نيويورك - تعتبر دولة الكويت إحدى الدول الرائدة بالعالم في مجال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة للبلدان المتضررة من الكوارث الطبيعية ولا سيما البلدان النامية والأقل نموا.
وتمتد المساهمات التي تقدمها دولة الكويت لتشمل المحتاجين حول العالم حيث تسعى جادة لإيصال المساعدات اليهم من خلال الآليات الثنائية والوكالات الدولية من أجل الاستجابة بسرعة للأضرار في المناطق التي تعاني من الكوارث.
وفي هذا السياق أكد المتحدث باسم الامين العام للمتحدة ستيفان دوجاريك في تصريح خاص لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان دولة الكويت شريك استراتيجي أساسي للأمم المتحدة في القضايا الإنسانية ومركز انساني عالمي وذلك بفضل الدعم الحقيقي الذي تقدمه قيادتها وشعبها على السواء.
ورأى دوجاريك ان هذا البلد لا يقدم فقط المساعدات من خلال جمعيات المجتمع المدني لكنه يعتبر من المساهمين الرائدين في صناديق وبرامج ووكالات الأمم المتحدة.
من جهته رحب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة سام كوتيسا في تصريح مماثل ل(كونا) بالمشاركة الإيجابية للكويت في الأمم المتحدة وعلى وجه الخصوص في الجمعية العامة مشيرا الى ان الكويت قدمت مساهمة مهمة في إعداد جدول أعمال التنمية المستدامة الذي سيعتمده رؤساء الدول والحكومات خلال أعمال الجمعية السنوية في سبتمبر المقبل.
وأثنى كوتيسا على الكويت لدورها القيادي في عدد من المناطق التي تتمتع بأولوية على جدول أعمال الأمم المتحدة بما فيها المجال الإنساني مؤكدا "ان تلك الجهود كان لها دور أساسي في تعبئة الموارد الحيوية لتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين".
بدوره قال الممثل الدائم لدولة الكويت لدى الامم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي ان الكويت تلعب دورا رئيسيا في المجال الإنساني بجميع أنحاء العالم وان ذلك يعود إلى توجيهات سيادية.
وأوضح العتيبي ان الموقع "المرموق دوليا" للكويت أتى من المبادرات التي أطلقها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية.
وأشار الى انه في هذا العام فقط ساهمت الكويت بإجمالي 800 مليون دولار لسوريا والعراق واليمن لتحسين الأوضاع الإنسانية فيها مؤكدا ان "الكويت تواصل تقديم المساعدة والدعم للبلدان التي تحتاج كنهج ثابت في سياستها الخارجية".
ولفت الى انه ازاء تصاعد الأزمة السورية على مختلف المستويات وفي ظل العدد الكبير للقتلى ووجود أكثر من 11 مليون نازح نتيجة المأساة الإنسانية التي لا تزال تتعمق ومع تكرار عمليات الإبادة الجماعية واستعمال الأسلحة الكيميائية اتخذت الكويت مواقف مناسبة واستضافت ثلاثة مؤتمرات دولية لإعلان التبرعات الإنسانية لسوريا أكدت عبرها على الدور الإنساني للسياسة الخارجية الكويتية.
وعن هذه المؤتمرات قال دوجاريك انه في إطار الدعم السخي الذي تعهدت به الدول والأطراف المشاركة فيها لتمكين الأمم المتحدة وشركائها من تقديم الإغاثة الضرورية لضحايا النزاع ودعم صمود الشعب السوري في بلاده والنازحين في الدول المجاورة تبرعت الكويت بمبلغ 3ر1 مليار دولار من أصل نحو 5ر7 مليار دولار جمعتها المؤتمرات الثلاثة بالإضافة إلى بذلها طاقات هائلة كانت مطلوبة لاستضافة الفعاليات.
واشار الى ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قدر الجهود الإنسانية العالمية التي بذلها صاحب السمو أمير البلاد وحتى يومنا هذا لا يزال سموه "زعيما انسانيا عالميا وإقليميا يظهر بسخاء متميز قيادة ورحمة استثنائية لأقرانه من بني البشر الذين يعيشون ظروفا صعبة".
وحول الموضوع نفسه قالت المديرة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية سيما بحوث ل(كونا) ان دولة الكويت تولت دورا قياديا بارزا في الجهد الإنساني العالمي وهذا ما اعترف به الأمين العام للأمم المتحدة الذي منح في التاسع من سبتمبر من العام الماضي لقب (قائد للعمل الانساني) لصاحب السمو أمير البلاد.
وأوضحت بحوث أن "إلهام الإنسانية في العالم" هو موضوع هذا العام للاحتفال باليوم العالمي الإنساني في 19 أغسطس وبالتالي فإن الكويت بصفتها رائدة في المجال الإنساني هي مصدر إلهام للمجتمع الدولي.
وأضافت انه خلال حفل جائزة القيادة في سبتمبر الماضي ذكر صاحب السمو أمير البلاد ان نهج الكويت في تقديم المساعدات الإنسانية كسبيل للسياسة الخارجية والذي يلقى تقديرا كبيرا "يأتي من إيمانها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية فضلا عن توحيد وتفعيل الجهود الدولية الرامية إلى صون والحفاظ على أسس الحياة وهذا هو روح الإنسان".
وذكرت انه في الأشهر الأخيرة أعلنت الكويت أيضا تعهدات ثنائية للمساعدة الإنسانية الحيوية ودعم الصمود والتنمية في العراق (200 مليون دولار) واليمن (100 مليون دولار) الى جانب برنامج إعادة إعمار قطاع غزة (200 مليون دولار) على أن تدار من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
كما ان التزام الكويت بدعم ضحايا الكوارث الإنسانية لا يقتصر على بلدان منطقتها بل انها قدمت دعما سخيا لجمهورية افريقيا الوسطى والفلبين ودول المحيط الهادي وغيرها.
وعلى مدى السنوات الأربع الماضية وفي ظل المآسي الإنسانية الفظيعة في منطقة الشرق الأوسط أكد دوجاريك ان الكويت أظهرت قيادة انسانية مثالية في دعم هذه العمليات تحت القيادة الوجدانية والعاطفية لصاحب السمو أمير البلاد.
وأضاف "في الوقت الذي تعاني الكثير من نداءاتنا من نقص التمويل فمن الجيد أن نعرف أننا نستطيع الاعتماد على سخاء الكويت" ولذلك فإن الأمين العام يتوجه بالشكر لصاحب السمو على دعمه الإنساني المستمر ويحث المزيد من دول العالم على المضي قدما في المساعدة "حيث انه مع حدوث العديد من حالات الطوارئ الخطيرة في وقت واحد هناك حاجة لهذا التضامن والكرم أكثر من أي وقت مضى".
في الخلاصة ودعما لجهود الإغاثة الإنسانية وبناء القدرة على التكيف في مختلف أنحاء المنطقة والعالم تعتمد سياسة الكويت الخارجية على استراتيجية منظمة تقوم على أساس تعزيز التعاون الدولي والإقليمي وكذلك المشاركة في تعزيز السلام بالعالم.