بغداد / اعلن القائد السابق للقوات الامريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو رسميا اليوم انتهاء عملية تحرير العراق التي بدأت ربيع عام 2003 فيما دشن خلفه الجنرال لويد اوستن عملية الفجر الجديد في البلاد.
وقال اوديرنو في كلمة له خلال الاحتفال بانتهاء مهمة تحرير العراق وبدء مهمة الفجر الجديد وانتقال القيادة الرسمية للجيش الامريكي منه الى اوستن "لم نصل الى اتمام المهمة بالكامل ولكننا نعلن انتهاء عملية تحرير العراق وسنمضي قدما في مواجهة التحديات وبناء استراتيجية مشتركة مع العراق".
واضاف اوديرنو "اقدر حجم التضحيات التي قدمها العراقيون في مقارعة الارهاب واود ان اذكر بطبيعة المهمة وهي تغيير النظام الدكتاتوري في العراق" مضيفا ان القادة الامنيين العراقيين "سيبدأون مهامهم الامنية ونحن نصل اليوم الى نهاية عملية تحرير العراق".
وتابع "اننا لم نصل الى انجاز المهمة بالكامل واشير الى طبيعة التحديات والشجاعة التي اظهرها قادة العراق".
وشدد اوديرنو على "ضرورة ان يبقى القادة العراقيون مركزين من اجل انجاز نظام مدني ومواجهة المتطرفين واعادة الحياة الطبيعية للشعب العراقي".
وجدد التزام بلاده بدعم العراق بقوله "اننا ملتزمون ومتعهدون بدعم القوات العراقية" معلنا انتهاء عملية تحرير العراق بعد 47 شهرا من المهمة التي قادها.
وخاطب اوديرنو رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي والمسؤولين العراقيين ورئيس وزراء اقليم كردستان برهم صالح قائلا "اقدم الشكر الجزيل لكم .. انكم تقودون مستقبل العراق".
كما دعا الكتل السياسية الى المضي قدما في تحمل المسؤولية والاتفاق على تشكيل حكومة تمثل العراقيين .
وثمن اوديرنو حجم الخطط التي وضعها العراقيون لمكافحة الارهاب مؤكدا قدرة القوات العراقية على تحمل المسؤولية ومضى الى القول "نعدكم ببناء مستقبل جيد لهذا البلد".
من جهته قال الجنرال لويد اوستن الذي تسلم قيادة القوات الامريكية المتبقية في العراق اليوم "انني مسرور بالعودة الى الخدمة في العراق ثانية واريد ان اشير هنا اليوم الى عهد جديد في العلاقات المدنية بين بغداد وواشنطن ".
واضاف اوستن "نأمل في ان نصل الى مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين" مؤكدا انه سيكون بمقدرة العراقيين بناء اجهزة امنية قادرة على تحمل المسؤولية.
واشار الى ان "الفترة الماضية شهدت تحسنا ملحوظا على المستوى الامني من خلال تولي القوات الامنية العراقية الكثير من المهام" مضيفا ان "النجاح مطلوب ونحن مطالبون بتأمين حياة آمنة ومستقرة للشعب العراقي".
يذكر ان عدد الجنود الامريكيين المنتشرين في العراق تراجع منذ 18 من الشهر الماضي الى أقل من خمسين الف جندي وسيبقى عند هذا المستوى حتى الصيف المقبل.
وكان عدد الجنود الامريكيين في العراق وصل الى نحو 167 ألف فرد خلال عام 2007 بالاضافة الى وجود آلاف الجنود التابعين لدول أخرى مثل بريطانيا.
وسيتولى الجنود الامريكيون المنتشرون في العراق مهمة تقديم النصح ومساعدة الجيش العراقي وتدريبه حتى يغادروه في نهاية العام المقبل.
ويشكل الجنود الامريكيون ستة ألوية يطلق عليها ألوية " النصح والمساعدة" على التدريب والشراكة مع الشرطة والجيش العراقيين وهي تضم نحو 4500 من أفراد القوات الخاصة الامريكية لتقديم المساعدة ايضا في عمليات مكافحة الارهاب.
وفقدت القوات الامريكية في العراق اكثر من 4145 عسكريا منذ بدء عملية تحرير العراق عام 2003.