كوالالمبور - اتهمت تايلاند اليوم الثلاثاء كمبوديا بخرق اتفاق إيقاف إطلاق النار الذي توصل إليه البلدان بوساطة ماليزية بعد ساعات فقط من بدء سريانه منتصف الليلة الماضية مشيرة إلى تجدد الاشتباكات المسلحة في مواقع حدودية عدة.
وقال المتحدث باسم الجيش التايلاندي اللواء وينتاي سوفاري في بيان إن القوات الكمبودية شنت هجمات داخل الأراضي التايلاندية بعد بدء سريان اتفاق الهدنة مؤكدا احتفاظ بلاده بحقها المشروع في الرد والدفاع عن النفس.
وفي المقابل نفت المتحدث باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوشيتا في تصريح صحفي وجود أي هجمات من جانب بلادها مؤكدة أن القوات الكمبودية التزمت تماما بالهدنة ولم تقع أي اشتباكات مسلحة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
ولاحقا قال القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي فومتام ويتشاياشاي في بيان إن الوضع الحدودي بات هادئا بعد بعض المناوشات المحدودة معتبرا أن الجانبين ملتزمان على الأغلب بضبط النفس.
ومن جهته ذكر رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت في بيان أن الخطوط الأمامية هدأت بعد منتصف ليل أمس الاثنين مؤكدا أن قواته ملتزمة بإيقاف إطلاق النار دون شروط.
وكان الطرفان قد توصلا مساء أمس الإثنين إلى اتفاق لإيقاف إطلاق النار بوساطة ماليزية وتنسيق أمريكي ومشاركة صينية وذلك بعد أن أسفرت أربعة أيام من أعنف مواجهات دموية تشهدها المنطقة الحدودية بين البلدين منذ سنوات عن مقتل 38 شخصا على الأقل بينهم مدنيون وتشريد نحو 300 ألف شخص.
ويأتي هذا التصعيد بعد قرار تايلاند سحب سفيرها من العاصمة الكمبودية وطرد السفير الكمبودي من بانكوك ردا على انفجارات ألغام أرضية أدت إلى إصابة عدد من الجنود التايلانديين إذ ادعت بانكوك أن الألغام قد زرعت حديثا وهو ما نفته كمبوديا.
ويرجع النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا إلى خلافات تاريخية حول السيادة على معبد (بريا فيهيار) والمنطقة المحيطة به الذي قضت محكمة العدل الدولية عام 1962 بملكيته لكمبوديا فيما استمرت تايلاند في المطالبة بالسيطرة على المناطق المجاورة له.
وشهدت المنطقة اشتباكات متكررة بين عامي 2008 و2011 قبل أن تهدأ الأوضاع تدريجيا.
ومع ذلك ظلت التوترات قائمة وتفاقمت مؤخرا في ظل تحركات عسكرية متبادلة وزيادة الحشود العسكرية مما دفع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الدعوة لضبط النفس والحوار.