تغطيات

أوباما ورومني يكثفان من حملاتهما استعدادا لمناظرتهما الأخيرة

كثف المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني من حملاتهما الانتخابية بعد يومين على مناظرتهما الثانية التي وصفت بأنها إحدى أكثر المناظرات حدة في التاريخ الأميركي.

وقال اوباما امام حشد في ولاية اوهايو التي يتحتم على رومني الفوز فيها إذا أراد إخراج أوباما من البيت الأبيض، "ما زلت أحاول الاعتياد على المناظرات، وسنواصل التحسن مع مرور الوقت إذ لا يزال أمامي مناظرة واحدة"، في إشارة إلى المناظرة الأخيرة حول السياسة الخارجية المقررة يوم الاثنين المقبل في فلوريدا.

وكان أوباما قد أدى أداء فاترا في المناظرة الأولى قبل أسبوعين غير أنه استعاد زمام المبادرة وخرج فائزا من المناظرة الثانية بحسب استطلاعات الرأي.

وحاول أوباما التركيز على تصريحات معينة لرومني واستغلالها لاستقطاب فئات انتخابية بعينها لاسيما النساء اللواتي عبرن عن استيائهن بسبب قول رومني خلال المناظرة إنه بحث في "ملفات مليئة بالنساء" خلال توظيفه عددا من النساء عندما كان حاكما لماساتشوستس.

واستغل اوباما التعبير الغريب لانتقاد رومني قائلا في لقاء انتخابي آخر بولاية ايوا "لسنا بحاجة الآن لجمع ملفات للعثور على نساء مؤهلات وموهوبات ومستعدات للتعلم والتدريس".

في المقابل حاول رومني التقليل من أثر هذا التعبير الذي أطلقه في المناظرة حول "ملفات النساء" وسعى لاجتذاب الناخبات اللواتي يمكن أن تشكل أصواتهن الفارق في ولايات اساسية مثل ايوا واوهايو وفرجينيا وفلوريدا.

وقال رومني أمام حشد في ولاية فرجينيا، إحدى الولايات الحاسمة في السباق الانتخابي،"لقد خذل الرئيس النساء في الولايات المتحدة".

وأضاف أن "الرئيس ليس لديه حتى الآن أي خطط لولاية ثانية"، كما وصف أوباما بأنه مثل "تاجر سيارات بارع عرف كيف يروج لنفسه قبل أربع سنوات لكنه ترك البلاد في وضع مزر"، حسب قوله.

يذكر أن استطلاعات الرأي تظهر تقاربا بين أوباما ورومني على نحو يصعب معه التكهن بنتيجة الانتخابات المقرر إجراؤها في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.


من يخفف معاناة الأميركيين الصحية أوباما أم رومني؟

 

قبل نحو سنة دقت مهاجرة عربية في عقدها الرابع باب عيادة الدكتور عصام سالم عميش بمدينة ألكسندريا في ضواحي العاصمة واشنطن، وطلبت رؤيته. قالت المهاجرة إنها مصابة بسرطان الثدي وإنها تعاني من آلام حادة، لكن ليس لديها تأمين صحي ولا تملك المال الكافي لإجراء الفحوصات اللازمة، وأفادت أنها تشعر بأن الموت يزحف نحوها بخطى حثيثة.

حزن الدكتور عصام كثيرا لقصتها وقرر مساعدتها، اتصل بإحدى العيادات التي توفر العلاج مجانا للمحتاجين في منطقة شمال ولاية فرجينيا، كما تطوع بإجراء جراحة استئصال الورم مجانا.

قال الدكتور عصام، وهو جراح أميركي من أصول ليبية ومتخصص في الجراحة الباطنية وجراحة المناظير، إن قصة هذه المهاجرة ليست فريدة من نوعها وإنه يصادف شهريا أشخاصا كـُثر يحتاجون للعلاج من أمراض خطيرة كالسرطان لكنهم يقررون التحمل في صمت لأنه ليس لديهم تأمين صحي أو على المال الكافي لدفع مصاريف العلاج الباهظة.

وشدد الدكتور عصام في تصريح لموقع "راديو سوا" على أن وظيفته كجراح أتاحت له فرصة الاطلاع عن كثب على مشاكل قطاع الصحة في أميركا، وقال "العلاج يجب أن يكون حقا طبيعيا لكل الأميركيين وليس امتيازا خاصا بفئة دون غيرها لأنه مرتبط بحق أساسي هو الحق في الحياة".

ومضى الدكتور عصام يقول "يجب توفير التغطية الصحية للجميع وألا يبقى هذا القطاع تحت سيطرة الشركات الكبرى التي تسعى للربح المادي على حساب صحة المرضى".


مشاكل قطاع الصحة لا تنتهي:


أضاف الدكتور عصام أنه تطوع لإجراء عملية استئصال ورم السرطان من معدة مهاجرة مغربية أخرى قبل أشهر بعدما وصلت غرفة العناية الفائقة إثر إصابتها بأوجاع حادة في البطن تبين أنها كانت بسبب إصابتها بسرطان في الأمعاء.

وأكد الدكتور عصام أن كلفة علاج المهاجرة المغربية فاقت 300 ألف دولار لم تدفع منها دولارا واحدا لأنها لم تكن مشمولة بتأمين صحي وكانت عاطلة عن العمل.

ويعاني ملايين الأميركيين من مشكل غياب التغطية الصحية، فقد خلصت دراسة لمعهد بيو للأبحاث سنة 2010 إلى أن نحو 16 في المئة من سكان الولايات المتحدة ليس لديهم أي نوع من التأمين الصحي، كما أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير رسمي سنة 2008 أن أميركا تنفق أكثر من أي دولة أخرى في العالم على مواطنيها في مجال الصحة بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي (7146 دولارا لكل شخص) لكنها مع ذلك تعد من أكثر دول العالم تأخرا في مجال توفير الرعاية الصحية لجميع مواطنيها.

وتتسبب تداعيات عدم توفر ملايين الأميركيين على التأمين الصحي في آثار مدمرة بعدد من الولايات، حيث أفادت دراسة ميدانية حكومية أن العجز عن دفع تكاليف العلاج يعد سببا رئيسا في إعلان آلاف الأميركيين إفلاسهم، وأوضحت الدراسة أن أكثر من 62 في المئة من الأميركيين الذين أعلنوا إفلاسهم سنة 2007 قالوا إن ارتفاع تكاليف العلاج كان سببا في انهيار ثرواتهم أو اندثارها.

وقالت ساندرا مارتا، وهي أميركية من والدين مهاجرين من السلفادور والمكسيك إنها اضطرت لدفع 2000 دولار من مالها الخاص لتغطية نفقات عملية جراحية احتاجت لإجرائها قبل ستة أشهر بالرغم من أنها تحظى بالتغطية الصحية عبر عملها كرئيسة قسم بأحد المتاجر الكبرى في ولاية فرجينيا.

وأضافت ساندرا التي تبلغ من العمر 26 سنة ولديها طفلان في تصريح لموقع "راديو سوا" "شعرتُ بأن الأمر لم يكن عادلا أبدا لأنني أدفع 300 دولار شهريا لشركة التأمين الصحي.. لقد كان الأمر مكلفا جدا لأسرتي وهذا دفعني للقلق على مستقبل أولادي. هل سيحظون بالرعاية الصحية المناسبة مستقبلا؟ هل سيتم إصلاح هذا القطاع الحيوي أم أن شركات الأدوية والمستشفيات الخاصة ستواصل استغلال الأميركيين البسطاء أمثالي؟"

"أوباما كير" أمام تحدي الرفض الجمهوري:

"الحق في العلاج مرتبط بالحق في الحياة"، جملة رددها كثيرا الرئيس باراك أوباما خلال حملته الانتخابية في عام 2008 ولهذا جعل قطاع الصحة على رأس قائمة أولوياته كرئيس بعدما تسلم السلطة أوائل سنة 2009.
وقد أثمرت جهود الرئيس الأميركي خطة ضخمة لإصلاح قطاع الصحة في أميركا أطلق عليها خصومه إسم "أوباما كير" وتم إقرارها في 23 مارس/آذار سنة 2010، فما هي هذه الخطة وما هي أهم جوانبها؟

خطة "أوباما كير" أو ما يسمى رسميا بقانون حماية المريض وتوفير الرعاية الصحية بأسعار معقولة Patient Protection and Affordable Care Act)) هو أضخم تغيير شهده قطاع الرعاية الصحية منذ 1965 عندما استـُحدث نظاما "ميدكير" الخاص بالرعاية الصحية للمسنين ممن تفوق أعمارهم 65 سنة و"ميديكيد" الخاص بالفقراء.

وتقوم خطة "أوباما كير" على الرفع من عدد المستفيدين من التغطية الصحية في أميركا مع تقليص النفقات الخاصة بهذا القطاع عبر عدد من المحفزات الضريبية والمالية والقانونية المخصصة للأشخاص العاديين ولأرباب العمل من أجل تشجيعهم على توفير التغطية الصحية لموظفيهم.

وتهدف الخطة إلى زيادة عدد المستفيدين من التغطية الصحية بشكل عام بواقع 30 مليون شخص وتحسين جودة الرعاية الطبية في البلاد، كما تفرض على شركات التأمين الصحي القبول بجميع الطلبات بغض النظر عما إذا كان الشخص المتقدم بالطلب مصابا بمرض قبل الاشتراك.
وتوقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن تؤدي خطة "أوباما كير" إلى تقليص الدين العام الأميركي ونفقات نظام "ميديكر" خلال العقد القادم.

لكن الجمهوريين رفضوا بشدة ما جاء في "أوباما كير" وحاولوا عرقلة تمريرها في مجلسي الكونغرس، وعندما فشلوا في ذلك تعهدوا بإلغائها خلال الحملة الانتخابية الحالية. فقد تعهد المرشح الجمهوري ميت رومني بالعمل على إلغاء "أوباما كير" منذ أول يوم له في البيت الأبيض إذا ما فاز بانتخابات الرئاسة.

أرقام صادمة عن الرعاية الصحية في أميركا:

وفي ظل الواقع السياسي الذي جعل من قضية الرعاية الصحية قضية انتخابية بامتياز وجردها من جوانبها الإنسانية، ترسم الإحصاءات الرسمية صورة قاتمة عن الواقع الصحي في أميركا يرى المراقبون أن المرشحيْن يمرّان عليها مرور الكرام.

فقد أفادت أرقام لمكتب الإحصاء الأميركي أن نسبة الوفيات في صفوف الولادات الحديثة في أميركا تعد من بين الأعلى في الغرب، كما تحتل الولايات المتحدة المرتبة 42 عالميا بالنسبة لمتوسط الأعمار خلف دول نامية مثل تشيلي (المرتبة 35) و كوبا (المرتبة 37).

وانتقدت منظمة الصحة العالمية الولايات المتحدة في دراسة مفصلة نشرتها سنة 2004 قالت فيها إن نظام الرعاية الصحية الأميركي هو الأغلى في العالم وإنه لا يوفر الرعاية للمرضى المحتاجين الأمر الذي يتسبب في موت 18 ألف شخص سنويا، فيما قدرت دراسة أخرى أجرتها جامعة هارفارد عدد الذين يموتون سنويا بأكثر من 44 ألف شخص.

وأفادت منظمة الصحة العالمية أن معظم دول العالم (باستثناء أميركا والمكسيك وتركيا) توفر الرعاية الصحية لغالبية مواطنيها (نسبة 98 في المئة منهم) وأن هذه التغطية تعد "حقا إنسانيا يجب أن يتمتع به كل إنسان على وجه البسيطة وليس امتيازا يحتكره أفراد طبقة دون أخرى".


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى