وجه من الأخبار

هوب سولو

بحسب تأكيدات الخبراء، فإن حراسة المرمى تشكل إحدى أبرز نقاط ضعف الفرق في كرة القدم للسيدات. ولعل هوب سولو تمثل الإستثناء الذي يخالف هذه القاعدة، ولا سيما إذا استرجعنا شريط موقعة ربع نهائي كأس العالم للسيدات ألمانيا 2011 FIFA، حيث اختيرت حامية العرين الأمريكي أفضل لاعبة في المباراة بعدما قادت منتخب بلادها إلى الفوز بركلات الترجيح على نظيره البرازيلي في ختام لقاء مثير انتهى بالتعادل 2-2 في وقته الأصلي والإضافي.وقد نجحت سولو في صد ركلة جزاء في الشوط الثاني، رغم أن الحكمة قضت بإعادة تنفيذها لتسجل كتيبة السامبا هدف التعادل. ومع ذلك، تواصل تألق حارسة منتخب بلاد العم سام، حيث كانت بالمرصاد لتسديدات رائعة من كريستيان وروسانا وفابيانا ومارتا، قبل أن تتصدى لركلة ترجيحية حاسمة لتضع فريقها على سكة العبور إلى نصف النهائي.

وقالت مدربة منتخب الولايات المتحدة، بيا سوندهاج، إن سولو "حارسة كبيرة، وقد عملت بجد واجتهاد لبلوغ هذا المستوى. إنها تتمتع بقوة خارقة، كما تتقن اللعب بقدميها. يمكننا القول إنها بمثابة المدافعة الخامسة في صفوفنا."

ومن جهتها، أشادت هوب بالعمل الدؤوب الذي قام به المدرب المساعد بول روجرز، مؤكدة أنه "قدم الشيء الكثير لهذا الفريق، إذ منحنا رؤية مختلفة لكونه أحد الرجال القلائل الذين يعملون معنا. إنه صارم وكثير الإلحاح، لكنه أفضل مدرب حارسات اشتغلت معه في حياتي. فهو يولي اهتماماً كبيراً لكل التفاصيل والجزئيات، ويهيئنا على جميع المستويات، سواء تعلق الأمر بالجانب البدني أو الفني أو التكتيكي. أنا ألتزم بتعليماته لأني أحترمه كثيراً وأتعلم منه كثيراً."

بفضل ذلك كله، عادت سولو إلى سابق تألقها في كأس العالم للسيدات FIFA، بعدما خاضت نهائيات الصين 2007 إلى أن فضل المدير الفني وضعها في دكة البديلات خلال مبارة نصف النهائي (التي خسرتها الولايات المتحدة برباعية نظيفة أمام البرازيل)، فانهالت عليه بوابل من الإنتقادات، مما تسبب في إبعادها عن المنتخب الوطني خلال سنتين، قبل أن تعود للدفاع عن عرينه بفضل السويدية سوندهاج التي فتحت أمامها الباب لتمثيل بلادها من جديد. وقالت المدربة المقتدرة "عندما استلمت دفة هذا الفريق، كنت أعرف أن تحقيق الفوز يتوقف على وجود حارسة جيدة في صفوفنا، وهي تملك تلك المقومات التي تجعل منها حارسة من هذا الطراز. لا أريد أن أدلي برأيي حول ما وقع سنة 2007. لم أطلب من الفتيات نسيان الأمر، بل طلبت منهن طي تلك الصفحة والتطلع سوية إلى المستقبل. إن هذه المهمة لا تتوقف على لاعبة واحدة، بل إنها تهم الفريق أجمع."

وبنظرات صادقة، قالت هوب التي تفصلها أيام معدودة على إكمال ربيعها الثلاثين "إن ما حصل سنة 2007 بات في طي الماضي، ولا أريد أن أستحضر تلك اللحظات. لقد أحدث ذلك تغييراً في حياتي، حيث تدمرت وأعدت بناء نفسي بكل ما تحمله هذه الكلمات من معاني. ها أنا عدت الآن وأنا أشعر بالراحة داخل هذا الفريق." 

التحدي الشخصي
إذا كان نصف النهائي قد شكل نقطة إحباط في مسيرة حارسة ماجيكجاك قبل أربع سنوات، فإن هذا الدور بالذات يمثل لها اليوم فرصة لكتابة التاريخ بأحرف من ذهب، رغم أن الخصم لن يكون صيداً سهلاً في مونشنجلادباخ. فقد أقرت الحارسة الأمريكية بصعوبة المهمة أمام "المنتخب الفرنسي [الذي] يُعد من أفضل الفرق على مستوى الهجوم في العالم، إذ يضم في صفوفه لاعبات قويات بدنياً، ولن نستهين به على الإطلاق، بل سنكن له كل الإحترام والتقدير بعد كل الإنجازات الرائعة التي حققها في هذه البطولة. ستكون المباراة صعبة على الطرفين، لكنها ستكون مفتوحة على جميع الإحتمالات."

ويبدو من كلمات سولو أنها على اطلاع بإحصائيات الفريق المنافس. ذلك أن المنتخب الأزرق هو صاحب أكبر عدد من التسديدات من بين جميع منتخبات هذه النهائيات، إذ صوب باتجاه المرمى 80 مرة، كانت 32 منها بين الخشبات الثلاث، أي بفارق أربع عن الولايات المتحدة، مما يعد بمباراة هجومية على صفيح ساخن.

بيد أن تلك الأرقام لا تخيف الحارسة الأمريكية البارعة، حيث أكدت هوب بنبرة مفعمة بالثقة والتفاؤل: "لا تقلقني أية لاعبة فرنسية معينة. أنا واثقة من قدرات فريقي، وأعلم جيداً أننا سنكون في كامل تركيزنا وسنبذل الغالي والنفيس من أجل المضي قدماً أمام فريق يميل كثيراً إلى الهجوم ويقدم أداء مدهشاً في هذه البطولة." كما تعتبر ابنة واشنطن أن مفتاح الفوز على الفرنسيات يكمن في اللعب بنفس الشاكلة التي منحت الإنتصار لبنات العم سام على حساب العملاق البرازيلي، حيث أوضحت قائلة: "دخلنا تلك المباراة بعزيمة الفريق الواحد، كنا موحدات الصفوف ومركزات على هدفنا، كما قدمنا كل ما نملك من طاقة وجهد. وقد منحنا ذلك ثقة كبيرة لمواجهة التحديات المقبلة."

لا شك أن ذلك الإنتصار على كتيبة السيليساو غيَّر كل الأرقام في المعادلة الأمريكية، إذ تحولت الشكوك إلى عبارات تفاؤل وحلت الثقة محل علامات الإستفهام، وهو ما أكدته الحارسة المخضرمة بصراحتها المعهودة: "بعد ذلك اللقاء وجدت نفسي غارقة وسط الأحاسيس الجياشة، كما أحسست بتعب شديد... فقد تحدثنا كثيراً عن تلك المباراة لأن كل واحدة منا كان لها ما تحكيه، بل واستمرت الحكايات والقصص حتى الصباح. تطلب الأمر منا يوماً كاملاً لطي الصفحة، وبمجرد وصولنا إلى دوسلدورف مساء الإثنين، كنا قد نسينا الأمر وبدأنا التركيز على التحدي الجديد، خاصة وأننا سنلعب في مدينة جديدة وملعب جديد. لقد انتهينا من الإحتفالات والبهجة، ونحن الآن مستعدات لمواجهة فرنسا."

وختمت الحارسة الأمريكية العملاقة حديثها بالقول: "أحس أن بلدنا يساندنا، وأشعر أن العالم يشاهدنا، فقد فطن الناس أخيراً للأداء الكروي العالي الذي نقدمه. أنا عازمة على مواصلة التألق، فقد أتينا إلى ألمانيا من أجل بلوغ النهائي، وأعتقد أن كل شيء بات ممكناً."

مقالات ذات صلة

  • الفنان التشكيلي صباح أسد

    الفنان التشكيلي صباح أسد

    أعرب الفنان التشكيلي صباح أسد عن سعادته الكبيرة وفخره بتمثيل دولة الكويت في المحافل الدولي ....

  • السباح راشد الطرموم

     السباح راشد الطرموم

    حقق سباح نادي القادسية ومنتخب الكويت لفئة العمومي راشد الطرموم اليوم السبت المركز الأول في ....

  • الطالبة غالية العنزي

     الطالبة غالية العنزي

    أعلنت وزارة التربية فوز الطالبة غالية العنزي من منطقة العاصمة التعليمية من بين نحو 213 ألف ....

  • الكاتب مبارك العريفان

    الكاتب مبارك العريفان

    أكد الكاتب والروائي الكويتي مبارك العريفان أن مشاركته في الدورة ال 39 لمعرض تونس الدولي لل ....

  • المتسلق يوسف الشطي

    المتسلق يوسف الشطي

    انطلق الثلاثاء العرض الأول للفيلم الكويتي السينمائي (العنيد) في دور السينما في الكويت والذ ....

  • اللاعب الكويتي عادل الجميلي

     اللاعب الكويتي عادل الجميلي

    أحرز اللاعب الكويتي عادل الجميلي اليوم المركز الثاني في البطولة الدولية الأولى للطيران الل ....

زر الذهاب إلى الأعلى