تغطيات

منظمة الصحة العالمية في مواجهة كورونا الجديد

القاهرة - يساور القلق منظمة الصحة العالمية من تزايد عدد حالات فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الأسابيع الأخيرة، لا سيما في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبصفة خاصة إزاء حالتي الانتشار المهمتين اللتين وقعتا في منشآت للرعاية الصحية.

وقد صرح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط الدكتور علاء علوان بأن "قرابة 75 في المائة من الحالات المبلغ عنها مؤخرا هي حالات ثانوية، مما يعني أن العدوى انتقلت إليها من حالة أخرى عبر انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان". وأضاف الدكتور علوان قائلا إن "غالبية هذه الحالات الثانوية أصيبت بالعدوى داخل منشآت رعاية صحية وأصابت بشكل رئيسي عاملين في هذا المجال، وذلك رغم أن عدداً من المرضى أصيبوا هم أيضاً بالعدوى أثناء تواجدهم في مستشفى لأسباب أخرى".

إن فيروسات كورونا تشكل فصيلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب الاعتلال لدى البشر والحيوانات. ويمكن أن تتسبب فيروسات كورونا في إصابة البشر باعتلالات تتراوح وخامتها بين نزلات البرد الشائعة وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس).

وفيروس كورونا المستجد، الذي اكتُشف لأول مرة في نيسان/ أبريل 2012، هو فيروس جديد لم يُرصد في البشر من قبل. وفي معظم الحالات يتسبب هذا الفيروس في المرض الوخيم. وحدثت الوفاة في نصف الحالات تقريباً.

ويُعرف الآن فيروس كورونا الجديد هذا باسم فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وقد أطلقت عليه هذه التسمية مجموعة الدراسة المعنية بفيروس كورونا والتابعة للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات في أيار/ مايو 2013.

أبلغت تسعة بلدان حتى الآن عن حدوث حالات عدوى بشرية بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وتم الإبلاغ عن حالات في كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة. وهناك صلة ما بين كل الحالات (صلة مباشرة أو غير مباشرة) وبين الشرق الأوسط. وفي فرنسا وإيطاليا وتونس والمملكة المتحدة حدث انتقال محدود بين أشخاص لم يسافروا إلى الشرق الأوسط ولكنهم خالطوا حالات مؤكدة مختبرياً أو محتملة.

إن مدى انتشار الفيروس قد يكون غير معروف حتى الآن. وتشجع المنظمة الدول الأعضاء على مواصلة الرصد الوثيق لحالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة، وعلى المراجعة الدقيقة لأية أنماط غير مألوفة من حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة أو الالتهاب الرئوي، وستواصل المنظمة تبادل المعلومات في هذا الصدد لدى إتاحتها.

الأعراض الشائعة هي الاعتلال التنفسي الحاد الوخيم المصحوب بالحمى والسعال وضيق النفس وصعوبة التنفس. وأصيب معظم المرضى بالالتهاب الرئوي. كما أصيب كثير منهم بأمراض في المعدة والأمعاء، بما في ذلك الإسهال. وأصيب بعض المرضى بالفشل الكلوي. وتوفي نحو نصف من أصيبوا بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وقد يتسبب المرض في ظهور أعراض غير نمطية على المصابين بالعوز المناعي. ومن المهم ملاحظة أن الفهم الحالي للاعتلال الناجم عن هذه العدوى يستند إلى عدد محدود من الحالات وربما يتغير بفعل ما نتعلمه عن الفيروس.


لأن مصدر الفيروس غير معروف وطريقة انتقاله غير معروفة فإنه لا يمكن إعطاء نصائح محددة بشأن الوقاية من العدوى. وينبغي تجنب مخالطة أي حيوان يبدو عليه المرض (بما في ذلك الطيور)، وينبغي اتباع تدابير التصحح، وخصوصاً تكرار غسل الأيدي وتغيير الملابس والأحذية أو الأحذية الطويلة (بوت) بعد التعامل مع الحيوانات أو ملامسة المنتجات الحيوانية. وينبغي عدم قتل الحيوانات المريضة لاستهلاكها على الإطلاق. كما أن استهلاك المنتجات الحيوانية النيئة أو الناقصة الطهي، بما في ذلك الحليب واللحم، ينطوي على خطر الإصابة بالعدوى من مجموعات كائنات قد تتسبب في إصابة البشر بالمرض. والمنتجات الحيوانية المجهزة على النحو السليم بواسطة الطهي أو البسترة منتجات مأمونة الاستهلاك، ولكن ينبغي أيضاً مناولتها بحرص لتجنب انتقال التلوث بالأغذية غير المطهية. ومن تدابير التصحح الأخرى تجنب الفواكه أو الخُضر غير المغسولة، والمشروبات التي يتم إعدادها بمياه غير مأمونة.

 

منذ ظهور الفيروس تعمل المنظمة بموجب اللوائح الصحية الدولية على جمع البيّنات العلمية لتكوين فهم أفضل لهذا الفيروس ولتزويد الدول الأعضاء بالمعلومات. ولهذا الغرض عقدت المنظمة أول اجتماع بشأن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في القاهرة في كانون الثاني/ يناير 2013.

وفي الفترة من 19 إلى 22 حزيران/ يونيو عقدت المنظمة اجتماعاً ثانياً في القاهرة لمناقشة التطورات في البحوث العلمية والاستجابة الدولية لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وفي 5 تموز/ يوليو أعلنت المنظمة أنها ستعقد لجنة طوارئ بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005). وستسدي هذه اللجنة النصائح إلى المديرة العامة لتحديد ما إذا كان هذا الحدث يشكل طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً أم لا. وقد تسدي اللجنة نصائحها أيضاً إلى المديرة العامة بشأن التدابير الصحية العمومية التي ينبغي اتخاذها.

وتعمل المنظمة كذلك مع البلدان المتأثرة ومع الشركاء الدوليين على تنسيق الاستجابة الصحية العالمية، بما في ذلك توفير أحدث المعلومات عن الوضع السائد، وتوفير الإرشادات للسلطات الصحية والوكالات الصحية التقنية بشأن توصيات الترصد المؤقتة، والفحص المختبري للحالات، ومكافحة العدوى والتدبير العلاجي السريري.

تشجع المنظمة الدول الأعضاء على تعزيز ترصدها لحالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة، وعلى المراجعة الدقيقة للأنماط غير المألوفة من حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة أو حالات الالتهاب الرئوي. وتحث المنظمة الدول الأعضاء على إخطار المنظمة أو التحقق لها بشأن أية حالة محتملة أو مؤكدة للعدوى بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى