مال وأعمال

باكستان تطلب مساعدة صندوق النقد الدولي لدعم اقتصادها

سوكور (باكستان) - استعدت باكستان لمزيد من الفيضانات في الجنوب بينما يعقد مسؤولوها محادثات في واشنطن يوم الاثنين مع صندوق النقد الدولي بشأن سبل دعم الاقتصاد تحقيقا للاستقرار.

وقال الصندوق انه سيراجع ميزانية باكستان وافاقها الاقتصادية بسبب ضخامة كارثة الفيضانات التي أتلفت المحاصيل الزراعية والبنية التحتية وشردت أكثر من أربعة ملايين نسمة وأثارت المخاوف بخصوص احتمال استغلال الاسلاميين المتشددين لهذه الفوضى.

وتتراوح نسب النمو المتوقعة لهذا العام بين صفر وثلاثة في المئة مقارنة مع نسبة 4.5 في المئة المستهدفة رسميا وتخشى الولايات المتحدة أن يؤدي ضعف اقتصاد باكستان الى زعزعة استقرارها وهي تقوم بدور رئيسي في محاربة المتشددين.

وتعرضت الزراعة وهي عماد الاقتصاد الباكستاني لضربة قوية.

وقال نزار محمد جوندال وزير الغذاء الباكستاني ان الفياضانات دمرت المحاصيل أو الحقت بها ضررا فادحا في مساحة قدرها 4.25 مليون فدان ومن بينها محاصيل القطن والارز وقصب السكر والذرة.

ويقول مسؤولون بوزارة الغذاء ان المساحة المزروعة في باكستان تقارب 23 مليون هكتار.

ومن المقرر أن تتناول المحادثات مع صندوق النقد الدولي تقييم الاثار الاقتصادية للفيضانات وتقدير الاجراءات المطلوبة للتصدي للاضرار ومناقشة السبل الي يمكن أن يساعد بها صندوق النقد الدولي.

ومن الممكن أن تأتي المساعدة على صورة خفض بعض المستويات المستهدفة في اطار برنامج القروض أو السماح للحكومة بترك البرنامج والحصول على قرض اخر للاغاثة من الكارثة.

وتتعرض الحكومة الباكستانية لضغوط كثيفة كي توصل المساعدات الى المنكوبين الذين يوجهون الانتقادات لاسلوبها في التصدي للكارثة.

ومن شأن أي اضطرابات أن تعزز التمرد الذي تقوده طالبان والذي قال الجيش انه حقق تقدما جديا في مجابهته قبل الفيضانات التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع.

واتهمت السلطات ببطء الاستجابة بينما سارعت الجمعيات الخيرية الاسلامية وبعضها له صلة بالجماعات المتشددة الى تقديم المساعدات الى الباكستانيين غير الراضين بالفعل عن أداء قادتهم في مجالات الامن ومكافحة الفقر ونقص الكهرباء المزمن.

ولم تشن طالبان أي هجمات كبيرة منذ بداية الفيضانات ولكن مسؤولين قالوا ان انتحاريا فجر نفسه يوم الاثنين وقتل نور محمد رجل الدين الموالي للحكومة و21 شخصا اخرين داخل مسجد في وزيرستان الجنوبية.

وقال نور خانان ابن رجل الدين القتيل ان القاتل كان صبيا صغيرا وقال "كان الناس يغادرون المسجد بعد الصلاة عندما توجه المفجر نحو أبي لمصافحته ثم فجر القنبلة."

وكانت وزيرستان الجنوبية التي تسكنها أغلبة بشتونية وتتمتع بما يشبه الاستقلال معقلا لمتشددي القاعدة وطالبان قبل أن تشن الحكومة هجوما عسكريا في أكتوبر تشرين الاول العام الماضي أخلى المنطقة الى حد بعيد من المتشددين.

وقال مسؤول حكومي انه قبل هجوم المسجد بساعات أدى انفجار قنبلة في اجتماع لشيوخ القبائل الى مقتل سبعة أشخاص في منطقة كورام القبلية بالقرب من أفغانستان.

وفي هجوم ثالث قالت الشرطة ان قنبلة مزروعة تحت عربة تجرها الدواب انفجرت في سوق على أطراف مدينة بيشاور الشمالية الغربية مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص واصابة ستة اخرين.

وتنتشر اسوأ فيضانات منذ عقود عبر حزام زراعة الارز في شمال السند مقاطعة تلو مقاطعة حيث تخترق الحواجز او تتجاوزها.

وصرح سليم رحمت المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة للصحفيين بأن ما يقرب من 80 في المئة من 3.9 مليون شخص تأثروا بالفيضانات تحولوا الى نازحين.

وقال مسؤولو ادارة الكوارث ان مئات الالاف نزحوا عن المدن والبلدات والقرى في الاقليم بحثا عن مناطق أكثر أمنا وأضافوا أن ضغط المياه في نهر الاندوس من بين أكبر بواعث القلق.

وتعاني القرى النائية من نفاد الغذاء. وفي مناطق أخرى من باكستان بلغت الكارثة الانسانية حدا هائلا وما زالت في ازدياد.

ويعيش نصف مليون شخص على الاقل في نحو خمسة الاف مدرسة في المناطق المنكوبة حيث يمثل تدني ظروف النظافة الصحية ونظم الصرف الصحي واكتظاظ أماكن الاقامة والحر الشديد عوامل تعد ارضا خصبة لتفشي أمراض مهلكة مثل الكوليرا.

وانحسرت المياه في بعض المناطق لكن القلق لم ينحسر.

وفي محمود كوت بجنوب اقليم البنجاب عاد القرويون الى ديارهم في جرارات زراعية وعلى العربات التي تجرها الحمير والتقط بعضهم ملابس وانية من خطام منازل هدمتها الفيضانات.

وقال المزارع محمد موسى (65 عاما) وهو أب لسبعة أبناء "خسرت كل ما ادخرته لابنائي... من أين سآتي بالمال لشراء البذور؟
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى