بينما تتدفق مياه الفيضان جنوباً في حوض نهر السند، تلتهم المزيد من القرى التي تقع في طريقها حسبما شاهدت مراسلة بي بي سي اورلا جيرين التي أصبحت احد أطقم القوة الجوية الباكستانية اثناء عملها في ايصال مواد الاغاثة للمتضررين.
التقرير :
أمرت السلطات الباكستانية أكثر من نصف مليون من السكان بإخلاء مساكنهم في إقليم السند جنوبي البلاد كما تهدد مياه الفيضان ثلاث مدن أخرى في الإقليم بينما تسود المخاوف على مصير مدينة حيدر آباد سادس المدن الباكستانية.
وفي حقيقة الأمر لهذه المخاوف ما يبررها كما يبدو واضحا من الجو، فلا يقف بين المدينة وكارثة محققة الى حاجز يدعى سدة كوتري، بينما تضخم نهر السند في المنطقة الى عشرة اضعاف حجمه الطبيعي واذا ما قدر لمياه الفيضان ان تجتاز هذا المانع سيصبح مليوني شخص في خطر محقق إلا ان السدة ما زالت متماسكة الى الآن.
وبينما تواصل مياه الفيضان جريانها السريع من خلال اقليم السند جنوبا نحو بحر العرب تقوم طائرات القوة الجوية الباكستانية بتبع مسيرها وقد صحبنا احد أسراب القوة الجوية في اول مهمة اغاثة يقوم بها في هذه المنطقة من الجنوب.
وحلقنا فوق مساحات من المياه بدت وكأنها المحيط، لولا الاشجار واسطح المنازل التي ظهرت للعيان بين الفينة والأخرى وتقول منظمة اوكسفام الاغاثية إن المساحات التي غمرتها المياه من السعة بحيث تكاد تشكل اكبر بحيرة عذبة في العالم.
ففي منطقة ثاتا، تقترب مياه الفيضان التي لا يعرف لجشعها حد من المزيد من القرى وتحاول السلطات المحلية اخلاء سكان هذه القرى، الا ان ليس من الواضح كم منهم يرغب في الرحيل.
فقد حلقنا فوق العديد من البقع والأراضي المرتفعة التي ما زالت بمنأى من المياه، وقد حاول افراد طاقم الطائرة اقناع القرويين المتجمعين على هذه الأراضي اليابسة الصعود بغية نقلهم الى مناطق اكثر امانا الا انهم رفضوا ذلك فالعديد من سكان هذه المناطق مرتبطون ارتباطا وثيقا بأرضهم وحيواناتهم وهم مستعدون للموت دونها.
وتقوم طائرات القوة الجوية الباكستانية بإلقاء أكياس تزن 20 كيلوغراما تحتوي على حليب وماء وتمر وبسكويت الا ان عملية إيصال مواد الإغاثة الى مستحقيها ليست باليسيرة على الإطلاق.