بعد ان وصلت الى المرتبة الاولى بحسب استطلاعين للرأي, طرحت مارين لوبن التي خلفت والدها جان ماري لوبن على رأس حزب الجبهة الوطنية, مرشحة اليمين المتطرف الى الانتخابات الرئاسية في فرنسا القادرة على هزم مرشح اليمين او اليسار.
وكان لجان ماري لوبن الذي دانه القضاء مرارا, خطاب معاد للهجرة اقرب الى العنصرية او معاداة السامية.
وعلى غرار احزاب اليمين المتطرف في دول اوروبية عدة فان خطاب مارين لوبن يركز على الاسلام ومكانة هذه الديانة في المجتمع الفرنسي.
وتعتمد مارين لوبن اسلوب والدها وتعرف كيف تجعل خطابها استفزازيا من خلال المقارنة على سبيل المثال بين الاحتلال النازي في فرنسا والمسلمين الذين يضطرون الى اداء صلاة الجمعة في الشوارع لعدم توفر عدد كاف من المساجد. وفتح تحقيق بحقها بتهمة "التحريض على الحقد العنصري".
ويتناغم خطابها المناهض للمسلمين مع المواقف التي يدافع عنها اليمين الشعبوي في بلدان اوروبية اخرى مثل سويسرا وهولندا. وتسعى النائبة الاوروبية الى تطبيع صورة حزبها وتحديثها, وتريد ان تذهب الى ابعد مما ذهب والدها والوصول الى سدة الرئاسة.
وان كانت مارين تشاطر والدها نبرته الجريئة وجسارته, الا انها تستخدم لغة اكثر انضباطا ولباقة مكنتها حتى الان من تجنب هفواته وخصوصا وصفه في 1987 غرف الغاز بانها "تفصيل في تاريخ الحرب العالمية الثانية".
وقالت مارين لوبن "اعتبرت على الدوام انه من الضروري تفادي تغذية الشكوك التي تحوم حول الجبهة الوطنية خصوصا تلك المتعلقة بمعاداة السامية".
وتسعى مارين المطلقة مرتين والام لثلاثة اولاد, الى تخفيف مواقف حزبها بشأن القضايا الاخلاقية وتؤكد انها تؤيد الاجهاض.
ولا تتردد مارين المحامية السابقة الشقراء الممشوقة القامة, في صدم الجناح الكاثوليكي التقليدي في الجبهة الوطنية مؤكدة علمانيتها لمحاربة "اسلمة فرنسا".
الا ان شخصيات الجبهة الوطنية لم تر في مارين سوى امرأة وصولية تعشق السهر في علب الليل لا عقيدة لها على الاطلاق.
وفي 16 كانون الثاني/يناير انتخبت مارين رئيسة للجبهة الوطنية خلفا لوالدها الزعيم التاريخي البالغ من العمر 82 عاما.
وعلى الفور بدأت تحضر لحملة الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع 2012 وسبقت بذلك المعارضة الاشتراكية التي ستختار مرشحها في تشرين الاول/اكتوبر والرئيس نيكولا ساركوزي الذي تتراجع شعبيته باستمرار.
وتوقع استطلاعان للراي لمؤسسة هاريس انتراكتيف تصدرها الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في مواجهة جميع المرشحين ذوي المصداقية مع حصولها على 23 او 24% من نوايا الاصوات. ووفقا لاحد الاستطلاعين سيهزم ساركوزي من الدورة الاولى وستتنافس مارين مع الاشتراكي دومينيك ستروس-كان في الدورة الثانية.
وتؤكد كوالدها ان فرنسا لن تستعيد هامش المناورة الاقتصادية الا اذا خرجت من منطقة اليورو.
ومارين المولودة في 1968 ترشحت للمرة الاولى في الانتخابات التشريعية في 1993 بعد سنة على حصولها على شهادة الحقوق, لكن نجمها سطع خلال الانتخابات الرئاسية في 2002.
وفرضت مارين نفسها في الاشهر الماضية على الساحة السياسية من خلال تسجيل نسبة متابعة عالية اثناء ظهورها في برامج تلفزيونية بفضل موهبتها في القاء الخطب.
ومارين النائبة الاوروبية والمستشارة البلدية في انان بومون (شمال) حققت افضل ثاني نتائج للحزب في انتخابات المناطق في اذار/مارس 2010 بعد والدها.