تغطيات

الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. سهام الانتقادات

اشتدت حدة معركة الانتخابات الرئاسية الاميركية مع مواصلة المرشحين الى البيت الابيض الرئيس باراك اوباما ومنافسه ميت رومني جولاتهما في ولايات رئيسية.

قال رومني خلال زيارة انتخابية لولاية اوهايو (شمال) بعدما استأنف حملته اثر اختياره رسميا مرشحا للحزب الجمهوري خلال مؤتمر تامبا في فلوريدا ان "احد وعود (باراك اوباما العام 2008) كان تأمين مزيد من الوظائف, واليوم فان 23 مليون شخص يعانون البطالة او توقفوا عن السعي الى وظيفة".

واضاف خلال لقاء انتخابي في سينسيناتي "اذا كانت حصيلة مدرب 23 مليون هزيمة من دون نصر واحد فهذا يعني ان الوقت حان لاستبداله". وتابع رومني ان "بول راين (المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس) وانا نملك خطة لاعادة اميركا الى العمل ستتيح تأمين 12 مليون وظيفة في البلاد بينها نحو 46 الفا هنا, في اوهايو".


وتعتبر اوهايو احدى الولايات الرئيسية في انتخابات السادس من نوفمبر الرئاسية. وسبق ان زارها رومني مرارا وهو يعول على الجانب المتصل بالطاقة في برنامجه لاجتذاب ناخبي هذه الولاية التي تنتج الفحم. وفي هذا السياق, اتهم في منتصف اغسطس الرئيس الديموقراطي بشن "حرب على الفحم".

سهام انتقاد
اوباما من جهته بدأ في ضاحية ديموين عاصمة ولاية آيوا جولة تقوده الى شارلوت في
كارولاينا الشمالية حيث يعقد المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي, وقد استهلها بخطاب وجه فيه اسهم الانتقاد الى مؤتمر الحزب الجمهوري, الذي انتهى في تامبا بفلوريدا.


وقال اوباما في الولاية التي استهل فيها قبل اربعة اعوام حملة انتخابية فاز في نهايتها بمفاتيح البيت الابيض, انه "على الرغم من كل التحديات التي تنتظرنا في هذا القرن فان ما قدموه لنا خلال هذه الايام الثلاثة غالبا ما كان برنامجا يتناسب والقرن الماضي".
وتابع "كان بامكانكم ان تروا كل هذا على تلفزيون بالابيض والاسود", مضيفا "دعوني الخصه لكم: كل شيء سيء, الحق على اوباما, والحاكم رومني هو الوحيد الذي يعرف السر لخلق وظائف والنهوض بالاقتصاد".

واتى هجوم اوباما على منافسه الجمهوري بعد ساعات من خطاب القاه الاخير وقارن فيه الرئيس الديموقراطي بمدرب فريق رياضي "حان الوقت لاستبداله".



معسكر فورت بليس
ورفض الرئيس الاميركي باراك اوباما في حديث لعسكريين طرح نفسه في موقع المدافع عنهم, ان يكون نفوذ الولايات المتحدة يتراجع في العالم, في تلميح الى انتقادات خصومه الجمهوريين.
وفي خطاب القاه في معسكر فورت بليس (تكساس, جنوب) بمناسبة الذكرى الثانية لاعلان انتهاء العمليات القتالية الاميركية في العراق, تحدث اوباما عن سحب الجنود من افغانستان حيث يفترض استكمال نقل المسؤوليات الامنية الى القوات المحلية بحلول نهاية 2014.


وقال الرئيس امام حوالى خمسة الاف من الجنود وافراد عائلاتهم "لا تخطئوا في الامر. انهاء هذه الحروب بشكل مسؤول يضعنا بمأمن اكثر ويجعل جيشنا اقوى. وانهاء هذه الحروب يسمح لنا بالانصراف الى شيء اخر, ترميم الزعامة الاميركية".

وتابع اوباما "ان سمعتم ايا كان يحاول القول ان الولايات المتحدة في تراجع او ان نفوذنا تقلص, لا تصدقوه, لان الحقيقة هي التالية: تحالفاتنا لم تكن يوما امتن مما هي اليوم.

ونفى اوباما في خطابه الذي اتسم بنبرة شديدة الوطنية لامست احيانا النزعة العسكرية ان يكون تبنى موقفا "ملائكيا", مؤكدا انه "في عالم من المخاطر البالغة, لن اتردد ابدا في استخدام القوة دفاعا عن الولايات المتحدة او عن مصالحنا".
ووقع اوباما مباشرة في المكان مرسوما يهدف خصوصا الى تدارك عمليات الانتحار في صفوف القوات المسلحة, وهي ظاهرة اتخذت بعدا مقلقا في السنوات الاخيرة وقد اقر .

رجل الموقف
المؤتمر الجمهوري الذي نصبه مرشحا للبيت الابيض ميت رومني استأنف حملته
الانتخابية معدلا في اللحظة الاخيرة برنامجه لتفقد نيو اورلينز بعد مرور الاعصار اسحق وقد اعلن الرئيس باراك اوباما في اعقاب ذلك انه سيتفقد المدينة التي اجتاحتها فيضانات كبيرة, فيما اكد احد مستشاريه ان هذه الزيارة كانت مقررة قبل اعلان رومني عن زيارته المفاجئة. وبعدما انتقد بشدة حصيلة الرئيس المنتهية ولايته خلال تنصيبه مرشحا للانتخابات الرئاسية في السادس من نوفمبر, اختار رومني الغاء لقاء
مقررا في فرجينيا سعيا منه لتلميع صورته كرجل الموقف.

وكان الرئيس السابق جورج بوش واجه حملات لاذعة عام 2005 بعدما تاخر في التجاوب مع الموقف حين اجتاح الاعصار كاترينا نيو اورلينز في 29 اغسطس موقعا 1800 قتيل في المنطقة.

وقال زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد منتقدا خطوة رومني انه ليس رئيسا ولو كان رئيسا لما كانت خططه لميزانية البلاد سمحت بمواجهة الاضرار التي خلفها الاعصار اسحق واغاثة الضحايا.


وذكر ريد ببرنامج بول راين مرشح رومني لمنصب نائب الرئيس في ما يتعلق بالميزانية والذي ينص على تخفيض حاد في المساعدات المخصصة للكوارث الطبيعية فوصف زيارة المرشح الجمهوري الرامية مبدئيا الى "التعبير عن التعاطف" بانها "ذروة الخبث".

وذهبت السناتورة الديموقراطية عن لويزيانا ماري لاندريو في الاتجاه ذاته فابدت
املها بان تحمل زيارة رومني المرشح الى "التفكير في نهج حزبه في ما يتعلق بسبل تمويل الرد على الكوارث".
والتقى ميت رومني خلال زيارته حاكم لويزيانا الجمهوري بوبي جيندال وجال في آلية مجهزة للعبور وسط المياه.
وكان ميت رومني قطع وعدا امام ناشطي حزبه خلال المؤتمر الوطني الجمهوري في تامبا (فلوريدا, جنوب شرق) ب"احياء وعد اميركا" وسعى للتقرب من الناخبين متطرقا الى حياته الخاصة في وقت يعتبر باردا وبعيدا عن انشغالات الناس العاديين, وهو يعتزم المضي في هذا النهج الجديد مع هذه الزيارة لسكان نيو اورلينز.

الاقتصاد الاميركي
رومني قام برحلة في طائرة جديدة مخصصة لحملته تم الكشف عنها في لايكلاند في
يومه الاول كمرشح رسمي عن الحزب الجمهوري. وتثبيته في هذا الوضع يسمح له باستخدام كل الاموال التي جمعتها الحملة الانتخابية, وهي طائلة اذ تصل غنيمة الجمهوريين الى حوالى 186 مليون دولار مقابل124 مليونا من الجانب الديموقراطي.



وقد تعهد ميت رومني بانهاض الاقتصاد الاميركي وخلق ملايين الوظائف ودعا الى "احياء الوعد" باميركا "خاب املها" باربع سنوات من رئاسة اوباما و اعتبر رومني ان "ما تحتاجه بلادنا اليوم ليس معقدا ولا عميقا, ما تحتاجه اميركا هو الوظائف. الكثير من الوظائف".

 

وكشف امام مندوبي الحزب الجمهوري الذين اختتموا مؤتمرهم العام في تامبا بولاية فلوريدا, عن خطة من خمس نقاط لخلق 12 مليون وظيفة ادراكا منه بان الاقتصاد يشكل ابرز اهتمامات الاميركيين وقد بلغت نسبة البطالة في الولايات المتحدة 8.3%.

وفي اهم خطاب في حياته نقل مباشرة امام ملايين المشاهدين الاميركيين, حاول رجل الاعمال الثري البالغ من العمر 65 عاما الانفتاح على الاميركيين وتحدث عن ماضيه واصله وعائلته وكنيسته المارمونية وقال ان الوقت حان لوضع خيبات السنوات الاربع الماضية وراءنا, وضع الانقسامات والانتقادات جانبا".

مسيرة رومني
بعد مسيرة طويلة من خمس سنوات تخللتها صعوبات نحو تسميته مرشحا للحزب الجمهوري في تامبا سيكون على ميت رومني الان محاولة اقناع الاميركيين باختياره وتفضيله على اوباما وقبل ذلك قال رومني للمندوبين الجمهوريين في اليوم الاخير من المؤتمر العام الجمهوري "سيدي الرئيس (رئيس الحزب), والمندوبون, اقبل بتسميتكم لي لمنصب رئاسة الولايات المتحدة". واضاف "افعل ذلك بتواضع, ولدي تاثر كبير بالثقة التي منحتموني اياها. انه لشرف كبير ومسؤولية اكبر, والليلة اطلب منكم السير معي نحو مستقبل افضل", وسط تصفيق حار من الحضور.


وفي خطاب حاول فيه اضفاء نفحة انسانية على صورته متحدثا عن عائلته وايمانه بمذهب, قال رومني "كنت ارغب في ان ينجح الرئيس, لانني اريد ان تنجح اميركا".واضاف "لكن وعوده تركت مكانها للخيبة والانقسام. هذا ليس امرا علينا القبول به".
وعلى مدى الايام الثلاثة خلال انعقاد المؤتمر الذي اعد له بشكل دقيق, تم بذل كل الجهود وخصوصا خلال اليوم الاخير لاظهار الجانب الانساني من المرشح.
فقد شدد الخطباء خصوصا على صفاته الانسانية وتحدثوا عن رجل "متعاطف" مستعد على الدوام لمساعدة الاخرين بحسب ما قال احدهم.
كما تحدث اصدقاء له من كنيسة المورمون عن رومني, الذي تطرق الى ديانته امام مندوبي الحزب وهو موضوع لم يتناوله كثيرا حتى الان.
كما ان اختياره عضو الكونغرس بول رايان (42 عاما) كمرشح لمنصب نائب الرئيس اعطى زخما كبيرا للحملة ونفحة من الشباب.

قد يكون ميت رومني جذاب المظهر وقد يكون الاميركيون يفضلونه على باراك اوباما في مسائل الاقتصاد, لكن بالرغم من صفاته الكثيرة فانه يبقى متخلفا عن الرئيس الديموقراطي الاقرب الى قلوب مواطنيه.

وقد تحقق حلم ميت رومني اخيرا بان يصبح مرشح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية. ورجل الاعمال السابق المليونير الذي كان حاكما لولاية ماساتشوستس (شمال شرق) بين 2003 و2007 حقق على مدى سنوات سلسلة من النجاحات في القطاع الخاص.
وبعدما فشل رومني في الفوز بالترشيح الجمهوري لانتخابات 2008, عاود المحاولة هذه المرة وحالفه الحظ, وقبل تسميته مرشح الحزب رسميا خلال مؤتمر الجمهوريين في تامبا بولاية فلوريدا لخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 6 تشرين
الثاني/نوفمبر.
واعتبر رومني لفترة طويلة معتدلا براغماتيا, غير انه شدد خطابه بشكل كبير خلال حملة الانتخابات التمهيدية الجمهورية مركزا انتقاداته بلا هوادة على حصيلة ولاية باراك اوباما.
وتأكد هذا التوجه اليميني مع اختياره المحافظ المتشدد بول رايان النائب عن ويسكونسين (شمال) ليكون في فريقه مرشحا لمنصب نائب الرئيس.
ومنذ اشهر يجوب رومني, الحائز شهادة في القانون والاعمال من جامعة هارفرد, انحاء الولايات المتحدة في بنطال جينز وقميص يثني كميه بعناية, وقد صافح الاف الايدي وعلى وجهه ابتسامة تنقصها العفوية فيما يظهر عليه على الدوام وكانه على عجلة من امره.


واذا كان المرشح المتزوج منذ 43 عاما والاب لخمسة اولاد منضبطا ولبقا, الا انه في الوقت نفسه بارد ويخاطب الناخبين وكانه يلقنهم درسا, ما لا يساهم في تقريبه الى قلوبهم وفوزه باصواتهم في انتخابات رئاسية كان يمكنه كسبها بسهولة بسبب ضعف الاقتصاد الاميركي الذي يهيمن على الحملة.

وقال لاري ساباتو استاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا ان رومني "حياته برمتها تتركز على الاقتصاد وهو يكتسب مصداقية حين يبدي استعداده لمواجهة التحديات الاقتصادية المطروحة على اميركا" لكن "نقطة ضعفه انه لا يتمكن من كسب ود الناس".


وقبل الانطلاق في السياسة كان ميت رومني رجل اعمال لامعا جمع ثروة على رأس شركة للاستثمار تدعى "باين كابيتال" ساهم في تاسيسها عام 1984 وغادرها في نهاية التسعينيات.وقام في سياق نشاطاته في الشركة باستثمارات كثيرة كما اعاد شراء مئات الشركات, ما ضمن له جني ثروة تقدر ما بين 200 و250 مليون دولار.
كما لمع صورته حين انقذ دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي (يوتا, غرب) التي كانت مهددة بالفشل, بعدما تولى ادارتها. وجعل رومني من هذا النجاح احدى حججه الانتخابية الرئيسية وكتب مؤخرا في صحيفة وول ستريت جورنال ان "الدروس المستخصلة من هذه الفترة ستساعدني كرئيس على النهوض بالاقتصاد واستحداث وظائف ودفع الامور قدما في واشنطن".
ويبقى امام المرشح الجمهوري قرابة اسابيع للتقرب من الاميركيين سعيا لنيل اصواتهم في السباق الى البيت الابيض.
 


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى