نيودلهي / يتوجه وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله غدا الخميس إلى العاصمة الهندية نيودلهي في أول زيارة له للبلاد منذ توليه مهام منصبه في إطار تحركات ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا لتعزيز علاقاتها مع القوة الاقتصادية الصاعدة في جنوب آسيا.
ومن المقرر أن يشارك الوزير في الاجتماع السنوي لغرفة التجارة والصناعة الألمانية-الهندية بعد غد الجمعة في مدينة مومباي , عاصمة المال الهندية. يرافق الوزير خلال جولته وفد اقتصادي رفيع المستوى من مسئولي الشركات وأعضاء البرلمان الألماني. وقال برودرله إنه يتوقع استمرار صعود الهند كواحدة من أهم أسواق آسيا.
وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "لقد زرت الصين 20 مرة وزرت أمريكا أكثر من ذلك لكنني لم أزر الهند أبدا".
يذكر أن الاقتصادات الصاعدة الرئيسية في العالم مثل الهند والصين كانت أهم أسواق الصادرات الألمانية خلال العام الحالي مما ساعد الاقتصاد الألماني على الخروج من أسوأ موجة ركود يتعرض لها منذ الحرب العالمية الثانية.
وترى غرفة التجارة والصناعة الألمانية-الهندية أن النمو الاقتصادي في الهند بات يقترب بشدة من الصين.
وقال المدير التنفيذي للغرفة , بيرنهارد شتاينروكه , في مقابلة مع وكالة الأبناء الألمانية (د.ب.أ) في نيودلهياليوم الأربعاء: "ستلعب الهند دورا مهما بالنسبة للشركات الألمانية مثل الصين".
وذكر شتاينروكه أن الشركات الألمانية تدرك الآن أهمية السوق الهندية بعد تردد في أول الأمر , وقال: "إنهم يعلمون الآن ما يمكن أن تقدمه الهند".
وأشار إلى أن شركات ألمانية كبرى مثل "فولكسفاجن" للسيارات و "سيمنس" للصناعات الإلكترونية توسعت بشدة في الهند , وقال: "كما يوجد هنا سلسلة كاملة من اللاعبين الجدد خاصة من الشركات المتوسطة , فحجم الاستثمارات لا يستهان به".
من ناحية أخرى, ذكر شتاينروكه أن الهند حققت العام الماضي نموا اقتصاديا ثابتا رغم الأزمة الاقتصادية العالمية , مشيرا في الوقت نفسه إلى أن النمو يتواصل.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تحقق الهند نموا اقتصاديا يتراوح بين 8 في المئة و10 في المئة, خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي بنهاية آذار/مارس 2011 .
وقال شتاينروكه: "تصدت الهند للأزمة, وستظل أحد محركات النمو العالمية..
والشركات الألمانية تعمل هنا وتنمو بسرعة بمستوى فوق المتوسط".
وفي المقابل, أشار شتاينروكه إلى مشكلة التضخم التي تؤثر على هيكل التكاليف , منوها في الوقت نفسه إلى أن العمالة المتخصصة في الهند غيرمدربة بالقدر الكافي.
وأوضح أن المنافسة من أجل الحصول على عمالة مؤهلة يؤدي إلى زيادة الرواتب بشكل كبير.
ووفقا لأحدث بيانات الحكومة الهندية, بلغ معدل التضخم في الهند في آب/أغسطس الماضي 8ر5%.
وعن المحادثات التي سيجريها وزير الاقتصاد الألماني برودرله في الهند ذكر شتاينروكه أنه ينتظر من الوزير توضيحات في عدة مجالات , مثل القيود المفروضة على الاستثمارات الخارجية في البنوك والتأمينات.