يزال الغموض يكتنف الاستحقاق الخليجي الأبرز بطولة كأس الخليج للمنتخبات في نسختها الـعشرين، والتي من المفترض إقامتها على ملاعب عدن وأبين اليمنيتين من 22 تشرين الثاني (نوفمبر) وحتى 4 كانون الأول (ديسمبر)، ولعل المشاكل القائمة في المدن اليمنية الجنوبية وزعزعة الأمن في هاتين المحافظتين وما جاورهما سبباً حقيقياً لهذا الغموض الذي يلف النسخة الخليجية الجديدة.
وعلى رغم أن المسؤولين في الرياضة اليمنية أكدوا غير مرة طمأنة أبناء الخليج وأن الوضع الأمني جيد وليس هناك ما يدعو للتخوف، لا سيما وأن اللجنة المنظمة حرصت على توفير 500 رجل أمن للاهتمام بالمنتخبات وفرض سيطرة الأمن في المناطق التي تقام على أراضيها المباريات وتدريبات الفرق وسكن البعثات.
ومع ذلك فإن الإجراءات اليمنية الأمنية التي ستتبعها لم تكن مطمئنة لصناع القرار في الاتحادات الخليجية، لذلك فإن الساحة شهدت تحركات سرية وعلنية خلال الفترة الماضية في سبيل الوصول إلى قرار يرضي الأطراف كافة.
دول خليجية بارزة لم تتحمّس للمشاركة في بطولة عدن وأبين بسبب الوضع الأمني، وأخرى أعلنت أنها لن تشارك بمنتخبها الأول، وكان من المفترض أن يُعقد الجمعة 20-08-2010 اجتماعاً غير عادي لرؤساء الاتحادات الخليجية في الكويت - برغبة كويتية - لبحث آخر المستجدات فيما يتعلق بالبطولة والإجابة على أبرز سؤال هل ستقام في مكانها وموعدها أم يتم نقلها؟
وذكر ناصر العنزي أمين سر اللجنة الأولمبية الكويتية أن الاجتماع لن يخرج عن ثلاثة خيارات: إما تثبيت إقامة البطولة في اليمن بموعدها المحدد سلفاً أو أن يتم التأجيل لفترة زمنية معينة أو يتم نقلها إلى دولة أخرى.
وتدخل وزير الرياضه اليمني وقام باتصالات عدة بالشيخ أحمد الفهد لاحتواء الأزمة في ظل وساطه إماراتية، وبعد مداولات لأمناء ورؤساء الاتحادات الخليجية توصل الجميع إلى تأجيل الاجتماع إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، بينما أنباء أخرى سربت تقول إنه تم تأجيل الاجتماع إلى أجل غير مسمى، وهو التأجيل الثاني لهذا الاجتماع.
تقارير صحفية أكدت أن رجل الرياضة الأول بالسعودية الأمير سلطان بن فهد أجرى اتصالات مع المسؤولين في الرياضة الكويتية رغبة منه في تأجيل هذا الاجتماع، ونجحت مساع الأمير سلطان في ذلك خصوصاً وأن الاجتماع كان سيناقش مصير إقامة البطولة في اليمن، وسيُعقد الاجتماع لاحقاً لمناقشة تقارير أمناء السر في الاتحادات الخليجية الأهلية، إلى جانب التقارير السرية التي سترفعها وزارات الداخلية في الدول الست.
ورغم سريان أنباء داخل الاتحاد اليمني بأن البطولة الخليجية تتعثر إقامتها في محافظتي عدن وأبين لاختلال الوضع اليمني إلا أن صناع القرار في الكرة اليمنية متحفزون لإقامة القرعة يوم الأحد المقبل الموافق 22 آب (أغسطس) الحالي، وهو ما أكده أمين عام الاتحاد اليمني لكرة القدم حميد شيباني أن اتحاد بلاده تلقى موافقة الاتحادات الخليجية كافة للمشاركة في حفل قرعة خليجي 20.
وشهدت اليمن خلال الفترة الماضية فوضى أمنية في معظم محافظات اليمن، ويظل الحوثيين أكثر القبائل تأثيراً في الخروج على النظام الأمني اليمني وتسببه في مشاكل كثيرة أبرزها تسللهم عبر الحدود الجنوبية السعودية قبل أن يتم ردعهم من قبل الجيش السعودي ودحضهم، لكن تأثير الحوثيين انتقل إلى جنوب البلاد اليمنية ودعم حركات التمرد ومحاولات الإنقلاب في محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وحضرموت.
كما شهدت البلاد العديد من المواجهات مع عناصر من القاعدة، بالإضافة إلى تعرض العديد من الدوائر والأماكن الحيوية في البلاد للهجوم، مثل بعض أنابيب نفط ومبنى المخابرات اليمنية ومبنى الأمن السياسي، وهو ما جعل رؤساء الاتحادات الخليجية الوطنية تنوي عقد اجتماعها الحاسم بشأن تحديد مصير إقامة البطولة في اليمن من عدمها.