سنة مع تطور الاحداث والمؤامرات والاخطار التي تواجهها القدس وفلسطين.
الأمين العام لحزب الله وفي كلمة له في يوم القدس العالمي في الاحتفال الذي اقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء بضاحية بيروت الجنوبية أكد على اننا أمام قضية يخشى من الزمان والتواطؤ والتخاذل والتخلي والتآمر الدولي والإحباط واليأس عليها أن تمر بمضي الزمان، وتزول مع الزمان، واشار الى ان هذه القضية لا يمكن لأمتنا أن تنساها لأنها جزء من التزامنا الديني وثقافتنا وحضارتنا وماضينا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا وقال يجب لذلك اعادة التذكير بها دائما وأن تكون حاضرة في وعي الأمة ووجدانها وفي تحرك الأمة حكومات وشعوب.
واكد سماحته على ان يوم القدس هو يوم التأكيد على الثوابت وليس إعلانها فهي معلنة وقدم لأجلها الكثير من التضحيات والآلام والأسرى والشهداء والمهجرين وان هذا اليوم هو يوم تكرار الحق وتأكيد الثوابت.
واعتبر الامين العام لحزب الله ان التحديات لم تغير حرفاً واحداً في ثوابتنا وإن تغير البعض أو سقط في منتصف الطريق واشار الى ان تلك الثوابت هي التي تقول أن فلسطين من البحر إلى النهر هي حق للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية ولا يحق لأحد أن يتنازل عن حبة تراب من ترابها المقدس ولا حتى عن حرف من اسمها ولا نقطة مياه من مياهها.
واعتبر السيد نصرالله ان القدس لا يمكن أن تكون عاصمة أبدية لدولة إسرائيل بل هي عاصمة فلسطين عاصمة الأرض والسماء واشار الى اسرائيل دولة غير شرعية غير انسانية قامت على الإغتصاب والمجازر ولا يمكن أن تكتسب شرعية لو اعترف به من اعترف وأقر به من أقر، وقال ان هذا هو منطق يوم القدس منطق قول الحق دون مجاملات أو ملاحظات أو خضوع للظروف الإقليمية ودون تأثر بإرهاب المتخاذلين.
وشدد الامين العام لحزب الله الى ان يوم القدس أيضاً هو مناسبة عالمية لتسليط الضوء على ما تتعرض له القدس وفلسطين وشعب فلسطين، وما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر وما تتعرض له القدس كمدينة مقدسة بمقدساتها الإسلامية ومسيحية من تهويد وما يتعرض له سكان القدس من تشريد وطرد وما تتعرض له الضفة من زحف استيطاني لن توقفه حتى المفاوضات التافهة التي بدأت بالأمس ما تتعرض أراضي الـ48 من محاولة فرضها كأرض اسرائيلية وما تتعرض له غزة من ظلم وما يتعرض له الفلسطينيون في الشتات.
واكد سماحته ان يوم القدس هذا العام يأتي وبين يدينا حدثان مهمان، أولاً الإعلان عن المفاوضات المباشرة في واشنطن، والثاني الإنسحاب الأميركي من العراق وقال ان البعض اعتبر أن احتلال اميركا للعراق انتهى وهذا غير صحيح البعض اعتبره انسحاب جزئي واعتبر ذلك انتقاص لدور المقاومة".
وفي معرض الحديث عن المفاوضات المباشرة التي انطلقت في واشنطن بين الفلسطينيين والاسرائيليين اكد السيد نصرالله ان المفاوضات ولدت ميتة، وان استهدافاتها واضحة والتوظيف السياسي الأميركي والحاجة الأميركية والإسرائيلية السياسية لها واضحة واشار الى انه وللأسف بعض الحاجة العربية الرسمية لها واضحة وآخر ما تعنيه هذه المفاوضات هي فلسطين.
واشار الامين العام لحزب الله الى ان أغلبية الفصائل الفلسطينية رفضت هذه المفاوضات، حتى الفصائل التي ليس لديها نقاش بالمبدأ أعلنت رفضها لهذه المفاوضات موضحاً الى ان كل استطلاعات الرأي أوضحت أن أغلبية الشعب أعلن رفضه للمفاوضات، فبالتالي لا قيمة لها.
وقال الامين العام لحزب الله في كلمته ان المفاوضات مع هذا العدو الإسرائيل المستعلي والطاغي والمستبد والذي يمتلك هذا المستوى من التأييد الغربي لا نتيجة له سوى إعطاء المزيد من الشرعية التي ليست شرعية لهذا الكيان.
وتحدث الامين العام لحزب الله عن الحدث الثاني وهو الإنسحاب الأميركي من العراق والذي اشار الى انه عنوان فشل وهزيمة، مؤكدا انه لم يجرؤ أحد في أميركا على القاء خطاب نصر بل ان ما تلي هو خطاب هزيمة وتحدث البعض عن انجاز متواضع وهزيل.
وتحدث عن الفشل الاميركي في العراق الذي جاء الى العراق للسيطرة لكنهم فوجئوا بعامل المقاومة الذي بدأ باكراً وتحدثوا (الاميركيين) عن اخطاء هائلة في قراءة الساحة العراقية. وفّرق بين عمليات المقاومة والعمليات الجهادية وتلك التي تستهدف الشعب العراقي من كل الأطياف حيث اشار الى انها عمليات اجرامية وعمليات قتل منظم وجرائم حرب لا يمكن تحميل نهج المقاومة مسؤولياتها.
واشار سماحته الى ان حجم الخسائر الأميركية أكبر من أن يتحملها الشعب الأميركي وحجم الإنفاق لمواجهة هذه المقاومة هي أكبر من أن تتحمله الخزينة، ولهذا كان الإنسحاب الخيار الوحيد، وكما واشار الى ان هنالك عامل ثاني لا يقل أهمية عن أهمية المقاومة وهو صمود الشعب العراقي.
واوضح السيد نصرالله الى ان هنالك أجهزة مخابرات عملت على تعزيز الصراعات بين العراقيين، وان الإسرائيليون وأجهزة المخابرات الأميركية كلها على صلة بالتفجيرات التي كانت تجري في العراق حتى في مجموعات الإنتحاريين، وشدد على ان لإسرائيل خط أحمر: "أن يكون هنالك عراق قوي ومتماسك يقف في صف هذه الأمة"، ولذلك فهي تعمل على تفتيت الشعب العراقي، وقال : "لقد صمد هذا الشعب حتى الآن، عندما يسقط مشروع الفتنة ويصبح الإحتلال مكلفا فلا خيار الا الإنسحاب".
واعتبر الامين العام لحزب الله ان ما يجري في العراق هو مكسب جديد لخيار المقاومة وليس لأي خيار آخر ، واكد ان محور الممانعة والمقاومة في السنوات القليلة الماضية استطاع أن يحقق انجازاً تاريخياً كبيراً على مستوى المنطقة وله انعكاسه على مستوى العالم.
وتحدث الامين العام لحزب الله عن تربع امريكا على عرش العالم حيث جاء المحافظون الجدد بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ومعهم مشروع للمنطقة، حيث جمعت امريكا أساطيلها، وفككت الكثير من قواعدها العسكرية في العالم وجاءت بها إلى منطقتنا حيث النفط والغاز والثروات. واكد ان امريكا جاءت بمشروع الى الشرق الأوسط الجديد حيث كان يفترض بهذا المشروع ترسيخ اسرائيل بشكل أبدي بالمعنى السياسي من خلال تسوية تفرض على الفلسطينيين وتوقيع عربي، وانهم جاؤوا بمشروع لتصفية المقاومة الفلسطينية كلياً حتى المقاومة الشعبية والسياسية وكان المطلوب عقد تسوية من يعترض عليها يقطع رأسه، وتابع القول كان المطلوب تصفية المقاومة في لبنان وكان المطلوب اسقاط النظام في سوريا والسيطرة على العراق، وكان المطلوب الوصول إلى مرحلة عزل إيران وتخريبها وفي نهاية المطاب ضرب ايران وهذا المشروع أنا أدعي أنه كان يملك خلال 10 سنوات إمكانات هائلة لم يملكها أي مشروع استكباري في التاريخ: الجيوش، المجتمع الدولي (لا وجود له بل هنالك أميركا التي تقود العالم)، اقتصاد، ثورة الإتصالات، هذا المشروع سخّر له أكبر الجيوش وأقوى الحروب النفسية وأجهزة المخابرات. ولكن خلال سنوات قليلة عندما تمت مواجهته من خلال محور المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا وايران والعراق، فشل هذا المشروع وهزم، ولكن هذا لا يعني أن الصراع انتهى بل انتقلنا إلى نظرة مختلفة له.
الامين العام لحزب الله اكد ان امريكا تتجه إلى فشل، وانها ليست قادرة، لا بل عاجزة عن شن حروب جديدة، وقال في هذا الاطار ليس لأنه لديها تعديل لنظام القيم بل لأن لديها أزمات وعجز نتيجة فشل الهجمة الإستكبارية الضخمة على المنطقة.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى