تغطيات

المنتدى الحضري العالمي... تواجد خليجي مؤثر

بمناسبة اختتام أعمال المنتدى الحضري العالمي السادس في مدينة نابولي الايطالية أكدت الرئيسة الفخرية للجنة الاستشارية العليا للمستوطنات البشرية ورئيسة مركز العمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد ضرورة توحيد العمل الخليجي ضمن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات) لابراز دور الدوله القوي في التنمية الحضرية المستدامة.
وقالت الشيخة أمثال ان هذه هي المرة الأولى التي ينعقد المنتدى بمشاركة خليجية بعد انشاء اللجنة الاستشارية الخليجية العليا المختصة بصياغة وترجمة الرؤى المشتركة والتنسيق بشأن قضايا التنمية الحضرية المستدامة.
وعزت التواجد الخليجي البارز في صدارة أعمال وفعاليات المنتدى الى الاسهام الكبير الذي تقوم به دول مجلس التعاون في دعم التنمية الحضرية وفي مساندة منظمات المجتمع الدولي في هذا المجال بالاضافة الى دور حكوماتها ومؤسساتها التطوعية والأهلية السباقة في الاستجابة لحالات الطوارئ وفي جهود مواجهة الكوارث التي تجتاح بعض مناطق العالم بين الحين والآخر.

ونوهت رئيسة اللجنة الاستشارية الخليجية العليا الى هذا الدور القوي والثقل الخليجي المهم في اطار برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والحاجة الى مزيد من التنسيق لابرازه وزيادة أثره بما يعكس روح وارادة التكامل الخليجية معتبرة انشاء اللجنة الاستشارية لدول الخليج العربي في اطار البرنامج بعد قمة الأرض »ريو + 20» للتنمية المستدامة خطوة في ذات الاتجاه.

مدن جديدة
دعت رئيسة اللجنة الاستشارية الخليجية الى ايلاء انتباه أكبر للشروع في بناء مدن جديدة تراعى فيها أسس الاستدامة الحضرية لامتصاص التضخم العمراني والتخفيف عن المدن القديمة الذي تجاوزت قدرتها الاستيعابية.
وفي هذا الصدد شددت على أهمية دور »هابيتات« كوكالة دولية متخصصة في توفير وتقديم الدراسات التحضيرية اللازمة للتخطيط الحضري السليم والملائم لظروف كل بلد ومنطقة تبنى فيها مدن جديدة بحيث تجهز لاستيعاب نموها السكاني المتوقع في المستقبل دون نشوء المشكلات المعقدة مثل العشوائيات التي تعاني منها معظم المدن الكبيرة.

                      


كما شددت على الحاجة لمزيد من التركيز على البعد البيئي والتوعية السكانية بالسلوكيات الحضرية السليمة ذات الأثر الحاسم في التعامل مع المسائل المتعلقة باستهلاك الطاقة ومعالجة النفايات خاصة الخطير منها لبناء مجتمعات حضرية تتسم بالاستدامة وتيسر حياة سكانها بالتخلص من السلوكيات السلبية المتسببة في تفجير المشكلات التي تعاني منها المدن حاليا.
واعتبرت أن اقرار المنتدى الحضري العالمي بضرورة التخطيط المبرمج للمدن والادارة العلمية للتمدد العمراني باعتباره البديل الوحيد عن تفشي العشوائيات وهو المنهج الذي اعتمدته الكويت الحديثة منذ منتصف خمسينات القرن الماضي انما يبرز الحاجة الى تبادل الخبرات وأهمية الاستفادة من التجارب المختلفة والدروس المستفادة والحلول المبتكرة

لقاءات جانبية
واجرت رئيسة اللجنة الاستشارية الخليجية العليا ورئيس مركز العمل التطوعي مجموعة لقاءات جانبية خلال (المنتدي الحضري العالمي) السادس واجتمعت الشيخة أمثال الأحمد التي تترأس وفد دولة الكويت الى المنتدى بنائبة المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات) الدكتورة عايشة كاسيرا بحضور عدد من كبار المسؤولين في البرنامج حيث ناقشتا فرص التعاون المستقبلي.
واستعرضت نائبة المدير التنفيذي للبرنامج الدولي مع الشيخة أمثال الأحمد آراءها ورؤيتها حول جدول أعمال المنتدى الحضري العالمي والمعرض الدولي اضافة الى بحث سبل تطوير العمل التطوعي خارج نطاق دولة الكويت والمشاركة في مشروعات البرنامج حول العالم.
كما بحثتا دور الكويت المهم في اطار دول مجلس التعاون الأخرى بغرض دفع العمل التنموي لاسيما بين الدول المانحة المختلفة الداعمة للبلدان التي تتعرض لكوارث بأشكالها والتي تلحق الدمار والضرر بالبنية الحضرية في هذه البلدان بالاتفاق مع ما تطالب به رئيسة اللجنة الاستشارية الخليجية العليا على ضرورة قيام تنسيق لا يتوقف على قرار سياسي بل بناء على ظروف الاحتياجات الانسانية.
وثمنت الدكتورة كاسيرا الأفكار التي طرحتها الشيخة أمثال الأحمد وجهودها في اطار اللجنة الاستشارية الخليجية العليا حيث قدمت لها الدعوة لزيارة المقر الرئيسي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في نيروبي لمواصلة بحث أوجه التعاون وتفقد بعض مشروعات البرنامج لطوير المناطق العشوائية وتحسين الظروف المعيشية للشباب والأطفال في تلك المناطق.
وقبلت الشيخة أمثال تلبية الدعوة لزيارة مقر البرنامج الدولي التي سيتم تحديد موعدها كما رحبت بالزيارة المقررة لنائبة المدير التنفيذي ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الى دولة الكويت والمتوقع أن تتم في أبريل المقبل.
كما اجتمعت الشيخة أمثال بعميد كلية العمارة بجامعة نابولي والمنسق العلمي للمنتدى الحضري العالمي السادس أوبيرتو سيولا حيث تناولا سبل تفعيل آليات التعاون والتنسيق بين الدول والجهات المعنية وانشاء شبكة تواصل معلوماتية دولية والتي وردت ضمن توصيات الشيخة أمثال الى المنتدى.
وأبدى سيولا الذي يترأس المؤسسة الدولية للدراسات العليا للعمارة تقديره الكبير لدور دولة الكويت النشط وجهود الشيخة أمثال في الاهتمام بقضايا التنمية الحضرية المستدامة مؤكدا اهتمام ايطاليا سواء على مستوى البلديات أو المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وفي اطار التواصل مع الوفود العربية المشاركة في المنتدى الدولي التقت الشيخة أمثال الأحمد بنائب رئيس جزر القمر وكبار مرافقيه حيث جرى استعراض التنسيق بين الوفود العربية كما التقت برئيس الوفد الفلسطيني وكيل وزارة الحكم المحلي مازن غنيم ومجموعة من ممثلي الوفد المرافق والذين حرصوا على لقائها ومآزرة مهمتها كرئيسة اللجنة الاستشارية الخليجية العليا للمستوطنات البشرية والتنمية المستدامة.

        


وكانت الشيخة أمثال اجتمعت في الأيام الماضية برئيس الوفد السعودي وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب آل سعود ووزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني بمملكة البحرين جمعة بن أحمد الكعبي في اطار التشاور والتنسيق الخليجي.
كما اجتمعت خلال أيام المنتدى الحضري العالمي السادس بالمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية خوان كلوس وكبار معاونيه بحضور المدير الاقليمي للتباحث حول جدول أعمال المنتدى بحضور مدير مكتب الكويت طارق الشيخ كما شاركت في مأدبة عمل مع الوزراء وممثلي الدول المشاركة التي بلغت 114 دولة.           

وتوجهت الشيخة أمثال في كلماتها الرئيسة في اطلاق فعاليات المنتدى ثم في افتتاح جلساته الرسمية ببعض التوصيات لأخذها في الاعتبار في صياغة استراتيجية الأمم المتحدة للمستقبل الحضري العالمي تشتمل على ربط مشروعات التنمية الحضرية بالوضع البيئي والالتزام بدراسة الوضع البيئي في مشروعات الاغاثة ذات الطابع التنموي بالمناطق المنكوبة وانشاء وتفعيل شبكات تواصل معلوماتية عالمية تحت مظلة الأمم المتحدة في شتى المجالات المتعلقة بالاغاثة للاستعانة بها عند الحاجة.


رؤية كويتية

الشيخة أمثال الأحمد أطلقت خلال المنتدى الحضري العالمي السادس تقرير (حالة المدن العربية 2012) الأول حول تحديات التحول الحضري وتصدرت بجانب وزير الشؤون البلدية والقروية بالمملكة العربية السعودية الأمير منصور بن متعب آل سعود مؤتمرا لتقديم التقرير العربي الأول.
وعرض كبار خبراء المنظمة الدولية الذين أشرفوا على اعداد التقرير شرحا بيانيا لما أبرزه التقرير الذي رعته وزارة الخارجية الكويتية أمام جمهور من رؤساء وممثلي وأعضاء الوفود المشاركة في المنتدى العالمي الحضري في مقدمتهم أعضاء الوفود العربية وذلك بالجناح الرئيس لبرنامج (هابيتات) بالمعرض الدولي المرافق لفعاليات المنتدى العالمي السادس بمدينة نابولي.
ووجه المدير الاقليمي للدول العربية في افتتاح حفل اطلاق التقرير الذي صدر خلال المؤتمر الدولي الأول حول الادارة البلدية والتنمية الحضرية المستدامة في المدن العربية في الكويت الشكر لدولة الكويت ممثلة في شخص الشيخة أمثال الأحمد على اتاحتها انجاز هذا التقرير الذي يسمح برؤية شاملة لقضايا التحول الحضري في الدول العربية.
وفي كلمتها الافتتاحية لاطلاق التقرير عالميا قالت الشيخة أمثال انه لمن دواعي الاعتزاز أن تسهم دولة الكويت ووزارة الخارجية ووزيرها في اصدار هذا التقرير الهام الذي يؤكد دور الكويت وحرصها الدائم على دعم التنمية الحضرية على أسس علمية تراعي مفهوم الاستدامة بمختلف عناصره.
كما أعربت رئيسة اللجنة الاستشارية الخليجية العليا للمستوطنات البشرية والتنمية المستدامة عن ثقتها بأن تظل دول الخليج العربية في طليعة من يساندوا بالمساعدة الدول النامية في تحسين الخدمات ومتطلبات التنمية الحضرية في مدنها ومواجهة ما قد تتعرض له من كوارث طبيعة أو من صنع الانسان.
وحول مبادرة الكويت بتمويل انجاز واصدار تقرير (حالة المدن العربية 2012 تحديات التحول الحضري)

وأكدت أن الكويت حريصة من منطلقات سياستها الراسخة على التعاون الايجابي مع كافة المنظمات الدولية كما تولي اهتماما خاصا لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وذلك أيضا من حرصها على قيم التضامن والتعاون العالميين بصدد القضايا والتحديات المشتركة.وقالت ان تبني الكويت لاعداد التقرير عبر وزارة الخارجية صاحبة الفضل في اصداره يترجم هذا الاهتمام مشيرة الى أهمية هذا الانجاز الأول من نوعه الذي لاقى تقديرا واسعا في اطار المنتدى العالمي في عمل توصيف تحليلي لواقع المدن العربية على اختلاف ظروفها ومن ثم تشخيص المشكلات التي تواجهها بعض الدول العربية حتى يمكن لصانعي السياسات التنسيق والتعاون في حلها وتحقيق أفضل صور التنمية الحضرية المستدامة.
وأوضحت الشيخة أمثال الأحمد أن التخطيط العلمي والمنهجي القائم على بيانات مستقاة من الواقع كان الحافز الرئيس لاصدار هذا التقرير بدعم دولة الكويت وانه نفس الاساس الذي بنت عليه توصيات التي طرحتها في افتتاح المنتدى الحضري العالمي وفي اجتماعاته الوزارية الرفيعة وخاصة التوصية بانشاء شبكة عالمية لجمع وتبادل المعلومات والخبرات وتقاسمها بين كافة الدول والجهات.


وفي المجال نفسه لفتت رئيسة مركز العمل التطوعي الكويتي الى حاجة الجهات التي تنهض للمساعدة عند وقوع الكوارث لدراسات تفصيلية وتخطيطية علمية تكفل تحقيق أقصى الفائدة وأفضل النتائج في اعادة تأهيل المناطق الحضرية المنكوبة التي تتعرض لكوارث.
وخلصت الى أن ذلك يستدعي الاستعانة بالمنظمات الطوعية المعنية وتشجيعها على اعداد مثل هذه الدراسات من واقع الخبرات المتراكمة لديها بشتى أشكالها التخصصية واتاحتها للدول والجهات المانحة عبر شبكة تواصل معلوماتية عالمية تحت مظلة الأمم المتحدة.
وأشارت الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح التي تقوم بنشاط مكثف في صدارة أعمال المنتدى العالمي بجانب اجراء عديد من الاتصالات واللقاءت التنسيقية والتشاورية على هامش فعالياته الى أن "التحدي الحقيقي يبدأ في المرحلة التي تلي صدور التقرير واستخلاص النتائج لترجمتها الى برامج عمل وجهد ملموس على الأرض" وأن "العبرة بالعمل الذي ينعكس على حياة الناس".

التحديات والمخاطر
يوصف تقرير (حالة المدن العربية 2012 تحديات التحول الحضري) بأنه أول جهد بحثي مكتمل يطرح تحليلا شاملا لعمليات التحضر في الدول العربية من خلال استعراض حالة الدول العربية التي قسمها الى أربعة أقاليم فرعية هي دول المشرق ودول المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي ودول الجنوب العربية الأقل نموا.
ويشير التقرير الى أن "المناطق الحضرية في العالم العربي تتميز بأفضل مستويات الأمان" لكن رغم من ذلك "فهنالك العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة التي تواجهها هذه المدن" موضحا من جانب آخر أن "اعتماد المبادئ الديمقراطية الغربية لا يزال صعبا في المنطقة" في ضوء المعايير المركزية التي تتسم بها النظم الادارية العربية.
وحذر من أن "ثمة تحديات كبيرة ومماثلة تطرحها مسألتا توفر موارد المياه والغذاء" اللتان قد تشكلان على مستوى المناطق الحضرية في المستقبل أحد أبرز المخاطر التي ستواجه مظاهر الاستقرار الاجتماعي في بعض الدول العربية.
ولفت الى أن "على المنطقة أيضا استيعاب أعداد كبيرة من تدفقات المهاجرين في المناطق الحضرية والتي كانت تنشأ في الماضي نتيجة الهجرة الريفية الحضرية" والى أنها "باتت تنحصر في الوقت الحاضر ضمن نطاق الدول العربية الأقل نموا" لاسيما بعدما أصبحت ظاهرة الهجرة "مسألة دولية ذات تأثيرات مباشرة على عمليات التنمية الحضرية في شتى أنحاء العالم العربي".
ويحدد التقرير "التحدي الأبرز أمام حكومات الدول العربية في اعادة صياغة السياسات الاجتماعية والحضرية من أجل تحقيق مظاهر النمو الاقتصادي المستدام وتوفير الظروف المعيشية اللائقة للكثافة السكانية المتزايدة في المناطق الحضرية وبخاصة من الشباب والفقراء".
وأكد أن "مواجهة مظاهر التحضر والحداثة لا تعد ممكنة الا من جانب المنطقة بحد ذاتها" بينما "ستساهم النتائج المتمخضة عن السياسات الرامية لتحسين أشكال التكامل بين الدول العربية وضمن الاقتصاد العالمي أيضا في تحديد مستقبلها.

جهود كويتية
ودعت رئيسة اللجنة الاستشارية الخليجية العليا للمستوطنات البشرية الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح المجتمع الدولي والمؤسسات والهيئات الوطنية والاهلية المعنية الى التزام العمل الجماعي المنسق والمنهج العلمي من أجل فعالية جهود التنمية الحضرية وتحدياتها الهائلة.
وأكدت الشيخة أمثال بكلمتها على الدور المتنامي البارز والضروري للمرأة والشباب في النهوض بالمجتمع الحضري والتغلب على مشكلاته المتشعبة المتراكمة والمستجدة في هذا المجال الحيوي لمستقبل الانسانية.
ونقلت تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وتمنياته لنجاح المنتدى العالمي في بلوغ الأهداف وتحقيق الآمال المعقودة عليه لصالح كافة سكان العالم.
وأعربت رئيسة اللجنة الاستشارية الخليجية عن الشكر للجمهورية الايطالية على استضافة المنتدى العالمي المهم مشيدة بأمانه الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون لمتابعته الحثيثة لانجاح المؤتمر.
وعبرت عن اعتزازها بالثقة التي أوليت لها باختيارها لرئاسة اللجنة الاستشارية الخليجية للمستوطنات البشرية وما يضاف من مهام بجانب اهتماماتها وجهودها المستمرة في الحفاظ على البيئة.
وقالت ان تفعيل المشاركة التي لا غنى عنها من جانب المرأة والشباب في حماية البيئة لما تمثله بقضاياها وتشعباتها كان حجر زاوية لانطلاق واستكمال كافة مشاريع التنمية المستدامة على المستويين الوطني والعالمي الى جانب المساعي لنشر مفهوم العمل التطوعي بين أفراد المجتمع لخدمة البشرية.
وفي هذا الصدد أعربت عن الشكر والعرفان لقادة دول مجلس التعاون الخليجي على ما تقدمه الصناديق التنموية لدولهم لمساعدة للدول النامية والفقيرة في بناء مدنها والارتقاء بخدماتها وعبر مشاركتها الكبيرة في صندوق الانماء العربي وفي منظمات الأمم المتحدة المختلفة.
وخصت سمو أمير الكويت بجزيل الشكر والامتنان على اطلاق مبادرته التاريخية في القمة الاقتصادية العربية الاولي خلال احتدام الأزمة الاقتصادية العالمية في يناير 2009 لتوفير موارد مالية بملياري مليار دولار تبرعت دولة الكويت بربعها وساهمت فيه دول مجلس التعاون لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وخاصة لصالح النساء والشباب.


وكذلك على مبادرة سموه بانشاء صندوق للحياة الكريمة الذي ساهمت فيه دولة الكويت بمبلغ 100 مليون دولار لمساعدة الدول النامية على زيادة انتاجها الزراعي.
ونوهت الشيخة أمثال بالاهتمام الكبير الذي توليه دول مجلس التعاون لتحقيق مقومات مستقبل العالم الحضري التي حددها المنتدى العالمي السادس في التخطيط الحضري ورفع مستوى المعيشة لسكان المدن والعدالة في توزيع الثروة والطاقة وحماية البيئة حيث سعت كل دولة لتنمية مواردها واقتصادياتها بما يتفق مع ظروفها وآليات التنمية المستدامة دون الاخلال بالأهداف الاساسية للتنمية.
وأكدت أن دول مجلس التعاون الخليجي تحرص على مد يد العون والمساعدة لكافة الدول الشقيقة والصديقة كما ساهمت في الكثير من المشروعات التنموية الهامة في مختلف بقاع الأرض ايمانا من قادتها بأهمية دعم جهود الدول والمجتمع الدولى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساهمة في محاربة الفقر في العالم.
وشددت على الدور الرئيس للمجتمع المدني في كل من دول مجلس التعاون المشارك في تحسين المستوى المعيشي لشعوب الدول النامية ومد يد العون للمتضررين جراء الكوارث سواء طبيعية أو تلك التي يصنعها الانسان.
وأشارت الى جهود جمعيات الهلال الأحمر الخليجية ودعم حكوماتها في مواجهة الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها بعض بلدان شرق آسيا وشرق أوروبا وأفريقيا وأمريكا وأمريكا الجنوبية وتقديم المساعدات الانسانية للسكان المنكوبين كما أشارت الى اعادة بناء القري المتضررة نتيجة الكوارث الطبيعية وبناء المستشفيات والمدارس للمناطق المنكوبة واعادة بناء البنية التحتية للمدن المنكوبة وبناء محطات تنقية المياه وانشاء مضخات مياه صالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي الى جانب المساعدات العينية والمالية.
وأشارت الى العديد من القضايا الجديرة بالنقاش والمداولة والتي تصدى لها المنتدى وتمثل بشكل عام التحديات الرئيسية التي تواجه التنمية الحضرية للمدن والتجمعات البشرية في عالمنا مثل تخطيط المدن والسياسات والنظم لرفع وتحسين المستوى المعيشي لسكان المدن والعدالة في توزيع الثروة وفرص التنمية والجوانب المتعلقة بالمدن المنتجة والقضايا المتعلقة بالطاقة وحماية البيئة.

من جهته اشاد عمدة مدينة نابولي بالحضور البارز ورفيع المستوى لدولة الكويت في شخص الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح بين أكبر الشخصيات التي شاركت في المنتدي الحضري العالمي مؤكدا أهمية تبادل الخبرات مع المدن الخليجية والعربية لبناء نمو حضري مستدام.
وقال العمدة لويجي دي ماجيستريس في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة المنتدى العالمي المنعقد في ضيافة مدينته ان الحضور الخليجي والعربي في نابولي ذي دلالة هامة لأن "نابولي وقبل كل شيء مدينة تطل بعقلها وقلبها صوب الجنوب كمرفأ رئيسي في قلب المتوسط".
وأضاف دي ماجيستريس "اننا ننظر باهتمام كبير وبالغ لتجربة النمو الحضري للمدن العربية من الخليج والى شمال أفريقيا" مؤكدا ان المنتدى العالمي السادس لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات) خصص لتتواصل مجتمعاتنا المدنية فيما بينها ومن ثم عمد المدن وممثليها".

 

 

البحرين..نموذج خليجي

رئيسة اللجنة الاستشارية الخليجية العليا الشيخة أمثال الأحمد حضرت ايضا ابرام اتفاقية لتكثيف التعاون بين برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومملكة البحرين مشيدة بجناحها في المعرض العام كنموذج خليجي مشرف في المنتدى.
ووقع الاتفاقية المدير التنفيذي لبرنامج هابيتات خوان كلوس وعن الجانب البحريني وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني جمعة بن أحمد الكعبي ضمن حفل افتتاح جناح المملكة في المعرض .

وقالت الشيخة أمثال ان "جناح البحرين يمثل كل دول مجلس التعاون الشقيقة حيث نجح في ابراز الانجازات التنموية الكبيرة في مملكة البحرين وخاصة تلك المتعلقة بتفعيل دور المرأة والشباب الهامين في نهضة وتقدم مجتمعاتنا".
واعربت عن تطلعها كرئيسة للجنة الاستشارية الخليجية العليا الى مزيد من التنسيق بين دول مجلس التعاون سعيا "لابراز صورتها الحقيقية المشرقة وعرض انجازاتها الواسعة وتجربتها الحضارية والتنموية الكبيرة وخاصة التنمية الحضرية المستدامة لمن يجهل أبعادها العميقة".
واشادت بالاهتمام الخاص الذي توليه حكومات دول مجلس التعاون للتنمية الحضرية لصالح شعوبها وسكانها والى "الجهود الدؤوبة" للارتقاء المستمر بالخدمات الى أفضل المستويات العالمية المتاحة وتيسيرها سواء في المدن أو في سائر المناطق.

            


وأشارت الشيخة أمثال الأحمد الى أن كافة البيانات الرسمية تشهد على تقدم التنمية الحضرية في دول مجلس التعاون حيث تقلصت بحدة المباني العشوائية مقابل التخطيط الممنهج مشددة في الوقت ذاته على الحاجة الى ربط خطط التنمية الحضرية بالجوانب البيئية والمناخية وكذلك الثقافية والتربوية.
وقامت رئيسة وفد دولة الكويت اليوم بجولة في أجنحة المعرض العام الكبير الملحق بمقرات المنتدى الحضري في مجمع (معرض ما وراء البحار) الذي يضم عشرات الأجنحة لأهم المدن في العالم والابتكارات والحلول المستحدثة في مجالات التنمية الحضرية لتقاسم وتشاطر الخبرات والممارسات الحسنة بين سائر أنحاء العالم لتحسين الحياة فيها.
توصيات وإقتراحات
وتقدمت الشيخة أمثال الأحمد ببعض التوصيات الى المنتدى حيث تمنت ان تجد تلك التوصيات الاستجابة المناسبة حتى يعمل المجتمع الدول كدول وكمنظمات على تفعيلها تحت مظلة الامم المتحدة.
ودعت الى ربط مشروعات التنمية والمتعلقة منها بالتنمية الحضرية في المدن بالوضع البيئي فيها بما يكفل تحقيق الأعمدة الرئيسية الثلاث لمنظومة التنمية المستدامة التي أكدت الأمم المتحدة عليها في المؤتمر الرئاسي العام (مؤتمر ريو +20) الأخير.
وأضافت أن ثاني هذه التوصيات يتخلص في أهمية ربط مشاريع الاغاثة ذات الطابع التنموي في المناطق المنكوبة كالتي تتعرض لكوارث التسونامي والزلازل بدراسة الوضع البيئي العام عند اعادة تأهيل المناطق المنكوبة لتجنيب تلك البلدان المخاطر والخسائر المأساوية تلك الأزمات عند تكرارها أو التقليل من آثارها المدمرة.
واقتراحت ايضا النظر في انشاء وتفعيل شبكات المعلومات لتتضمن قوائم للمختصين المتطوعين في شتى الجوانب العلمية والمعرفية والمهنية ذات العلاقة بالاغاثة للمناطق المنكوبة للتمكن من الاستعانة بالخبرات العالمية المتوفرة والمتطوعة بالسرعة الكافية حال وقوع أي كارثة.
واعتبرت الشيخة أمثال أن مثل هذه الخطوات يمكن أن تساهم في تجنيب المدن والتجمعات البشرية في المناطق التي قد تتعرض لكوارث طبيعية أو انسانية الكثير من الويلات والتقليل من آثارها كما يخفف الضغط المادي العاجل علي المنظمات الدولية.
 


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى