القدس - أبلغت كاترين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وزراء خارجية الاتحاد اليوم الخميس أن القوى الكبرى تعمل على إعداد بيان لتحديد الأساس لمحادثات سلام مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقالت في رسالة اطلعت عليها رويترز إن البيان سيصدر الأسبوع القادم إذا اتفق الطرفان على استئناف المحادثات المباشرة وستنطلق المفاوضات في اغسطس اب.
ويعمل الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة في إطار لجنة رباعية بهدف التوصل إلى معاهدة سلام بالشرق الأوسط.
وأشار عباس يوم الاثنين الى انه قد ينتقل الى المحادثات المباشرة إذا ما استندت المفاوضات إلى بيان أصدرته في 19 مارس آذار اللجنة الرباعية الدولية.
لكن صحفا إسرائيلية قالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ المبعوث الأمريكي جورج ميتشل أمس الأربعاء أنه يرغب في استئناف المحادثات على الفور دون أي "شرط مسبق" كهذا.
وقالت اشتون في الرسالة إن "عباس قريب للغاية" من قبول الدخول في محادثات مباشرة. واضافت "من حيث المبدأ يتوقع أن يكون عباس في وضع يسمح له بإعطاء رد قاطع بحلول يوم الأحد أو منتصف الأسبوع القادم".
ولم يكن لدى مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو أي تعقيب مباشر على التقارير التي قالت إن مهمة ميتشل لاقناع الطرفين بالدخول في محادثات مباشرة فشلت اليوم الأربعاء.
وقال ريجيف لرويترز "تدعو حكومة اسرائيل منذ أكثر من عام للبدء فورا في محادثات سلام مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين."
وقال دبلوماسي غربي إن تقارير الصحف الإسرائيلية عن أن نتنياهو رفض الفكرة "لم تغير أي شيء".
واضاف "لا يزال هذا هو الهدف. هذا ما يفكر فيه الجميع." يعمل دبلوماسيون من اللجنة الرباعية على إعداد صيغة بيان "يدعو الطرفين للعودة إلى المحادثات المباشرة" بما يتفق مع موقف اللجنة.
ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدخول في مفاوضات مباشرة قبل موافقة نتنياهو على جدول أعمال واضح.
ويقول الفلسطينيون إنه بدون جدول أعمال ربما يقترح نتنياهو شروطا غير مقبولة كليا لاتفاقية سلام ويترك عباس يبدو كما لو كان الطرف الرافض.
ولم تحقق المحادثات غير المباشرة التي توسط فيها ميتشل أي تقدم ملموس. ويقول محللون إن عباس يمكن أن يفقد مصداقيته إذا دخل في محادثات مباشرة بلا نهاية مع نتنياهو دون أي تحركات ملموسة على الأرض لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وقالت اشتون إن مبادرة اللجنة الرباعية "يتوقع أن تساعد
الرئيس عباس على حشد دعم كاف في الداخل والخارج للدخول في محادثات مباشرة".
وتدعو اللجنة الرباعية اسرائيل إلى وقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة والتوصل الى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين في غضون 24 شهرا واقامة دولة على أساس حدود ما قبل حرب 1967 .
وأوضحت رسالة اشتون أن تلك الشروط التي تضمنها بيان اللجنة الصادر من موسكو في 19 مارس اذار ستشكل الأساس لبيانها "الذي سيصدر بالتزامن مع إعلان انطلاق المحادثات المباشرة".
وأضافت أن ميتشل يحث الشركاء على "التمسك بنهج موحد" من أجل دفع عملية السلام قدما.
وذكر مصدر فلسطيني قريب من المفاوضات أن جدول أعمال يتحدث عن دولة فلسطينية "على أساس حدود ما قبل حرب 1967 ليس محاولة لوضع الحدود قبل المفاوضات."
وأردف "هذه اللغة كانت مقبولة في جميع الاتفاقات خلال الثمانية
عشر عاما الماضية من جانب رؤساء الحكومات الاسرائيلية ومن بينهم نتنياهو في ولايته الأولى."
ويدرك الطرفان أنه ستتم مقايضة اراض في الاتفاق النهائي وسيتم تعديل الحدود وفقا لذلك.
ويريد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تعود عملية السلام الى المستوى الذي كانت قد انهارت عنده قبل نحو عامين عندما شنت اسرائيل هجوما عسكريا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في ديسمبر كانون الأول 2008 ويناير كانون الثاني 2009 .
الا أن الفرصة آخذة في التقلص. فالتعليق الجزئي لبناء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لمدة عشرة أشهر الذي أمر به نتنياهو في نوفمبر تشرين الثاني يوشك على الانتهاء في 26 سبتمبر أيلول وهو ما قد يمثل تهديدا خطيرا للمحادثات.