الكويت / حرص أهل الكويت قديما على توفير المياه في بيوتهم ومناطقهم السكنية والزراعية من خلال حفر الآبار على اختلاف أنواعها مثل (العدود) و(العيون) بحثا عن الماء العذب.
ويعتبر (العد) "مفرد عدود" من أهم مصادر المياه العذبة الصالحة للشرب في الكويت قديما وهو حفرة دائرية مبطنة بالحجارة لكنه في بعض أوقات السنة يصبح ماء العد (دبج) لكن لا ينضب ثم تعود المياه بعد فترة إلى مستواها الطبيعي.
أما العيون فهي من أهم الآبار الجوفية العميقة التي تستخدم في الزراعة وتكون مسورة من الأعلى بالحجارة وتنتشر في القرى الزراعية في القصور والجهراء حيث المزارع الكبيرة وتحتاج تلك الآبار إلى الصيانة الدورية للحفاظ على نظافتها وتدفق المياه فيها.
وعمل الكويتيون أيضا على حفر الآبار وسط مدينة الكويت وفي حولي والشامية والعديلية والنقرة والفنطاس والفحيحيل وفيلكا واستخدموا تلك الآبار التي تزداد عذوبتها مع هطول الأمطار للاستهلاك البشري والحيواني والنباتي وقد حفروها يدويا بطرق بدائية.
واستغل أهل الكويت مياه الأمطار عن طريق بناء السدود الرملية وتشييد البرك في منازلهم على الأسطح باستخدام (الشتر) وهي قطعة مربعة كبيرة من القماش تنصب على سطح المنزل وفي وسطها فوهة تصب الماء المتجمع من المطر في البركة.
ورغم قلة الأمطار في الكويت لكنها كانت مصدرا لزيادة منسوب مياه الأمطار وحرص الكويتيون أيضا على استخدام الأوعية الخشبية والفخارية لجمع مياه الأمطار لحفظها وقت الحاجة.
واستفاد الكويتيون من أماكن تجمع الأمطار بعد سقوطها في (الخباري) و(الثمايل) لشربها وبيعها وحفروا حفرا تتجمع فيها السيول ونسبت للافراد والأسر الذين قاموا بحفرها آنذاك كما ذكر في كتاب (الجغرافية التاريخية للكويت) للدكتور محمد رشيد الفيل.
وكان سكان المدينة يشربون من الآبار الموجودة داخل المدينة ونظرا إلى الاستخدام المتزايد والزيادة السكانية قلت كمية المياه الموجودة وزادت نسبة الملوحة فبحثوا عن مصادر اخرى خارج المدينة.
وظهرت أزمة المياه لاول مرة في الكويت في عام 1907 خلال عهد الحاكم السابع للكويت الشيخ مبارك الصباح بسبب ازدياد عدد السكان وعدم كفاية مياه الآبار وقلة سقوط الأمطار فاتجه الكويتيون إلى استيراد المياه من شط العرب على ظهر السفن الشراعية وكانت بداية مزاولة هذه المهنة في عام 1909 بسفينة عرفت باسم (التشالة).
ووصل عدد السفن التي تنقل المياه إلى نحو 49 سفينة من (البوم) وكان يتم تفريغ هذه السفن بواسطة مضخات تتصل بخزانات خاصة (برك) أنشئت قرب السواحل لتجميع المياه وكان يذهب إليها السكان لشراء حاجاتهم في صفائح معدنية أو (قرب) جلدية لنقلها لبيوتهم على عواتقهم او على الدواب.
وفي 1909 قام الشيخ مبارك الصباح بشراء باخرة كبيرة لنقل المياه اطلق عليها اسم (سعيد) وفي عام 1939 ترأس الشيخ عبدالله السالم الصباح شركة وطنية لتنظيم عملية استيراد المياه وتوزيعها برأس مال قدره حوالي 300 ألف روبية واعتبر عام 1951 آخر العهد بنقل المياه بالسفن من شط العرب.
ومع اكتشاف النفط في الكويت تم بناء محطات تقطير المياه التي تولت بدورها توفير المياه العذبة لسكان الكويت بكميات كبيرة بعد أن كانت قليلة حتى أصبحت الصحراء واحة خضراء.
وشهدت الكويت أوائل الخمسينيات من القرن الماضي بداية عمليات تقطير المياه وبدأت اول محطة للتقطير في منطقة الشويخ عام 1953 كما أنشأت شركة نفط الكويت محطة لتقطير مياه البحر في ميناء الأحمدي لتوفير احتياجات منشآت النفط عام 1957 وغيرها من المحطات والحقول واعتبرت تلك المحطات دعامة أساسية للتطور الاجتماعي والاقتصادي.