الكويت - بعد مرور أكثر من 15 عاما على ظهور مؤسسات حكومية تعنى بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البلاد خاضت العديد من تلك المشروعات تجربتها بنجاح ووضعت بصمتها في السوقين المحلي والخليجي وصلت حد الريادة وقطعت خطوات على طريق المنافسة العالمية.
وحازت المشروعات الكويتية العديد من الجوائز وأبرزها جائزة الملتقى الخليجي الثالث للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي استضافته الكويت منتصف شهر ابريل الماضي ونيلها مراتب متقدمة فيه وسط منافسة كبيرة.
ويمثل هذا الفوز توطئة لمشاركة أصحاب المبادرات الكويتية الفائزة في الملتقى من خلال مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة لتمثيل الكويت في اجتماع رواد الاعمال ضمن مجموعة دول ال20 الذي سيقام في استراليا بين 12 و 18 شهر يوليو المقبل.
وفي هذا الصدد قال رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات الملتقى الخليجي داوود معرفي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذا الملتقى السنوي يعنى بدعم انتشار العلامة التجارية الخليجية وتتخلله مسابقة لافضل العلامات التجارية للمشروعات في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف معرفي أن الفائزين العشرة الاوائل في الجائزة سيمثلون دول (التعاون) في اجتماع الدول العشرين (جي 20) لرواد الاعمال الذي سيقام في استراليا يوليو المقبل بمشاركة نحو 500 مبادرة ومشروع صغير ومتوسط من مختلف انحاء العالم.
وأوضح أن معايير اختيار الفائزين تعتمد بصورة رئيسية على (ابداع في فكرة المشروع) وقدرته على الاستمراية والديمومة اضافة الى الصفات الشخصية التي يتمتع بها المبادر وطريقة عرضه للمشروع علاوة على المردود المالي والارباح التي يحققها المشروع.
وذكر أن التحكيم في الملتقى الخليجي المذكور تولاه ممثلو أبرز المؤسسات الداعمة لقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة خليجيا مثل (صندوق المئوية) من السعودية و(صندوق خليفة) و(مؤسسة محمد بن راشد) من الامارات و(صندوق شراكة لدعم المشاريع الصغيرة) من سلطنة عمان و(قطر للاستثمار) من قطر.
وبين أن الهدف الرئيسي من الملتقى يتمثل بفتح أسواق الخليج للمشاريع الصغيرة والمتوسطة مؤكدا استمرار هذا الملتقى في الكويت سنويا وهناك جهود مشتركة مع اتحاد رواد دول مجلس التعاون الخليجي لاقامة ملتقى كل ثلاثة أشهر في دولة خليجية.
وأشار معرفي الى حصول الكويت على المراكز الاول والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع من الملتقى ما يبين نجاح المشاريع الكويتية على المستوى الخليجي متمنيا أن تستفيد هذه المشروعات من المشاركة في اجتماع استراليا المرتقب.
وبالنسبة الى المشروعات الفائزة بالملتقى قال صاحب مشروع (غول) غازي الهاجري ل(كونا) إن فكرة مشروعه عبارة عن ملعب لكرة القدم يتم وضعه في المجمعات التجارية ويتم تركيبه وتصنيعه داخل المجمع مع بعض المؤثرات الصوتية والضوئية.
وأضاف الهاجري ان ست سنوات مضت على تأسيسه المشروع الذي حقق نتائج ايجابية وجيدة رغم الصعوبات التي واجهها في البداية موضحا ان المشروع بدأ يقوم بنشاط تجاري في كل من السعودية والامارات وتحديدا في (دبي.مول).
من جانبه قال مدير مشروع (دورات.كوم) محمد السريع في تصريح مماثل انه حل في المركز الثالث في الملتقى الخليجي على مشروعه المتمثل بموقع الكتروني يجمع الدورات التدريبية كافة التي يخطط للقيام بها في الكويت اضافة الى جهات الاتصال بالقائمين على تلك الدورات.
وأضاف السريع ان عمر مشروعه ثلاث سنوات واستطاع أن يحقق نجاحا كبيرا رغم المعوقات المتعددة التي واجهته الا انه ابصر النور وأصبح ثالث مشروع صغير ومتوسط على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح أن عددا من الشركات العالمية المهتمة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ابدت استعدادا لتطوير مشروعه ونقله الى مستويات جديدة سواء على المستوى الاقليمي أو العالمي لافتا الى ان التحدي الفني الوحيد الذي تواجهه المشروعات الالكترونية يتمثل في المحتوى الالكتروني.
من جهته قال مؤسس مشروع (دير.اند.دير) محمد العنجري انه بدأ بفكرة انشاء علامته التجارية منذ وقت طويل وأخذت هذه الفكرة بالنمو لتصبح احدى العلامات التجارية المعروفة في مجال صناعة الالبسة الجاهزة في السوق الخليجي وفكرته تتمثل بأزياء كويتية ومسجلة عالميا أي في الكويت والخارج.
وذكر العنجري أبرز الصعوبات التي تواجهه مثل عدم وجود مواقع مناسبة وارتفاع تكلفة الايجارات وغلاء تكاليف المستودعات حيث التخزين مكلف جدا اضافة الى وجود صعوبات تعترض الصناعة في الكويت عموما وعدم وجود عمالة ماهرة لهذا العمل مبينا ان العوائد المالية بالمشروعات الصغيرة افضل من غيرها في القطاعين العام والخاص على حد سواء.
من ناحيته قال صاحب المشروع ومدير الانتاج في مصنع (انر.وركس) المهندس مرزوق المطيري ان عمل المصنع يختص بالمواد الاسمنتية والخرسانية ويقوم بانتاج الارضيات الخرسانية والديكورات الداخلية الاسمنتية.
وأضاف المطيري ان التمويل في بداية المشروع كان شخصيا منه مشيدا بدعم بنك الكويت الصناعي لمشروعه الذي طوره بالتصدير لدول مجلس التعاون الخليجي وتركيا لافتا الى بعض المعوقات التي واجهته في بداياته كارتفاع أسعار الاراضي الصناعية علاوة على قلتها وندرة المساحات المخصصة للصناعة.
بدوره قال رئيس مجلس الادارة والمدير التنفيذي لشركة (كويت.فود.كونسبتس) الفائز بمشروع مطعم (برجر .بوتيك) باسل السالم ان بدايته كانت عام 2005 في مجال المطاعم و تطورت من سندويشات (برجر) عادية الى (برجر) بمكونات صحية وعضوية.
وذكر السالم انه أخذ بتوسيع نشاط العلامة التجارية لمشروعه حيث افتتح مطاعم مماثلة في السعودية و قطر مع وجود خطط طموحة لديه للتوسع في أسواق خليجية واقليمية أخرى.