تغطيات

إيران وإسرائيل.. خطوط حمراء

وسط توتر في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من ان ايران ستكون قادرة على صنع سلاح نووي في غضون ستة الى سبعة اشهر داعيا واشنطن الى وضع "خط احمر" لطهران كي لا تتجاوزه في هذا الشأن وقال نتنياهو ان ايران ستكون في منتصف العام المقبل قد قطعت 90 في المئة من طريقها نحو تخصيب اليورانيوم لتصنيع قنبلة.

وخاطب نتنياهو الادارة الامريكية بالقول "يجب عليكم وضع هذه الخطوط الحمر امام هؤلاء الان وقبل فوات الاوان" مشددا على "ان خطوة من هذا القبيل يمكن ان تقلل فرصا قد يفرض فيها مهاجمة المواقع النووية الايرانية".

وحث الادارة الامريكية على المسارعة في تحديد الخطوط التي يتوجب فيها العمل ضد طهران في حال تجاوز نشاطها النووي لها والتي يتوجب منعها من عبورها والا واجهت عملا عسكريا وهو الامر الذي رفضته ادارة الرئيس اوباما مرات عدة.

وانتقد تكهن البعض بان توقيت دعوته للجمهور الأمريكي بوجود صدع عميق بين الولايات المتحدة واسرائيل بانه يهدف الى الضغط على أوباما في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية.

وقلل المسؤول الاسرائيلي من الاختلافات بين البلدين فيما يتعلق بالقدرات النووية الايرانية مضيفا ان اسرائيل تقدر الدعم الامريكي لها.


ومن جهتها اكدت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان ادارة الرئيس باراك اوباما ستبذل ما في وسعها لمنع طهران من تطوير سلاح نووي رافضة القول بوجود توترات مع اسرائيل.

وان استمرار تمسك نتنياهو بطلبه هذا يمكن ان يسهم في زيادة حالة الصدع في العلاقات مع الادارة الامريكية وهو الامر الذي لم يحدث مثله منذ عقود عدة".

ويسود اعتقاد في اسرائيل ان الخلاف المعلن مع الادارة الامريكية والذي ترافق مع موقف اوباما الرافض لطلبها حول ايران كان سببا لانقسام امريكي اسرائيلي واضح ضاعف الضغط على الرئيس اوباما الذي يخوض سباق الرئاسة الامريكية وتسبب له بحال من الضيق.

وقد تناسب طلب نتنياهو ضمنا مع الخطاب الذي يتبعه منافس اوباما في الانتخابات وهو مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني للرئاسة الامريكية والذي يبدو في خطاباته متشددا بشأن الملف النووي الايراني.

 وتعهد رومني في دعايته الانتخابية بمنع ايران من اضافة او امتلاك أي اسلحة نووية الى ترسانتها العسكرية فيما انتقد هذا المرشح الرئيس اوباما لامتناعه عن العمل بسرعة وبصورة قوية ضد طهران.

 وقد امتنع رومني عن الحديث عن طبيعة الاجراءات التي سيلجأ لها ضد ايران حال فوزه كرئيس للولايات المتحدة الامريكية ولم يبين ما هو السلوك المختلف عن ادارة اوباما الذي يمكن ان يقوم به.

وقال «انه ربما الفشل الاكبر (لاوباما) لانه يمس بالخطر الاكبر الذي قد تواجهه اميركا والعالم: ايران مزودة بسلاح نووي». واضاف: «لك ينجح الرئيس في حمايتنا من خطر تزود ايران بالسلاح النووي، وفي حقيقة الامر، ايران باتت اقرب اليوم الى التزود بالسلاح النووي مما كانت عليه عند تسلمه مهامه قبل اربع سنوات».

كما اشار رومني الى ان «سياسة الرئيس اوباما كانت السعي الى التقارب مع الرئيس (محمود) احمدي نجاد. هذه السياسة لم تنجح والنتيجة ان ايران باتت اقرب الى التزود بالسلاح النووي».

وخلص المرشح الجمهوري الى التأكيد «انني سأعتمد مقاربة مختلفة جدا في هذا الملف، موقفا يقترب اخيرا الرئيس منه. وهذا يبدا بعقوبات تشل فعليا البلاد. كان حريا القيام بذلك منذ زمن طويل».

ويتفق الاسرائيليون على ان الرئيس اوباما ومنافسه في الانتخابات رومني تجنبا الحديث كلاهما عن أي تدخل عسكري ضد ايران يمكن ان يحدث في وقت قريب ضدها.

وبدا مؤخرا ان الرئيس اوباما مصر على موقفه من انه لايزال هناك وقت امام العمل السياسي والدبلوماسي ومنح فرصة لاقناع حكام طهران بوقف مشروعهم النووي الذي يجري الضغط لوقفه مع عقوبات دولية.


الخيار الدبلوماسي
اوباما جدد رفضه لمطلب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بتحديد خطوط حمراء امام ايران فيما يتعلق بمشروعها النووي وجاءت تأكيدات اوباما هذه خلال حديث له اجراه عبر الفيديو واستمع اليه نحو ألف ومائتي حاخام يهودي من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة.

وابلغ اوباما هؤلاء الحاخامات "اذا قررت الولايات المتحدة الامريكية استخدام القوة العسكرية ضد ايران فسوف تعمل ذلك دون تحديد شروط وخطوط حمراء مسبقا".

وقال "ان اللحظة التي سيكون من الواجب فيها التدخل العسكري في ايران قد تصل ولكن ذلك لن يتم قبل استنفاد جميع الخيارات الاخرى" مشيرا الى "ان الفرصة لاتزال سانحة للخطوات الدبلوماسية تجاه طهران".

واعترف الرئيس اوباما في حديثه بوجود خلافات في الرأي مع نتنياهو لكنه اكد انه يعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

ودعا الرئيس الامريكي حكام ايران " لأن يدركوا أنه ليس هناك اي شك حول عزم الولايات المتحدة على منع طهران من حيازة اسلحة نووية".

 

المسار المزدوج
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أوضحت أن "الولايات المتحدة مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي، وانها انتهجت سياسة المسار المزدوج للقيام بذلك".

وسلطت كلينتون الضوء في بيان على "اعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأغلبية ساحقة قرارا يعكس بوضوح قلق المجتمع الدولي بشأن برنامج ايران النووي"، مشددة على أن إيران "يجب أن تتخذ خطوات ملموسة لمعالجة تلك المخاوف"، وأنه ينبغي عليها أن "تتعاون بشكل كامل وفوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن جميع المسائل العالقة".

واضافت: "ان الولايات المتحدة ترحب بتصميم المجتمع الدولي على توضيح ان المسؤولية تقع على عاتق إيران من حيث الالتزام بتعهداتها الدولية والوفاء بالتزاماتها تجاه الوكالة وإثبات أن نواياها سلمية"، وتابعت: "ان المجتمع الدولي مصمم أيضا على إجراء تخفيضات كبيرة في عائدات النفط الإيرانية التي تمول البرنامج النووي، اضافة الى دعم إيران للارهاب والأعمال المزعزعة للاستقرار في المنطقة وحول العالم".

وأشارت كلينتون الى ان "الولايات المتحدة تمارس ضغوطا كبيرة على النظام الإيراني، وانها ستواصل العمل مع شركائها لزيادة الضغط على طهران للوفاء بالتزاماتها الدولية"

 

خطوة واحدة من القبر
من جهته قال يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للقائد العام للقوات المسلحة ان «التهديدات العسكرية الاسرائيلية وضعت المواطن الاسرائيلي على بعد خطوة واحدة من القبر،ووصف صفوي تهديدات اسرائيل المتزايدة بضرب المنشآت النووية الايرانية بأنها «حمقاء».
وأضاف صفوي، القائد السابق للحرس الثوري «اذا أقدم النظام الاسرائيلي يوما على فعل شيء ضدنا فسترد جماعات المقاومة وبخاصة حزب الله... بسهولة أكبر»

 

الطريق الديبلوماسي
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هاتَفَ نتنياهو وطالبه بتفضيل الطريق الديبلوماسي لحل القضية النووية الايرانية وقال هولاند: «على طهران الاستجابة الى قرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية»، موضحاً أن الحكومة الفرنسية ستعمل على تشديد العقوبات على ايران في حال عدم انصياعها للقوانين الدولية. وأوضح «أن الحكومة الفرنسية تعمل جاهداً لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، للتوصل في اقرب وقت ممكن الى حل يضمن اقامة دولتين تعيشان جنبًا الى جنب بسلام وأمان».

واجرى نتنياهو محادثات هاتفية مع نظيره الكندي ستيفن هاربر وشكره مرة جديدة على قطعه علاقاته الديبلوماسية مع ايران الاسبوع الماضي.


من ناحيته اعلن وزير الخارجية الكندي، ان اقفال السفارة الكندية في طهران لا علاقة له بفرضية هجوم عسكري اسرائيلي ضد مواقع لتخصيب اليورانيوم في ايران.

من جانبه اكد سياسيون في الحكومة الاسرائيلية ان «الطلب الأميركي بارجاء هجوم اسرائيلي على ايران ليس معقولاً، لأنه لن تكون هناك امكانية في المستقبل لتنفيذ عمليات عسكرية بالامكان تنفيذها اليوم». وأضاف المسؤولون الاسرائيليون: «يوجد لدى اسرائيل خيار عسكري بالامكان تحقيقه واخراجه الى حيّز التنفيذ بقوة كبيرة من دون مساعدة أميركية».

وتابع المسؤولون أن السبب الأساسي لتعميق الأزمة في العلاقات بين حكومة اسرائيل والادارة الأميركية هو رفض الأخيرة تشديد العقوبات ضد ايران بموجب طلب قدّمته اسرائيل في بداية العام الحالي.

ووفقا للمسؤولين الاسرائيليين فانه «حتى لو تم فرض عقوبات مشدّدة على طهران في هذه المرحلة، فان هذا لن يوقف برنامجها النووي

 

العلاقات الاسرائيلية الامريكية
زعيم المعارضة الاسرائيلية شاؤول موفاز اتهم رئيس الوزراء نتنياهو «بالتدخل» في الانتخابات الاميركية والاضرار بعلاقات اسرائيل مع واشنطن بسبب خلافهما حول البرنامج النووي الايراني.

ورأى ان «التدخل الاسرائيلي في الشؤون الاميركية الداخلية وتحويل الادارة الاميركية من حليف الى عدو سبب لنا اضرارا كثيرة». وقال «اشرح لنا لو سمحت من هو عدونا الكبير؟ الولايات المتحدة ام ايران؟ ممن تخاف اكثر من احمدي نجاد ام من اوباما؟ اي نظام اهم اسقاطه ذلك في واشنطن ام ذلك الذي في طهران؟».

واضاف «اشرح لنا يا رئيس الوزراء، ما «الخطوط الحمر» بالنسبة اليك للتعامل مع الازمة مع الولايات المتحدة؟»، في اشارة الى مطالب نتنياهو المتكررة بوضع خطوط حمر واضحة امام البرنامج النووي الايراني.

وقال موفاز ان «الولايات المتحدة اعظم صديق لنا. كانت من قبلك وستظل من بعدك والصداقة الدافئة لا تعتمد على رئيس واحد او غيره».

واكمل: «لا تضحي بعلاقاتنا مع الولايات المتحدة على مذبح البرنامج النووي الايراني».

نتنياهو من جهته شن هجوما غير مسبوق واعتبر أنه لا يوجد حق أخلاقي بمنع اسرائيل من مهاجمة ايران وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلغاري بوييكو بوريسوف ان «العالم يقول لاسرائيل أن تنتظر لأنه ما زال هناك وقت وأنا أسأل: انتظار ماذا؟ حتى متى؟ لا يوجد لتلك الجهات في المجتمع الدولي التي ترفض وضع خط أحمر أمام ايران حق أخلاقي بوضع خط أحمر أمام اسرائيل».

واعتبر نتنياهو أنه «بالامكان القول بوضوح ان الديبلوماسية والعقوبات لم تنجح... وكل يوم يمر تقترب ايران نحو القنبلة النووية وهذه حقيقة». وتابع: «ماذا ستفعل ايران اذا علمت أنه لا يوجد خط أحمر أو خط نهائي؟ ستفعل ما تفعله اليوم بالضبط وهو أن تواصل العمل من أجل الحصول على سلاح نووي ممن دون عائق».

من ناحيته، حذر نائب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي اللواء يائير نافيه، من أن فرص اندلاع الحرب في المنطقة آخذة في الازدياد في ظل التطورات التي تعيشها اسرائيل على كافة الجبهات، مشيراً الى أن الجماعات المسلحة على الحدود مع اسرائيل تزداد وتتعاظم سواء كان في مصر أو في سورية.

واعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي «متّحدان» تجاه ايران في الملف النووي، وذلك وسط يوم حافل بمؤشرات الخلاف من بينها الاعلان عن عدم لقاء الرجلين في الامم المتحدة في نهاية الشهر الجاري. واوضحت الرئاسة الاميركية ان «الرئيس اوباما تحدث مع رئيس الوزراء نتنياهو لمدة ساعة هذا المساء في اطار مشاوراتهما الدائمة. بحث الزعيمان التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الايراني وتعاوننا الوثيق حول الملفين الايراني والامني»

وفي واشنطن، رفضت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند المحاولات الاسرائيلية لاقناعها بفرض «خطوط حمر» يتعين على ايران عدم تخطيها اذا ارادت تجنب تحرك دولي بسبب برنامجها النووي.

وصرحت نولاند انه رغم ان الرئيس باراك اوباما «قال بوضوح انه لن يسمح لايران بامتلاك اسلحة نووية» فان «لا فائدة» من فكرة فرض مهل نهائية او وضع خطوط حمر.

وفي سياق متصل، ان مبعوثا خاصا للحكومة البريطانية قدم أخيرا في شكل سري الى القدس لتحذير رئيس الوزراء الاسرائيلي من شن هجوم احادي الجانب على المنشآت النووية الايرانية.

ونقلت عن مصدر اسرائيلي طلب عدم كشف اسمه، قام هذا المبعوث الخاص الذي وصل قبل اسبوعين «بتسليم رسالة صارمة من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضد ضربة اسرائيلية من دون تنسيق على ايران في الوقت الحالي».

واضافت، ان القلق البريطاني من شن هجمة عسكرية على ايران «تعزز بعد فشل نتنياهو خلال مكالمة هاتفية في يوليو في تقديم اجابات واضحة ودقيقة على اسئلة كاميرون حول النوايا الاسرائيلية على الجبهة الايرانية».

هستيريا في اسرائيل
من ناحيته، حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية سابق عاموس يدلين، من «حال هستيريا» في اسرائيل بسبب البرنامج النووي الايراني، واتهم جهات في اسرائيل بتصعيد المخاوف من ايران انطلاقا من دوافع سياسية داخلية. ونقلت، عن يدلين قوله خلال مداخلة في مؤتمر حول الارهاب عقد في مدينة هرتسيليا وسط اسرائيل ، ان «ثمة من يهتم بتصعيد الذعر لدى الجمهور رغبة بالظهور الاعلامي واعتبارات سياسية محلية». وأضاف أن «دولة اسرائيل قادرة على مواجهة أي تحد يظهر أمامها، وسيكون هناك ثمن يتعين علينا دفعه لكن حالة الارتجاف التي تمر على الجمهور غير مبررة».

 


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى