الدوحة - تتجه الأنظار اليوم الإثنين إلى دولة قطر التي تستقبل وفد التفتيش التابع للإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في زيارته التي تستمر أربعة أيام للوقوف على مدى إستعدادات البلاد لإستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وقد أنهت الدوحة كافة الإستعدادات والترتيبات لإستقبال الوفد الدولي يكسوها رداء الزينة والفخار والطموح للفوز بإستضافة المونديال الحلم، والذي سيعمل على تغيير المنطقة بأسرها إلى الأفضل وسيبعث برسالة قوية إلى العالم أجمع بأن دولة قطر ومنطقة الخليج والمنطقة العربية تسعى إلى السلام والتعايش والتواصل مع العالم في شتى مناحي الحياة والتطور.
وأكد السيد حسن الذوادي الرئيس التنفيذي لملف قطر 2022 لإستضافة كأس العالم أن دولة قطر مستعدة تماما لإستقبال فريق التفتيش التابع للفيفا وأنه تم وضع جدول للزيارة يتفق تماما مع شروط الفيفا وستكون ملاعب استاد خليفة وأكاديمية اسباير واستاد جاسم بن حمد بنادي السد في مقدمة المنشآت الرياضية التي يزورها الوفد.
وقال إن فريق التفتيش سيزور الملاعب التي تم الإنتهاء منها وستكون هناك أيضا زيارات لمواقع الملاعب الجديدة التي سيتم بناؤها في المرحلة المقبلة. وأشاد الذوادي بالدعم الذي يلقاه الملف القطري سواء من الحكومة أو الجماهير القطرية والتي تلعب دورا هاما في الملف بما تظهره من شغف وإهتمام بلعبة كرة القدم. وأوضح أن زيارة فريق التفتيش لقطر تعتبر ثاني أهم محطة من محطات ملف قطر حيث كانت الخطوة الأولى هي قيام سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس لجنة ملف قطر 2022 بتسليم الملف إلى جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي في الموعد المحدد في شهر مايو الماضي.
وأعلن الذوادي عن تنفيذ حملة ترويجية للجماهير والمقيمين حول زيارة وفد الفيفا لقطر، مشددا على أهمية الدور الذي تلعبه الصحافة القطرية في هذه الفترة، وقال"إن الصحافة القطرية قامت بدور كبير في دعم ملف قطر 2022 منذ البداية ونحن نتمنى من صحافتنا خلال هذه الفترة الهامة إبراز أهمية الزيارة أمام الجماهير وإبراز تعاطفها ودعمها للملف القطري".
من ناحية أخرى، أوضح الذوادي أن جولة فريق تفتيش الفيفا ستشمل العديد من النقاط منها المنشآت الرياضية والملاعب والمنشآت الطبية والبنية التحتية من سكن ومواصلات وتعتبر البنية التحتية من الأمور الإيجابية في ملف قطر 2022 حيث تتماشى مع خطط الدولة خاصة فيما يتعلق بالمواصلات.
وقال إن الفيفا سيقف على مستوى كل هذه الأمور الهامة التي يتضمنها الملف والتي يهتم بها فريق التفتيش لكن هناك أمورا أخرى هامة مثل الدعم اللامحدود لملف قطر 2022 سواء كان دعما حكوميا ورسميا أو دعما شعبيا ومدى إهتمام الإعلام بإستضافة قطر لكأس العالم وأيضا من الأمور المهمة التي ستشغل بال فريق التفتيش هي مدى الشغف الجماهيري ومدى عشقهم لكرة القدم.
وأوضح الذوادي أن الصحافة من النقاط الهامة الموضوعة في حسبان فريق التفتيش سواء الصحف القطرية أو الأجنبية وقال"إن فريق التفتيش يسعى للوقوف على دور الصحافة في ملف قطر 2022 ومدى الشغف الصحفي بالرياضة وبلعبة كرة القدم وحتى تغطية زيارة فريق التفتيش في الصحف ستكون موضوع إهتمام مسؤولي الفيفا ونحن مطمئنون على الصحافة القطرية، ولا نشعر بأي قلق خاصة والصحافة القطرية الرياضية مشهود لها بالنجاح والكفاءة والتفوق".
وعن الرسالة التي يوجهها مسؤولو ملف لجنة قطر 2022 إلى الجماهير القطرية وإلى المقيمين قال حسن الذوادي"لابد أن يعرف الجميع أن ملف قطر 2022 ملف كل شخص يعيش على أرض قطر سواء كان مواطنا أو مقيما ولابد أن يعرف الجميع أن وجود كأس العالم 2022 في قطر سيكون له فوائد كثيرة وهو ما يجعلنا نناشد الجميع مؤازرة ومساندة ملف قطر".
وأكد أن تجربة تكييف الملاعب نجحت منذ فترة طويلة وليس خلال المباريات الأخيرة للمنتخب الوطني وقال "نحن حاليا نعمل على تشغيل الجيل الثاني من تكييف الملاعب الذي يعتمد على الطاقة الشمسية ومن هنا فإن المناخ لم يكن في يوم ما مشكلة أمام ملف قطر".
وأوضح أن تجربة تكييف الملاعب تجربة رائدة بكل المقاييس أولا من حيث الفكرة ذاتها سواء في الملاعب أو في المجال العلمي خاصة بالنسبة للجيل الثاني وثانيا لأن فكرة التكييف سيكون إستخدامها بشكل أوسع وشاسع في المرحلة القادمة لتبريد أكبر مساحة ممكنة وليس الملاعب فقط والمجال سيكون مفتوحا من خلال الجيل الثاني لتكييف الملاعب والأماكن المفتوحة، لاسيما في الأماكن المفتوحة. وقال الرئيس التنفيذي للجنة الملف القطري إن هناك جهودا كبيرة تبذل من جانب لجنة الملف واتحاد الكرة ومؤسسة دوري نجوم قطر لزيادة توعية الجماهير بالأمر وضرورة الحضور إلى الملاعب، مضيفا "نحن نتمنى من جماهيرنا حضور مباراة السد والريان يوم الثلاثاء ليس فقط من أجل السد والريان ومن أجل تشجيع فريقها ولكن أيضا من أجل مساندة ودعم ملف قطر 2022 ".
ومن جانبه أعرب سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الإتحاد القطري لكرة القدم عن تفاؤله الشديد وقال "إننا حرصنا على إقامة مباراة تجمع بين السد والريان يوم الثلاثاء المقبل مع بداية إنطلاق المسابقة حتى يشاهد مندوبو الفيفا المباراة والملعب والجماهير".
وأضاف أن الاتحاد القطري لكرة القدم يسعى بكل ما يملك لتقديم الدعم والمساندة مع جميع الإتحادات والجهات داخل قطر لإنجاح زيارة وفد الفيفا التي ستساهم بشكل كبير في إنجاح الملف القطري بمشيئة الله في الثاني من شهر ديسمبر القادم موعد الكشف عن الدولة التي ستحظى بتنظيم كأس العالم.
وحول وجود خطة لجذب أعداد أكبر من الجماهير لمتابعة المباريات داخل الملاعب أكد أن قضية الجمهور قضية أزلية ومستمرة وهي أكبر قضية لدى الإتحاد ولكن الدور الأكبر يكون للأندية التي لابد أن تفكر في طرح مبادرات تساهم بزيادة الحضور الجماهيري في الملاعب وهذا أمر مهم لهم لأن زيادة الحضور الجماهيري في الملاعب تزيد من إيرادات الأندية ولابد على الجماهير أيضا أن تدرك أنها العنصر الأول والأساسي في لعبة كرة القدم.
وحول مباراة السد والريان أكد الشيخ حمد أنه سيتم حشد الجماهير القطرية والمقيمة لحضور مباريات الدوري بشكل عام ومتابعة مباراة السد والريان المقبلة و"نتمنى أن نرى ستاد جاسم بن حمد بنادي السد ممتلئ عن آخره حتى تكون الإنطلاقة قوية لدوري نجوم قطر لهذا الموسم لأن الكل يعرف أن دور الجماهير مهم خلال هذه الفترة ولابد من تواجدهم في الملعب ليس لمباراة السد والريان فقط بل لجميع مباريات الدوري ونحن ندرك بأن جمهورنا سيكون عند حسن الظن وهو الشريك الأساسي والأول في هذا الموضوع".
ومن جهته أعلن السيد محمد المالكي رئيس لجنة الإعلام الرياضى أنه تزامنا مع زيارة وفد الفيفا ستقوم لجنة الإعلام الرياضى باستضافة 25 صحفيا بعضهم من الدول العربية الشقيقة والبعض الآخر من مختلف دول العالم لمتابعة هذه الحدث الكبير وستقوم اللجنة بعقد ندوة بهذا الخصوص يوم الأربعاء المقبل باللجنة الأولمبية القطرية تتناول إستعدادات دولة قطر لاستضافة كأس العالم لأول مرة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية وستكون بعنوان "حاجة منطقة الشرق الأوسط لتنظيم بطولة كأس العالم".
وأكد المالكي أن لجنة ملف قطر 2022 برئاسة سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني تمكنت من التواصل مع جميع الإتحادات العربية الشقيقة لدعم الملف وتم الإتفاق مع الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية لعقد لجنة خاصة بكرة القدم تضم نخبة من الكتاب المتخصصين في مجال كرة القدم لكي ينقلوا صورة حقيقية عن مدى إستعدادات دولة قطر لإستضافة هذه الحدث العالمي. وقال إن دولة قطر تهدف من وراء سعيها القوي لإستضافة المونديال إلى التأكيد على أن منطقتنا في حاجة ماسة لتنظيم هذا العرس العالمي الذي سيعمل على تغيير مفاهيم كثيرة تعج بها المنطقة ويؤكد أننا شعوب محبة للسلام والمحبة والتآخي وقبول الآخر.
وقال المالكي إن قطر دائما ما تفكر في صنع الأشياء التي من شأنها إظهار الصورة الحقيقية المتحضرة لشعوبنا ولأمتنا ومنطقتنا وهي تسعى إلى إستضافة الأحداث العالمية بكل شجاعة وثقة لما تتمتع به من إمكانيات هائلة ستبهر العالم أجمع في حال ما قدر لها ونجحت في الاستضافة.
جدير بالذكر أن دولة قطر ستكون المحطة التاسعة الأخيرة لوفد الفيفا الذي سبق أن زار اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وهولندا وبلجيكا (ملف مشترك) وروسيا وأنجلترا والبرتغال. وسيختار الأعضاء الـ24 في اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي إسمي الدولتين المضيفتين لمونديالي 2018 و2022 في 2 ديسمبر المقبل، علما بأن النسخة المقبلة تستضيفها البرازيل عام 2014.