الكويت - تحتفل جمعية الهلال الأحمر الكويتي يوم الاثنين المقبل بذكرى مرور نصف قرن على اشهارها محدثة خلال 50 عاما بصمة واضحة في العطاء الانساني الهادف إلى مساعدة المنكوبين في كل أنحاء العالم وتخفيف مآسيهم.
ونجحت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بأن تكون علامة بارزة في العمل الخيري بفضل تحركاتها الميدانية السريعة في مختلف مناطق العالم حيث تبذل كل جهد ممكن لتلبية النداءات الإنسانية ومد يد العون للمتضررين.
وكان عام 1966 موعد ولادة الجمعية بعدما تعاهدت 18 شخصية كويتية من رجالات الخير في عام 1965 على مزاولة أول عمل انساني تطوعي منظم ثم حظيت الجمعية باعتراف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بجنيف بعد الانتهاء من خطوات التأسيس واستيفاء جميع شروط العضوية فأصبحت العضو رقم 110 وباتت تتمتع بكافة الحقوق والالتزامات المترتبة على هذا الانضمام.
وما ميز الهلال الأحمر الكويتي منذ التأسيس تقديم المساعدة والعون للمحتاجين دون تمييز من حيث الجنسية أو الجنس أو الاصل أو المعتقدات الدينية والسياسية وذلك بهدف حل وتخفيف المشكلات والكوارث التي تتعرض لها المجتمعات الإنسانية في العالم وبناء مجتمعات سليمة وصحيحة يتحقق فيها الامن وتكافؤ الفرص والعدالة لكافة البشر.
وخلال نصف قرن من الزمن سطرت الجمعية سجلا حافلا بالعمل الخيري التطوعي داخل الكويت وخارجها وقدمت المساعدات إلى الدول العربية والأجنبية على حد سواء.
وعلى الصعيد المحلي تقدم الجمعية خدماتها الانسانية إلى الأسر الفقيرة وتقوم بتوزيع مواد تموينية إلى المحتاجين كما تحرص على تكثيف نشاطها الخيري في بعض المواسم والأعياد وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي تعمل الجمعية خلاله على مشروع (افطار صائم) كما تساهم في توزيع لحوم الأضاحي على الأسر المتعففة.
أما على الصعيد الخارجي فإن الجمعية تنشط في مجالات الرعاية الاجتماعية والصحية للمرضى والمسنين والأطفال وإغاثة منكوبي الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والجفاف والاسهام في مكافحة الأمراض السارية والوقاية منها وتقديم خدمات الانقاذ والاسعافات الاولية.
وفي البلدان التي تعاني من ويلات الحروب فإن الجمعية تسهم في عمليات إنقاذ الجرحى وتقديم المساعدات لمنكوبي الحرب وذويهم.
ولأنه من الصعب حصر جميع الجهود الخيرية والإنسانية لجمعية الهلال الأحمر الكويتي على الصعيد الدولي فإن وكالة الأنباء الكويتية (كونا) تستعرض بعضا من تلك المساعدات خلال السنوات الأخيرة الماضية التي طغت عليها أزمات عديدة في الدول العربية مثل اليمن والعراق وفلسطين وليبيا بالإضافة إلى سوريا التي يفرد لها تقرير خاص عن جهود الهلال الأحمر في تقديم الإغاثة لشعبها.
ففي فلسطين المحتلة لا يزال الوضع الإنساني يحظى باهتمام بالغ لدى الجمعية التي تحرص على تقديم معونات انسانية وتبرعات مادية لأبناء الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى حملات الإغاثة الهادفة إلى التخفيف من تداعيات الحصار والعدوان الاسرائيلي المتكرر كما حصل في عدوان 2009 وعدوان 2014 وغيرهما من العمليات العسكرية الهمجية.
ومع تفاقم الوضع في اليمن بدأت الجمعية بإرسال قوافل الإغاثة إلى الشعب اليمني بهدف توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية وقد ارتفعت وتيرة المساعدات بالتزامن مع عمليتي (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) عام 2014 حيث اشتملت تلك المساعدات على مواد غذائية ومواد النظافة وأدوات المطبخ وغيرها من المستلزمات الأساسية.
ولم تغفل الجمعية الوضع في ليبيا فبدأت في عام 2011 بإرسال قوافل المساعدات الإنسانية لإغاثة الشعب الليبي وتقديم العون له عقب اندلاع أحداث الثورة.
ومنذ انتهاء حرب العراق عام 2003 بدأت جمعية الهلال الأحمر الكويتي في تسيير العديد من قوافل المساعدات الكويتية الى هذا البلد المنكوب وتضمنت تقديم مواد غذائية وحليب وبعض المستلزمات الضرورية لإغاثة الأسر المحتاجة بهدف التخفيف من الكوارث الانسانية وتأمين الاحتياجات الأساسية للشعب العراقي.
كما سارعت الجمعية لإغاثة المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب المناطق الشمالية للمملكة المغربية في فبراير 2004 وقررت ارسال 200 ألف دولار للاتحاد الدولي لمنظمات الصليب والهلال الأحمر لمساعدة متضرري الزلزال.
ونتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي مر بها الشعب الجيبوتي فقد أعلنت وزارة الاوقاف وجمعية الهلال الأحمر في مايو 2005 عن إرسال مساعدات إلى جيبوتي تشمل 80 طنا من المواد الغذائية كما أعلنت الجمعية في مارس 2006 إرسال مساعدات عاجلة للشعب الصومالي تتكون من مواد غذائية تزن 348 طنا تكفي لأكثر من 32 ألف فرد من المتضررين جراء كارثة الجفاف والمجاعة التي اجتاحت هذا البلد.
وفي صيف 2006 سارع الهلال الأحمر الكويتي إلى تقديم عشرات القوافل الإغاثية إلى لبنان الذي تعرض للعدوان الأسرائيلي وتضمنت مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات ضرورية بالإضافة إلى تقديم تبرعات مالية.
وأرسلت الجمعية في صيف 2007 مساعدات إلى ولاية دارفور السودانية لإغاثة سكان المنطقة في ظل الاوضاع الصعبة بسبب انتشار المجاعة والعديد من الأمراض وبدأت بتسيير جسر جوي لاغاثة المتضررين عقب تعرض السودان إلى سيول وفيضانات في أغسطس 2008 حيث اشتملت المساعدات على بطانيات ومواد إغاثية كما سارعت إلى إغاثة المنكوبين من السيول التي اجتاحت هذا البلد في عام 2013.
وبالحديث عن الجهود الإنسانية للهلال الأحمر الكويتي في الدول غير العربية فقد سارعت الجمعية إلى تقديم العون العاجل للشعوب المنكوبة كما حصل في عام 2003 حين تعرضت زيمبابوي إلى موجة جفاف ونقص الغذاء فأطلقت الجمعية سلسلة من مساعدات انسانية لتوزيعها على الأسر المحتاجة شتملت المواد الغذائية الضرورية لإعاشة الأسر هناك مثل الأرز والسكر والطحين والزيوت النباتية.
وبسبب مآسي الحرب التي يعاني منها الشعب الأفغاني في بلاده إلى جانب برد الشتاء القاسي أعلنت الجمعية في ديسمبر 2003 تبنيها إنشاء أربعة مشاريع إنسانية هناك لمساعدة المحتاجين على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة وخاصة في فصل الشتاء القاسي ومنها بناء مساكن اللاجئين العائدين وبناء مشاريع مياه للعائدين والنازحين.
وحين تعرضت مدينة بام الإيرانية إلى زلزال مدمر في نهاية عام 2003 أعلنت الجمعية تبرعها بمبلغ 300 ألف دولار لشراء مواد إغاثية لدعم المتضررين كما فتحت باب التبرعات العينية والمادية لإغاثة المنكوبين.
وفي أواخر عام 2004 الذي شهد كارثة زلزال تسوماني في جنوبي شرق آسيا أعلنت الجمعية فتح باب التبرعات لمتضرري الزلزال الذي ضرب دول جنوب شرق آسيا وحوض المحيط الهندي كما بدأت بإرسال شحنات المساعدات الإغاثية إلى المتضررين هناك وإقامة عدد من المشاريع للتخفيف عن المنكوبين.
وحين تعرضت باكستان إلى زلزال في اكتوبر 2005 بدأت الجمعية بتقديم قوافل المساعدات الطبية والغذائية إلى المتضررين والمنكوبين.
وعند تعرض بنغلاديش إلى زلزال (سيدر) المدمر عام 2007 قدمت الهلال الأحمر الكويتي سلسلة من المساعدات لمتضرري الشعب البنغلاديشي تضمنت أغذية وأدوية بالإضافة إلى التبرعات المالية.
وفي أغسطس 2008 أرسلت الجمعية مساعداتها عن طريق الجو إلى النيجر للاسهام في تخفيف الاوضاع المعيشية الصعبة للسكان واستجابة للنداءات الدولية والمنظمات الانسانية بهذا الخصوص.
وعقب اعصار (كاترينا) الذي ضرب عددا من الولايات الأمريكية في أغسطس 2008 قدمت الهلال الأحمر الكويتي وعبر فترات متلاحقة تبرعات مالية منها 25 مليون دولار لمساعدة ضحايا الاعصار و 8ر2 مليون دولار مقدمة من شعب الكويت.
وسارعت الجمعية إلى إغاثة المتضررين والمنكوبين في اليابان وذلك بعد تعرضها إلى زلزال وإعصار تسونامي في مارس 2011 حيث قدمت لها مساعدات إنسانية فورية.