الكويت - تحت رعاية وحضور معالي وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح اقيم مؤتمر (عصر الشيخ عبدالله السالم الصباح 1950 -1965) وذلك في كلية الآداب - جامعة الكويت بمنطقة كيفان.
بدأ المؤتمر بالنشيد الوطني ثم تلاوة ايات من الذكر الحكيم بعدها القى معالي وزير شؤون الديوان الاميري كلمة اشاد فيها بالمناقب التي تحلى بها أمير دولة الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح واصفا اياه بانه شخصية فذة وملحمة اصلاحية عظيمة.
وقال معالي الشيخ ناصر في كلمته خلال (مؤتمر عصر الشيخ عبدالله السالم الصباح 1950 -1965) ان الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه عرف بتواضعه الجم وتعامله المتميز مع من حوله في الشأنين السياسي والاجتماعي.
واشار الى ما تحلى به الشيخ عبدالله السالم من شغف بالقراءة وحرص على الاطلاع على كتب الادب والثقافة ولاسيما دواوين عدد من الشعراء ومنهم المتنبي الذي كان عاشقا لشعره ويحفظ عددا من ابياته فضلا عن متابعة البرامج الاذاعية والاخبارية.
وذكر معالي وزير شؤون الديوان الأميري انه عاصر الشيخ عبدالله السالم فترة طويلة كونه ولد في قصره وكان يراه كل صباح مع شقيقته الشيخة بيبي السالم طيب الله ثراها فضلا عن ملازمته لمجلسه بصورة مستمرة.
وقال انه رافق الشيخ عبدالله في رحلاته الى لبنان حيث كانوا يخرجون في سيارته رحلتين يوميا صباحا وعصرا وتعرف من خلالها الى الكثير من السمات التي تمتع بها بصحبة عدد من الشيوخ منهم الشيخ عبدالله الخليفة الصباح والشيخ مبارك الجابر الصباح والشيخ خليفة عبدالله الخليفة الصباح.
وروى معالي الشيخ ناصر عددا من القصص التي حدثت معه خلال رحلته الى لبنان والتي تدل على ذكاء الشيخ عبدالله السالم وحسن تعامله مع الأمور ومنها حرصه على ان ينفق من كان يرافقه في رحلاته المبالغ المالية النقدية التي كانت معهم بصورة سليمة.
واشار الى حرص الشيخ عبدالله الشديد على اوقات من كان يرافقه في رحلاته من الشباب وضرورة اشغالها بصورة مناسبة مع توجيهاته التربوية الهادفة والسديدة لهم.
وقال ان اخر مرة شاهد فيها الشيخ عبدالله السالم طيب الله ثراه كانت يوم اربعاء من شهر نوفمبر من عام 1965 مضيفا انه في اليوم السابق طلب من المغفور لها الشيخة بيبي الصباح الذهاب الى قصر الشعب عصرا ومقابلة الشيخ عبدالله السالم.
واضاف انه عندما وصل الى قصر الشعب وجد عند باب غرفة الشيخ عبدالله الخاصة شخصين احدهما الشيخ جابر العلي وكان وراءهما شخصان اخران هما الدكتور احمد الخطيب والشيخ خالد العبدالله السالم.
وذكر انه دخل الى الشيخ عبدالله السالم في غرفته الخاصة وقبل يده وجلس على كنبة صغيرة تتسع لشخصين فقط مشيرا الى ما شهده حينذاك من صلابته وقوته.
وقال انه عندما كان في المرحلة المتوسطة تلقى اتصالا في احد الايام من الشيخ جابر رحمه الله ليجلب الدكتور البريطاني ويلسون من المستشفى الاميري ليعالج الشيخ عبدالله لأنه كان في حالة خطرة ثم اخبره بعد ذلك بوفاة الشيخ عبدالله وطلب منه اخبار الشيخة بيبي بذلك وهي التي كانت والدة الجميع.
واضاف معالي الشيخ ناصر انه بلغ الشيخة بيبي بخبر وفاة الشيخ عبدالله السالم وقد تالمت كثيرا لذلك لكن مما خفف من حزنها قدوم الشيخة نورية الاحمد الصباح اليها ومعها الدكتور ويلسون لاعطائها ادوية مهدئة.
واعرب عن الشكر للقائمين على المؤتمر الذي يتطرق الى جوانب عدة من شخصية أمير دولة الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح.
ثم القت عميدة كلية الاداب بجامعة الكويت الدكتورة سعاد عبدالوهاب كلمة قالت فيها إن الشيخ عبدالله السالم الصباح يعد أحد مؤسسي هذا الوطن الذين ساهموا في بنائه واضاءة جنباته ودعم أركانه.
وأضافت عبدالوهاب أن المؤتمر سيركز على الجوانب المضيئة والمؤثرة في بناء الوطن مشيرة إلى أن عبدالله السالم الصباح "ربان كويتي محنك" عاش فترات المد العالي لهذا الوطن واستطاع أن يتجنب كل العثرات المحتملة والعقبات لما كان يمتلكه من حكمة ومرونة في التعامل.
وأشارت إلى أن المواطنين والمقيمين عاشوا في هذا الوطن حياة كريمة وآمنة في زمن الشيخ عبدالله السالم لافتة إلى أن الكويت اجتازت "الأمواج العالية" في تلك الفترة بخبرة هذا الربان وحب الشعب له وثقته به.
وبينت أن البلاد حققت في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح انجازات عديدة على الصعد كافة وتشكلت أهم أركان الدولة كإصدار الدستور وتشكيل مجلس الأمة واستقرار النظام القضائي الذي يعد من الأركان الرئيسية للدولة وعمل طوابع البريد فضلا عن أخذ الدينار الكويتي موقعه المرموق والمستمر حتى اليوم.
وأفادت بأن الكويت طورت في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح علاقاتها بدول الجوار واستطاعت الحصول على الاعتراف الدولي بالاستقلال وانضمت إلى هيئة الأمم وإلى الجامعة العربية وإلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وتقدمت عبدالوهاب على هامش المؤتمر باقتراحين الأول جمع البحوث التي ستعرض في المؤتمر في كتاب بعنوان (الكتاب الذهبي) لمؤسس الكويت الحديثة في حين تضمن الاقتراح الثاني انشاء قاعة خاصة بمتحف الكويت الوطني تتضمن كل ما يتعلق بعصر الشيخ عبدالله السالم الصباح وجهوده في تطوير البلاد.
ثم القى رئيس قسم التاريخ في جامعة الكويت الدكتور عبد الهادي العجمي كلمة قال فيها ان عصر الشيخ عبدالله السالم يعتبر العصر الذهبي لنشأة المؤسسات الحكومية والاهلية والاستقلال والدستور.
واضاف انه كان كان لرعاية الديوان الاميري متمثلا في وزير شؤون الديوان الأميري لهذا المؤتمر اثر مهم لادراك اهمية هذا المؤتمر والاحتفاء به والاهتمام بعصر الشيخ عبدالله السالم كجزء مهم من طبيعة التجربة الكويتية منذ الاستقلال وحتى الان.
هذا وقد تم تقديم هدية تذكارية لمعاليه بهذه المناسبة.