كوالالمبور - عقدت القوات المسلحة الكمبودية ونظيرتها التايلاندية اليوم الثلاثاء اجتماعات تنسيقية لمناقشة تنفيذ اتفاق إيقاف إطلاق النار الموقع في ماليزيا أمس بعد أربعة أيام من الاشتباكات الدامية قرب مناطق البلدين الحدودية.
وذكرت المتحدث باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوشيتا في مؤتمر صحافي نقلته صحيفة (خمير تايمز) أن قادة المنطقة العسكرية الرابعة في كمبوديا اجتمعوا مع قادة المنطقة الثانية من الجيش التايلاندي واتفقوا على تفعيل إيقاف إطلاق النار وإيقاف تعزيز القوات وتبادل المعلومات بين الجانبين وإبلاغ القيادات العليا حال وقوع أي مستجدات على الأرض.
وأوضحت سوشيتا أن اجتماعات أخرى بين قادة عسكريين إقليميين من الطرفين لا تزال قيد الترتيب لكنها لم تتلق حتى الآن معلومات مؤكدة بشأن مواعيدها مشددة على أن كمبوديا قدمت التزاما واضحا باحترام وتنفيذ بنود إعلان إيقاف إطلاق النار المشترك الذي تم التوصل إليه يوم أمس الاثنين في ماليزيا برعاية رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.
وأكدت أن الخطوة التالية ستكون تشكيل آلية مراقبة بإشراف القادة الكبار من الجانبين في حال تم الاتفاق على إشراك الملحقين العسكريين من دول أخرى تحت رعاية ماليزيا بصفتها رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بهدف إعادة بناء الثقة بين بانكوك وبنوم بنه وتثبيت التهدئة الميدانية.
وأشارت إلى أنه تم تشكيل مجموعة عمل خاصة لمتابعة تنفيذ الاتفاق وأن ماليزيا ستقود المشاورات مع أعضاء رابطة (آسيان) لضمان التزام الطرفين بالاتفاق ودعمه سياسيا وعسكريا مضيفة أن الاجتماع المقبل للجنة الحدود العامة سيعقد في الرابع من أغسطس 2025 لتعزيز التواصل بين رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية.
واتهمت تايلاند في وقت سابق اليوم كمبوديا بخرق اتفاق إيقاف إطلاق النار الذي توصل إليه البلدان بوساطة ماليزية بعد ساعات فقط من بدء سريانه منتصف الليلة الماضية قابلته كمبوديا بالنفي وتأكيدها الالتزام باتفاق إيقاف إطلاق النار.
وكان رئيس وزراء كمبوديا هون مانيت والقائم بأعمال رئيس وزراء تايلاند فومتام ويتشاياشاي قد اتفقا يوم أمس الاثنين في العاصمة الإدارية الماليزية (بوتراجايا) على إيقاف إطلاق نار فوري وغير مشروط اعتبارا من منتصف ليل 28 يوليو الجاري على أن يعقد اليوم الثلاثاء اجتماعا بين القادة العسكريين الإقليميين ومناقشات لاحقة مع الملحقين العسكريين تحت رعاية رئيس (آسيان).
وخلفت الاشتباكات الدامية بين تايلاند وكمبوديا عددا من القتلى وأدت إلى نزوح الآلاف على إثر نزاع حدودي تاريخي حول السيادة على معبد (بريا فيهيار) والمنطقة المحيطة به الذي قضت محكمة العدل الدولية عام 1962 بملكيته لكمبوديا فيما استمرت تايلاند في المطالبة بالسيطرة على المناطق المجاورة له.
وشهدت المنطقة اشتباكات متكررة بين عامي 2008 و2011 قبل أن تهدأ الأوضاع تدريجيا ومع ذلك ظلت التوترات قائمة وتفاقمت مؤخرا في ظل تحركات عسكرية متبادلة وزيادة الحشود العسكرية مما دفع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الدعوة لضبط النفس والحوار.