لاول مرة في تاريخ أميركا الوسطى، فازت امرأة بأعلى منصب في المؤسسات التنفيذية، حيث إنتخبت قبل ايام قليلة لورا شنيشيلا رئيسة لجمهورية كوستاريكا التي توصف باقدم ديمقراطية في اميركا اللاتينية. الرئيسة المتخصص في العلوم السياسية الاقتصادية علقت غداة تنصيبها الحوار الإقتصادي مع أوروبا.
اثبتت هذه المرأة بأنها محاطة بتقدير كل زعماء المنطقة حيث حضر حفل تنصيبها 150 ضيفا يشكلون جميع قادة أميركا الجنوبية من بينهم رؤساء كولومبيا البارو اوريبي والإكوادور رافاييل كوريا والمكسيك فيليبي كالديرون، اضافة الى الرئيس الجيورجي ميخائيل ساكاشفيلي وولي العهد الاسباني الأمير فيليبي وزوجة العاهل الاردني الراحل وأميرة نور.
وما يميز حكوماتها وجود عدد كبير من النساء لهن تخصصات في مجالات الاقتصاد والمال والاعمال والتنمية لذا وعدت في كلمتها امام الضيوف المواطنين في بلادها بمحاربة الغش والمضاربات كي لا تقع فريسة بين ايدي المضاربين في البورصات والمتلاعبين في المصارف بعد الدرس الذي تعلمته بلدان في القارة الاوروبية.
وسوف تخصص شنيشيلا الكثير من الاهتمامات لرفع مستوى التعليم وتوفير الطبابة والسكن والرعاية ومستقبل افضل للاطفال وكبار السن، وازدهار كوستاريكا وقدرتها على المنافسة وحماية البيئة.
كماعينت منذ اختيارها لمنصب الرئاسة فريقا عمل لدراسة التحديات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وسلطت الضوء على الانتعاش الاقتصادي ومكافحة تجارة المخدرات.
وبالفعل فان ما قامت به الرئيسة شنيشيلا منذ اول يوم هو عقد مؤتمر صحفي هذا الصباح شرحت فيه الكثير من خططها المستقبيلية والقضايا التي تريد اعطاءها الاولية، منها اجراء تحليل لمفاوضات كوستاريكا على اتفاق الشراكة بين أمريكا الوسطى والاتحاد الأوروبي.
والمفاجئة التي اعلنت عنها اتفاقها مع بلدان اميريكا الوسطى على تعليق الحوار مع الكتلة الاوروبية بدءا من يوم الخميس المقبل بعد ان فشل في التوصل إلى اتفاقات بشأن مسألة تصدير الحليب وتسمية المنشأت الانتاجية واشكال عملها، وقالت انها اطلعت مع مسؤولين عن وزارة التجارة الخارجية في بلادها عما الت اليه المفاوضات ولانها مازالت تراوح مكانها بسبب العراقيل الاوروبية سوف تجتمع غدا مع ممثلين عن قطاع التصدير والانتاج الوطني لاتخاذ قرار من اجل كسر الجمود في المفاوضات، ومسودة مشروع سوف يطرحها وفد من بلادها خلال اجتماع اوروبي في مدريد نهاية هذا الاسبوع.
ولم تخف الرئيسة الجديدة ان المفاوضات مع الطرف الاوروبي لن تكون سهلة في ظل الازمة الاقتصادية العالمية خاصة ما يتعلق بالسوق الحرة لذا يجب ان يكون الوفد حذرا لان عملية التفاوض لن تكون مريحة. كما اعترفت بأن قضية تصدير الحليب والموز هي الأكثر حساسية لكوستاريكا، وهناك جهات تشكل مصدر قلق للبلدان الأخرى لذلك لا بد من إيجاد توازن بين الجميع.