يواجه الاتحاد من أجل حركة شعبية وهو حزب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شبح هزيمة جديدة بالجولة الثانية من انتخابات مجالس الأقاليم بعد جولة أولى شهدت واحدة من أسوأ هزائمه في سنوات، في مواجهة يسارٍ حصد متحدا أكثر من نصف الأصوات.
ورغم أن انتخابات مجالس الأقاليم، التي تعد 26 مجلسا وتعنى بمسائل كبناء المدارس والنقل المحلي، ليست بالعادة محل اهتمام في فرنسا، فإن اقتراع هذا العام مُتابَع عن كثب لأنه قد يكون مقياسا للرأي العام قبل انتخابات 2012 الرئاسية.
وحصل الاتحاد من أجل حركة شعبية على 26% من الأصوات بالجولة الأولى مقابل 29% للحزب الاشتراكي الذي استطاعت رئيسته مارتين أوبري أن تزرع فيه بعض النظام بعد سنوات من الانقسام.
بل إن الاشتراكيين يأملون هذه المرة تحقيق نتائج أفضل من تلك التي حققوها في انتخابات 2004 حين سيطروا على 20 من 22 مجلسا في فرنسا القارية، وهم يدخلون هذه الجولة متحالفين مع حزب الخضر.
لكن الجولة الأولى شهدت أيضا معدلات امتناع عن التصويت مرتفعةً فاقت الـ 50%، وشهدت تقدم حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي حصد 12% من الأصوات، ورفع شعار "لا لأسلمة فرنسا".
ودفعت هذه النتائج فرانسوا بايرو رئيس حزب يسار الوسط (الحركة الديمقراطية) إلى التحذير من عودة اليمين المتشدد إلى مستويات غير مسبوقة منذ سنوات.
ووعد ساركوزي بتعليق قصير للإصلاحات العام المقبل، ومن شأن خسارة جديدة بانتخابات أخرى تسبق اقتراع 2012 الرئاسي أن تجعله أكثر حذرا في تنفيذ إصلاحات تشمل تقليص النفقات وهيكلة نظام المعاشات وخفض عجز الموازنة.
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي(53 عاما) من أصول مجرية، حصل على الماجستير بالعلوم السياسية وهو متخصص في القانون التجاري.
تدرج في عدد من المهام والمسؤوليات وصولا إلى خلافة الرئيس السابق جاك شيراك. وترأس حزب التجمع من أجل الحركة الشعبية وهو يمين وسط.
انتخب نائبا في الجمعية العامة سنة 1988.وعين وزيرا للخزانة بين سنة 1993- 1995 في حكومة رئيس الوزراء إدوارد بلادور.
خرج من الوزارة سنة 1995 بعد دعمه للمرشح بلادور ضد الرئيس السابق جاك شيراك.
عين وزيرا للداخلية بعد إعادة انتخاب الرئيس شيراك سنة 2002 في حكومة جان بيير رافاران.
تقلد حقيبة المالية سنة 2004.
وفي انتخابات التجمع من أجل الحركة الشعبية الداخلية سنة 2004 انتخب رئيسا للحزب بأغلبية 85%.
ترشح لانتخابات الرئاسة سنة 2007 وفاز بنسبة 53.2% من أصوات الناخبين، واستلم مهامه يوم 16 مايو/ أيار 2007.
ألّف ساركوزي كتابا سنة 2004 أسماه (الجمهورية، الأديان، الأمل) تحدث فيه عن آرائه حول فصل الدين عن السياسة ونظرته لإدماج المهاجرين في المجتمع الفرنسي.