الكويت - أضفت المساعدات الكويتية بعدا ملموسا وأكثر إيجابية على العمل الإنساني العالمي الذي اختارت منظمة الأمم المتحدة له يوما عالميا يحتفل به سنويا في 19 أغسطس تقديرا للذين يساعدون الناس ويقدمون لهم العون في مختلف أصقاع الأرض.
وعرف عن دولة الكويت ومنذ ما قبل استقلالها بمبادراتها الإنسانية التي استهدفت مناطق عديدة في العالم وتوسع نشاطها الإنساني مع تولي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم عام 2006 حيث ازداد حجم المساعدات الإنسانية بشكل ملحوظ لفت انتباه العالم ليتم اختيار الكويت من قبل الأمم المتحدة (مركزا للعمل الإنساني) وتسمية سمو الأمير (قائدا للعمل الإنساني).
وحرص سموه على أن تكون دولة الكويت سباقة إلى العمل الخيري الإنساني وأن تمسك بزمام المبادرات العالمية في هذا الجانب وقد زاد حجم التبرعات في الدول التي تصيبها كوارث طبيعية كما حصل في اليابان والفلبين وتركيا والصومال وغيرها.
وساهمت الكويت في التخفيف من معاناة الشعوب التي تشهد أزمات كبيرة من خلال تقديم المساعدات في أكثر من بلد وخصوصا في دول المنطقة العربية كما في العراق وسوريا وفلسطين واليمن وغيرها.
وحملت استضافة الكويت للمؤتمرات الثلاثة للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا تأكيدا على دور السياسة الخارجية الكويتية الإنساني إذ أعلن سمو الأمير في المؤتمر الأول (يناير 2013) تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار أمريكي بينما ارتفعت قيمة التبرعات الكويتية في المؤتمر الثاني (يناير 2014) إلى 500 مليون دولار وفي المؤتمر الثالث نهاية مارس 2015 تبرعت الكويت بمبلغ 500 مليون دولار.
ولم تقتصر المساعدات الكويتية للشعب السوري على تلك المؤتمرات الثلاثة بل انطلقت حملات الإغاثة مع بداية الأزمة السورية عام 2011 وساهمت الجمعيات الكويتية والهيئات الخيرية في إيصال تلك المساعدات إلى جانب إسهام كل من جمعية الهلال الأحمر الكويتي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بجهود كبيرة لإغاثة النازحين في دول الجوار لسوريا.
كما حظيت القضية الفلسطينية باهتمام كويتي كبير وخاصة في ما يتعلق بإغاثة الشعب الفلسطيني حيث أعلن سمو الأمير في يناير 2009 تبرع الكويت بمبلغ 34 مليون دولار لتغطية احتياجات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إيمانا منه بالدور الإنساني للوكالة ولمواجهة الحاجات العاجلة للأشقاء الفلسطينيين.
وفي شهر مارس 2009 أعلنت الكويت تبرعها بمبلغ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية للسنوات الخمس التالية من خلال برنامج إعادة إعمار غزة كما سبق للكويت أن أبدت التزامها بدفع 300 مليون دولار لدعم السلطة الفلسطينية أثناء مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس في ديسمبر 2007.
ووقعت الكويت في نوفمبر 2012 اتفاقية مع البنك الدولي تساهم بموجبها بمبلغ 50 مليون دولار لدعم البرنامج الفلسطيني الحالي للاصلاح والتنمية في البنك الدولي.
وفي عام 2014 انطلقت حملات إغاثة تضمنت عشرات الشاحنات التي تحمل مساعدات إلى أهالي غزة المنكوبين جراء العدوان الإسرائيلي في شهر يوليو من العام ذاته.
ومع تفاقم أزمة الشعب اليمني حرصت دولة الكويت على استمرار جهودها الإنسانية من خلال حملات المساعدات لإغاثة المنكوبين من تدهور الأوضاع وكان لكل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي دور بارز في إطلاق العديد من الحملات الإنسانية وخاصة مع انطلاق عملية (عاصفة الحزم) العسكرية والتي تلتها عملية (إعادة الأمل).
وفي ما يتعلق بمساعدة الدول المنكوبة جراء الحوادث الطبيعية سارعت دولة الكويت إلى إغاثة جمهورية بنغلادش التي تعرضت إلى إعصار (سيدر) في نوفمبر 2007 الذي خلف آلاف القتلى والجرحى حيث تبرعت الكويت وبتوجيهات من سمو أمير البلاد بمبلغ 10 ملايين دولار بصفة عاجلة لإغاثة المنكوبين في ذلك البلد.
ولدى تعرضت اليابان إلى زلزال عنيف وتسونامي في مارس 2011 وجه سمو الأمير بالتبرع لها بخمسة ملايين برميل من النفط الخام أي ما يعادل نحو 500 مليون دولار.
وفي يوليو 2011 قررت الكويت إرسال مساعدات إغاثية الى الصومال بقيمة 10 ملايين دولار للمساعدة في التخفيف من آثار الجفاف والمجاعة الذي تعرضت لها الصومال.
كما ساهمت الكويت عام 2012 بمبلغ 250 ألف دولار لدعم ضحايا زلزال (فان) في تركيا من خلال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدعم الجهود الإنسانية التي يقدمها الصندوق لضحايا الزلزال.
ومع بداية عام 2014 أعلنت الكويت تبرعها بمبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة الشعب الفلبيني المتضرر من إعصار (هايان) الذي ألحق دمارا واسعا في الفلبين.
وعند تفاقم أزمة فيروس (ايبولا) وانتشاره عالميا قررت الكويت في اغسطس 2014 التبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار لتمكين منظمة الصحة العالمية من التعامل مع أزمة انتشار الفيروس.
ومما لاشك فيه ان جهود دولة الكويت بقيادة سمو الأمير لفتت اهتمام دول العالم والمنظمات العالمية إلى الدور القوي للدبلوماسية الإنسانية وكللت تلك الجهود في التاسع من سبتمبر 2014 ليقيم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقر الأمم المتحدة بنيويورك احتفالية تكريم لسمو أمير البلاد تقديرا لجهوده وإسهاماته الكريمة ومنحه لقب (قائد للعمل الإنساني) وتسمية دولة الكويت (مركزا للعمل الإنساني) عرفانا بالدعم المتواصل لهذا البلد وقائده للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة الهادفة إلى الحفاظ على الأرواح وتخفيف المعاناة حول العالم.
وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس كل عام الذي يوافق ذكرى تفجير فندق (القناة) في العاصمة العراقية بغداد عام 2003 الذي أودى بحياة 22 من موظفي الأمم المتحدة بينهم مبعوث المنظمة الدولية الأعلى إلى العراق سيرجيو فييرا دي ميلو إضافة ‘لى جرح أكثر من 150 آخرين.