تغطيات

الـ 24 من الشهر الجاري يكشف عن رئيس افغاني جديد.

كابول - يستمر فرز أصوات الانتخابات الرئاسية الأفغانية لليوم السادس على التوالي بعدما شهد تصويت يوم الأحد الماضي إقبالاً كبيراً نسبياً من الناخبين لاختيار رئيس جديد خلفاً لحامد كرزاي على الرغم من التهديدات المتواصلة لحركة طالبان والوضع الأمني المتدهور.
وفي حين ينتظر أن تعلن لجنة الانتخابات المستقلة نتائج التصويت في 24 من أبريل/ نيسان الحالي تدرس اللجنة الانتخابية شكاوى التزوير، التي يبلغ عددها نحو ثلاثة آلاف، والتي تشمل ممارسة الضغوط من قبل المسؤولين الحكوميين على الناخبين للإدلاء بأصواتهم لصالح مرشح معيّن، واتهامات بإصدار بطاقات مزوّرة، وبإخفاء أوراق التصويت.
ومن الممكن إبطال عدد كبير من الأصوات بموجب تلك الشكاوى، وهو ما أكد عليه المتحدث باسم اللجنة الانتخابية نادر محسني. في هذه الأثناء، يدعي كل مرشح الحصول على غالبية الأصوات التي تم فرزها، لكن مصادر مستقلة تؤكد، استناداً إلى بعض المسؤولين في لجنة الانتخابات، أن أشرف غني أحمد زاي يسبق فعلاً سائر المرشحين، يليه عبد الله عبد الله، ثم زلماي رسول وأشرف غني أحمد زاي هو وزير المالية السابق، أما عبد الله عبد الله فسبق أن شغل منصب وزير الخارجية، بينما كان زلماي رسول وزيراً للخارجية في حكومة كرزاي، وهو مدعوم من الرئاسة الحالية. ويتوقع ان يحصل أحمد زاي في الجولة الثانية على غالبية أصوات البشتون، وهو مدعوم أميركياً ومن كرزاي ويُعتبر وجهاً جديداً لم يشارك في الحرب الأهلية ، وليس واضحاً، حتى اللحظة ما إذا كان أشرف غني، الذي تمكّن من الحصول على دعم واسع النطاق من قبائل البشتون والأوزبك، أو أي مرشح آخر، سيحصل على نسبة الخمسين في المئة من الأصوات الضرورية لإعلان فوز صاحبها من المرحلة الأولى، وهو ما يشير إلى احتمال تنظيم جولة ثانية من الانتخابات، في ظل ظروف أمنية صعبة.
وينصّ الدستور الأفغاني على أنه، في حال عجز أحد المرشحين عن حصد نسبة الخمسين في المئة أو أكثر من الأصوات في الدورة الأولى، تُنظَّم جولة ثانية في غضون أسبوعين من إعلان نتائج الجولة الأولى بين المرشحين اللذين يتصدّران نتائج الجولة الأولى. وفي الجولة الثانية، تُحسَم النتائج بالغالبية البسيطة، من دون تحديد نسبة معيّنة مثلما هو الحال في الجولة الأولى.
ويرى طيف واسع من الرأي العام الأفغاني أنّ الجولة الثانية، المرجّح حصولها، ستنحصر بين أشرف غني أحمد زاي وعبد الله عبد الله.وهو ما لمّح إليه عبد الله عبد الله، غير أنّ أحمد زاي يبدو متمسكاً بالاستمرار في المعركة احتراماً لرأي الشعب على حدّ تعبيره، وهو الذي يتوقع مراقبون كثُر أن يفوز فيها لأسباب عدة، أهمها لأنه سيحصل على غالبية أصوات الناخبين البشتون، بعدما تشتّتت بين عدد من مرشحي الجولة الأولى، مثل زلماي رسول وعبد الرب رسول سياف وجل آغا شيرزي وأمين أرسلا ولأنه يحظى بدعم دولي واسع، وأميركي خصوصاً، بعدما تعهّد، خلال حملته الانتخابية، بتوقيع الاتفاقية الاستراتيجية الأمنية مع واشنطن، التي رفض كرزاي التوقيع عليها ، كما ان أشرف غني وجه جديد بالنسبة للأفغان، مقارنة بعبد الله عبد الله، إذ كان الأخير أحد أهم قيادات جبهة الشمال الشريكة الرئيسية في الحرب الأهلية.
لكن أنصار عبد الله عبد الله لا يزالون يصرون على حتمية فوز مرشحهم، سواء في الجولة الأولى أو الثانية، كما لا يستبعدون إبرام صفقة بينه وبين منافسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى