المناظرة التلفزيونية الأخيرة الخاصة بحملة الانتخابات الرئاسية البرازيلية المقررة الاحد المقبل لم تغير من الوضع شيئاً حيث لا تزال ديلما روسيف، المدعومة من طرف الرئيس المنتهية ولايته لولا داسيلفا، الأوفر حظاً للفوز بهذه الانتخابات.
الاشتراكي الديمقراطي جوزيه سيرا تراجع بأكثر من عشرين نقطة وراء ديلما روسيف، بينما احتلت مرشحة الخضر المرتبة الثالثة في حين عادت المرتبة الرابعة لبلينيو دو ارودا.
ديلما روسيف مرشحة حزب العمال، التي قد تصبح أول سيدة ترأس البرازيل، تعتبر سياسية مخضرمة.
قليلون جداً هم الذين يتوقعون منها الإنحراف عن درب لولا داسيلفا الذي وضع البرازيل في مكانة متقدمة على الساحة العالمية ومنحها اقتصادا مزدهرا.
فمع بدء العد العكسي لرئاسة لولا، اتخذت شعبية روسيف مساراً تصاعدياً فاجأ الجميع، إذ ارتفع رصيدها من خمس نقاط قبل نحو عامين، إلى أكثر من 50 نقطة خلال الأسابيع الماضية، لتشكل بذلك تحدياً كبيراً للمعارضة التي ألقت بثقلها في معركة الرئاسة عبر ترشيح حاكم ولاية ساو باولو جوزيه سيرا لمنازلة تلك المرأة الستينية، التي ظلت صورتها مجهولة لدى غالبية البرازيليين، بالرغم من تاريخها النضالي الطويل، والمناصب الحكومية العديدة التي تولتها على مدى السنوات الماضية.
محطات كثيرة رسمت شخصية «المرأة الحديدية»، التي تفتح وعيها الاشتراكي في كنف عائلة برجوازية صغيرة، وتراوحت مسيرتها السياسية بين الراديكالية والبراغماتية.
ولدت روسيف في 14 كانون الأول عام 1947 من أب بلغاري وأم برازيلية. والدها بيدرو روسيف، عضو الحزب الشيوعي البلغاري، الذي هاجر إلى أميركا اللاتينية في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، ليستقر في منطقة بيلو أوريزونتي البرازيلية، حيث تمكن من فرض حضوره كمحام ورجل أعمال بارز.
هكذا نشأت ديلما روسيف في كنف عائلة ميسورة، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تجنح يساراً. فبعد التحاقها بالمدرسة الثانوية الحكومية في بيلو أوريزونتي في العام 1965، انضمت إلى الحركة الطلابية المناهضة للنظام العسكري (1964ـ1985)، لتصبح بعد سنتين واحدة من أبرز الناشطين في منظمة «بوليتيكا أوبيريرا» التابعة لـ«الحزب الاشتراكي البرازيلي».
كان للتنظيم الجديد تأثيره الكبير على الحياة السياسية والشخصية لديلما، فقد ساهمت الشابة المندفعة في النشاط العسكري لـ«كولينا»، وأيضاً في النشاط التثقيفي والإعلامي للتنظيم، بعدما عملت صحافية في جريدة «ذي بيكويت» الماركسية. كما تزوّجت رفيق السلاح كلاوديو غالينو ليناريس في العام 1968، غير أنّ حياتهما الزوجية ظلت غير مستقرة نتيجة للملاحقات التي كانا يتعرّضان لها باستمرار.
ومنذ بداية التسعينيات، تبوأت ديلما روسيف مناصب رسمية عديدة، بينها وزارة المالية في حكومة ولاية بورتو أليغري، ووزيرة الطاقة في حكومة ولاية غراندي دو سول.