روما – اختتمت في روما فعاليات معرض (الفن في الحضارة الاسلامية) بعد شهرين متواصلين عرضت خلالهما قطع فنية منوعة تحكي عن تاريخ تخز به الحضارتان الاسلامية والغربية وذلك في اطار مبادرة ثقافية كويتية "ناجحة" لمد روابط التواصل الحضاري.
واغلق متحف (سكوديريا ديل كويرينالي) الذي احتضن فعاليات معرض الفن أبوابه بعد ان شهد اقبالا من مئات الزوار والسياح للاطلاع عن قرب على روائع الابداع الفني والعلمي والجمالي للحضارة الاسلامية عبر حقبة تاريخية امتدت اكثر من ألف عام.
ولاقى المعرض الذي افتتحه الرئيس سيرجو ماتاريللا في 24 يوليو الماضي اشادة واعجابا كبيرين من المتخصصين والمثقفين والاعلام الايطالي وتقديرا واسعا من قبل القيادات والمسؤولين الايطاليين وعمدة العاصمة الذين أكدوا أهمية مبادرة الكويت في تنظيم مثل هذا المعرض التاريخي.
من جهته اعتبر المدير العام لهيئة متاحف العاصمة ماريو دي سيموني لوكالة الانباء الكويتية (كونا) معرض (الفن في الحضارة الاسلامية) حدثا عالميا مهما بالنسبة لايطاليا التي احتضنت للمرة الاولى معرضا مهما للحضارة الاسلامية "العظيمة".
وقال ان معرض (الفن في الحضارة الاسلامية) حقق نجاحا كبيرا فاق التوقعات ما يؤكد حرص الجمهور على التعرف بالحضارات الاخرى وبما قدمته من خدمات عظيمة للعالم.
واوضح ان المعرض نظم في متحف (سكوديريا ديل كويرينالي) الملحق بقصر الكويرينالي التاريخي الذي يضم أهم قاعات العرض في روما وايطاليا لاقامة معارض عظماء الفن في التاريخ.
وذكر ان المتحف نظم الربيع الماضي معرضا للرسام الفرنسي هنري ماتيس بعنوان (أرابيسك) اظهر فيه تأثير الفن الاسلامي العريق على ابرز الرسامين والفنانين العالميين في القرن ال20.
وافاد بان معرض الفن في الحضارة الاسلامية الذي اقيم في قلب العاصمة روما ذات المكانة الرمزية الفريدة عرض نماذج رائعة عن ابداعات الفن الاسلامي معربا عن تقديره للدور الذي تؤديه الكويت ودار الآثار الاسلامية في دعم هذا النوع من المعارض ولاسيما وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح والمشرف العام لدار الاثار الشيخة حصة صباح السالم الصباح.
وقال " لقد استضاف متحف سكوديريا ديل كويرينالي معرضا كبيرا عن الحضارة الاسلامية العظيمة التي أثرت كثيرا في الحضارة الغربية وكان فرصة لتذكير الجميع بهذه الحضارة وأثرها العميق في الحضارة الانسانية".
واكد ان المعرض نجح في تسليط الضوء على حقائق تاريخية مهمة ابرزتها مختلف وسائل الاعلام على مدى شهرين مشيدا بجهود القائمين على المعرض وكذلك بجهود سفير دولة الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي خالد الجابر الصباح من اجل تعزيز العلاقات الثقافية بين الكويت وايطاليا.
من جانبه أبدى فابريتسيو أحد المرشدين في متحف سكوديريا اعجابه بمعرف الفن في الحضارة الاسلامية وما تضمنه من معروضات ابهرت جميع الزوار والسياح الاجانب فيما اشار دي ناتالي مسؤول الاستقبال في المتحف الى ان المعرض شهد حضورا لافتا لشخصيات معروفة ولطلبة المدارس والجامعات.
وكانت سفارة دولة الكويت في روما قد نظمت بالمعرض حفل استقبال حضره دبلوماسيون وصحفيون وادباء وجمعيات برلمانية ونسائية.
وأكد مسؤولون ايطاليون أهمية معرض الفن في الحضارة الاسلامية ودوره في تعزيز العلاقات الثقافية بين الكويت بتقاليدها الثقافية العريقة وروما عاصمة الحضارة الأوروبية وتوطيد اواصر الصداقة والتآخي بين الشعوب.
وقال المفوض العام لهيئة المتاحف التاريخية في روما انيوتشينتسو تشيبولليتا ان معرض الفن الاسلامي أبرز علاقة التبادل المتواصل بين الثقافتين الغربية والاسلامية عبر التاريخ واسهامهما في التقدم والنمو الحضاري لشعوب العالم.
من جهته ذكر المشرف العلمي على المعرض المتنقل البروفيسور جوفاني كوراتولا ان معرض الفن الاسلامي الذي انطلق من ميلانو عام 2010 في جولة عبر اهم مدن العالم يسعى لابراز الانتشار الكبير والواسع للاسلام من أسبانيا غربا حتى الصين شرقا.
وقال ان الحضارة الاسلامية حضارة ثقافية كبيرة وقديمة توثق أكثر من 1400 عام من التاريخ عبر مختلف العصور من خلال معروضات تتمثل في الزجاج والعاج والخزف والجص والاخشاب والبلور والأحجار والنسيج والسجاد.
وكان الرئيس الايطالي قد ابدى بعد افتتاحه معرض الفن الاسلامي اعجابه بما تتميز به الثقافة الاسلامية العريقة من محتويات فنية فريدة مشيدا برسالة الكويت ودورها الريادي في رعاية الثقافة والتراث الانساني والتواصل الحضاري الذي يعبر عنه معرض الفن الاسلامي.
يذكر ان معرض الفن الاسلامي احتوى على 363 قطعة من المشغولات والتحف والمخطوطات والأعمال الفنية بينها مجموعة نادرة تعد كنزا من المجوهرات الاسلامية انتقيت من مجموعة الصباح الفريدة والأكبر في العالم بدار الآثار الاسلامية وتمثل الامتداد التاريخي والجغرافي الواسع للحضارة والفنون الاسلامية.
وتم تنسيق المعرض على محورين عرض اولهما نحو نصف عدد القطع التي تحكي عن المسار الزمني التاريخي للفنون الفنون الاسلامية منذ نشأتها الأولى وما شهدته من تطورات وصولا الى عصور الامبراطوريات الكبيرة في حين عرض الاخر انواع الفنون الاسلامية من التشكيل بالخط ثم الزخرفات الهندسية والخرطية اضافة الى فن التصوير والمجوهرات الثمينة من كنوز التراث الاسلامي.