الكويت/ تصادف غدا الأحد الذكرى ال34 لوفاة الشيخ عبدالله محمد النوري الذي ترك بصمة كبيرة من الأعمال الخيرية والإحسان لاتزال ماثلة في وجدان أهل الكويت.
ويعد النوري الذي ولد عام 1905 من أبرز رجالات الفقه وكان يتحلى برجاحة عقل ودماثة خلق وحسن الحديث وحب وسعي إلى أعمال البر والخير.
وتلقى الراحل تعليمه الأول على يد والده ثم تتلمذ على يد الشيخ عبدالله الدحيان وتلقن تعاليم الفقه على يد الشيخ عبدالوهاب الفارس.
وبدأ النوري عمله مدرسا في مدرسة محمد العجيري في حي القبلة ثم انتقل الى المباركية فالأحمدية قبل أن ينتقل إلى العمل بالتجارة وسافر على إثرها إلى عدة دول مثل الهند وسيلان وغيرهما.
وتم تعيينه كاتبا في المحكمة عام 1926 ثم أصبح رئيسا للكتاب واختاره الشيخ عبدالله الجابر سكرتيرا خاصا له وفي عام 1942 عمل النوري متطوعا لمدة ثلاث سنوات في المعهد الديني.
وتولى النوري الإمامة للمرة الأولى خلفا لوالده وتحديدا في صلاة التراويح منتصف شهر رمضان المبارك وبعدها تولى إمامة الكثير من المساجد لسنوات عدة لما يتميز به من مهارة في الخطابة.
ومن المساجد التي تولى فيها الإمامة مسجد الخالد ودسمان ومسجد بن بحر ومسجد القادسية حيث كان يؤم المصلين ويلقي عليهم الدروس والعظات كما عين مفتشا ومرشدا عاما لأئمة المساجد لفترة وجيزة.
وفي عام 1953 تولى النوري إدارة اذاعة الكويت فأدخل عليها برامج متنوعة منها برنامج (الدين نصيحة) بالإضافة إلى برامج صحية كان يعدها ويقدمها بنفسه فضلا عن برامج للأطفال تهدف إلى غرس مبادئ الدين فيهم وقد اكتسب أحد برامجه شعبية واسعة داخل الكويت وخارجها وكان بعنوان (مع الدين).
وتعددت اهتمامات النوري فلم تكن فقط في مجال الفقه بل تعدت ذلك حيث كان من عشاق الكتابة عن الرحلات والأسفار والتراث الشعبي وترك خلفه إرثا عظيما من المؤلفات في مختلف الموضوعات.
وصدرت له العديد من المؤلفات منها (الرشد) و(شهر في الحجاز) و(المنبر) و(ديوان من الكويت) و(قصة التعليم في الكويت) و(الأمثال الدارجة في الكويت) و(قطف الأزهار) و(البهائية سراب) و(أحاديث) و(من غريب ما سألوني).
وبدأ عام 1970 رحلاته في كثير من البلاد الإسلامية والبلدان التي توجد فيها أقليات مسلمة حيث كان مهتما بأمور المسلمين وأحوالهم في الكويت وخارجها ويقوم بجمع الأموال والتبرعات من المحسنين لتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين.
ومن تلك الرحلات تجوله في إندونيسيا عام 1977 حاملا معه مبلغا من المال لتوزيعه على المدارس والمستشفيات بالتعاون مع جمعية إسلامية معتمدة ومن ثم إلى أستراليا ليجمع التبرعات اللازمة لإنشاء مدرسة إسلامية كما اشترى دارة هناك لتكون مقرا لتلك المدرسة.
وعندما توفي النوري عام 1980 قبل اكتمال عدد من المشروعات قام رجال الخير الذين نهجوا منهجه بمواصلة مسيرته على درب الخير وقرروا تأسيس جمعية خيرية تحمل اسمه.
وفي عام 1981 حصل المؤسسون على موافقة إشهار الجمعية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وصدر قرار تأسيس الجمعية في العدد (1365) من الجريدة الرسمية (الكويت اليوم).
وسعت هذه الجمعية إلى القيام بكافة أعمال البر والإحسان لمساعدة المسلمين وخدمتهم بما لديهم من إمكانات كما حرصت على تعزيز العلاقات الأخوية وتعميقها في المجتمعات الاسلامية.
وتوسعت أنشطة الجمعية حيث تم بناء المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية ودور الأيتام والمستشفيات وغيرها في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي حيث حرصت الجمعية على دعم كل ما يتعلق بإحياء التراث الإسلامي.