تحت شعار "لن نلتفت إلى الوراء في علاقاتنا مع العراق" أعلن رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك طيّ صفحة الماضي مع بغداد، مؤكداً أن "العلاقات سارت إلى الأمام، وأن مصلحة البلدين فوق كل شيء".
وفي ترجمة عملية لهذا الموقف زار المبارك بغداد وعقد مباحثات رسمية مع نظيره العراقي نوري المالكي أفضت إلى توقيع 6 اتفاقيات تعاون، بيد أن الأبرز كان على مستوى المباحثات الرسمية التي حسمت الملفات العالقة بين البلدين وأفضت إلى تفاهم ثنائي على "إبلاغ السكرتير العام للأمم المتحدة أن العراق نفذ التزاماته الأممية إزاء دولة الكويت تمهيداً لخروجه من طائلة البند السابع".
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.
وقال الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ان البلدين سبق ان وقعا خلال زيارة زيباري الاخيرة الى الكويت على اتفاقات ثنائية حول صيانة العلامات الحدودية لافتا الى ان "مندوبي البلدين سيذهبان معا للقاء السكرتير العام للامم المتحدة لتقديم هذا الاتفاق وايداعه لدى الامم المتحدة".
واوضح الشيخ صباح الخالد ان الزيارة الى العراق "تأتي استكمالا لزيارات عالية المستوى جرت بين مسؤولي البلدين منذ العام الماضي وحتى النصف الاول من العام الحالي".
واضاف "سنكون سعداء جدا بخروج العراق من طائلة البند السابع ليعود ركيزة اساسية في نمو وازدهار المنطقة التي عانت الكثير".
واشار الشيخ صباح الخالد الى "اننا اتفقنا على تفاهمات لنقل مسؤولية رفاة الاسرى والمفقودين والارشيف الكويتي من الممثل الخاص في اطار البند السابع الى مسؤولية بعثة الامم المتحدة في اطار البند السادس وهذا تم ابلاغه للسكرتير العام للامم المتحدة".
واكد "ان السكرتير العام سيقدم تقريره منتصف الشهر الجاري الى مجلس الامن لتتم مناقشته اواخر الشهر الجاري وبهذا يكون العراق وفى بالتزاماته تجاه البند السابع".
ولفت الى ان "هذه الزيارة تدشن آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين ضمن مجالات تعاون شعبية وثقافية" مؤكدا حرص الكويت على تقوية اواصر العلاقة بين البلدين ودعمها بكل المقومات الضرورية".
من جهته أكد زيباري ان المبعوثين الدائمين للعراق والكويت لدى الامم المتحدة سيذهبان معا الى السكرتير العام للأمم المتحدة.
وذكر ان المباحثات التي عقدت بين الوفدين العراقي والكويتي "غطت كافة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وقد عبر الوفدان عن تقديرهما المشترك للجهود التي بذلها المسؤولون في البلدين لتحقيق تقدم كبير وهائل في مسار العلاقات الثنائية خاصة من خلال ايفاء العراق بجميع التزاماته المترتبة عليه وفقا للبند السابع".
واضاف "اعتقد اننا توصلنا الى نتائج باهرة اليوم بالتخلص من هذه التبعات وجلسة اليوم كانت للبناء على ما تحقق من هذه الانجازات والتطلع الى المستقبل خارج اطار الفصل السابع والقرارات الملزمة الى علاقات طبيعية بين البلدين وبناء شراكة حقيقية بينهما".
وأوضح "اننا تناولنا مجموعة من الافكار حول تطوير التعاون الاقتصادي الاستثماري بين البلدين واتفقنا على خطوات قادمة لتعضيد العلاقات الشعبية بين العراق والكويت من خلال تشجيع العلاقات بين الجامعات والاكاديميين والرياضيين والبرلمانيين وبقية الفعاليات الشعبية". واشار الى ان الطرفين وقعا ست مذكرات تفاهم اولاها بين المعهدين الدبلوماسيين للبلدين والثانية حول البرنامج التنفيذي في العلاقات الثقافية والثالثة في مجال البيئة والرابعة في مجال التعليم العالي والخامسة بخصوص التعاون في مجال البحث العلمي والاخيرة في مجال خدمات النقل الجوي والتعاون الاقتصادي والفني.
ورأى زيباري ان اهم ما توصل اليه الطرفان هو الاتفاق على ان يذهب الممثلان الدائمان للبلدين لدى الامم المتحدة معا الى السكرتير العام للامم المتحدة لينقلا اليه رسالة تؤكد ايفاء العراق بالتزاماته تجاه الكويت.
وقال "ان ذهاب المندوبين بشكل مشترك يعطي رمزية كبيرة تعني ان العراق انجز المتطلبات المنصوص عليها في قرارات الامم المتحدة" معتبرا ان هذا اليوم تاريخي لأنه يشهد للعراق بالايفاء بالقرارات الدولية.
وبين ان السكرتير العام سيقدم تقريره الجديد الى مجلس الامن في 14 يونيو الجاري وسيصدر لاحقا مشروع قرار لمجلس الامن لغلق هذا الملف.
ولفت الى ان آخر ما يتبقى من المتعلقات الاممية هي التعويضات لدولة الكويت والمتبقى منها 11 مليار دولار امريكي وباستطاعة العراق اذا ما دفعها اليوم كاملة ان يخرج مباشرة من طائلة البند السابع مؤكدا ان الامر الان اصبح بيد العراق وحده وهو الذي يحدد موعد خروجه من هذا البند.
وكان سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وصل العراق على رأس وفد رسمي رفيع في زيارة رسمية حيث كان في استقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي عقد معه جولة مباحثات رسمية.
ووقعت دولة الكويت وجمهورية العراق على ستة اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم بين الجانبين.
وتأتي هذه الاتفاقيات عقب جلسة مباحثات رسمية اجراها سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء مع نظيره دولة رئيس وزراء جمهورية العراق الشقيق نوري كامل المالكي في القصر الجمهوري بالعاصمة بغداد ضمن الزيارة الرسمية.
ووقع معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية معالي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح عن الجانب الكويتي مذكرة تفاهم بين معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي ومعهد الخدمة الخارجية ووقعها عن الجانب العراقي معالي وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.
كما وقع برنامج تنفيذي في الشأن الثقافي وقعه عن الجانب العراقي وزير الخارجية هوشيار زيباري فيما وقعه عن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت معالي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.
واتفق الجانبان في مجال البيئة على ابرام اتفاقية وقعها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية معالي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ووزير البيئة العراقية سركون لازار صليوه اضافة الى اتفاقية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي ستوقع من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية صباح الخالد الحمد الصباح ووزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي علي الاديب.
وفي مجال خدمات النقل الجوي وقع الجانبان اتفاقية من قبل وزير المواصلات الكويتي المهندس سالم مثيب الاذينة ووزير النقل العراقي السيد هادي العامري.
كما وقع الجانبان اتفاقية في التعاون الاقتصادي والفني حيث وقعها عن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية الكويتي مصطفى الشمالي فيما وقعها عن الجانب العراقي وزير التخطيط وزير المالية وكالة علي الشكري.
المصدر : كونا + وكالات