تغطيات

قمة عدم الانحياز ..... بين السلام المستدام والتحديات الإقليمية !

 ترأس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وفد الكويت الى القمة السادسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز.

وقال الشيخ صباح الخالد في تصريح للصحافيين لدى وصوله الى مطار مهر آباد الدولي ان "الحركة تعقد قمتها في وقت مهم للغاية حيث طرأت تغيرات وتطورات وتحولات كبيرة على الحركة والدول الاعضاء فيها تستوجب منها تعزيز اتصالاتها وعلاقتها لمواكبة هذه التطورات".

واضاف ان شعار (السلام المستدام على ضوء الادارة العالمية المشتركة) يعطي اهمية لهذه المرحلة ولهذه القمة التي تعقد في طهران معربا عن امله في ان " يتم التعاون بين الدول الاعضاء لتعزيز مبادئ الحركة في المشاركة والتعاون الدولي والوزن التفاوضي لدول الحركة في هذه المرحلة التي تشهد متغيرات وتطورات سياسية واقتصادية ومالية".
وتمنى ان "تخرج قمة دول حركة عدم الانحياز باتفاق بين الدول الاعضاء لما فيه خير ومصلحة وتطلعات شعوبنا" مؤكدا ان "دولة الكويت تولي اهتماما خاصا بحركة عدم الانحياز كونها تضم 120 دولة من جميع القارات وتعالج وتتعامل مع قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وانسانية اضافة الى كل ما يتعلق بحقوق وتطلعات شعوبنا".
واضاف " نحن نعرف أن الاستعدادات الطيبة التي بذلتها الجمهورية الاسلامية الايرانية كفيلة بعقد اجتماعات ناجحة على مدى اربعة ايام مقبلة".
وكان في استقبال الشيخ صباح الخالد لدى وصوله المدير العام لدائرة الخليج في وزارة الخارجية الايرانية عنايتي والسفير الكويتي لدى ايران مجدي الظفيري ورئيس المكتب العسكري العقيد الركن حمد سليمان الكندري والسكرتير الثالث في السفارة سعد الهاجري والملحق الديبلوماسي وليد المطوع.
ورافق الشيخ صباح الخالد في هذه الزيارة مدير ادارة الوطن العربي في وزارة الخارجية جمال عبدالله الغانم ومدير ادارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور احمد الناصر ومدير ادارة المنظمات الدولية جاسم المباركي اضافة الى مسؤولين في وزارة الخارجية.


اجتماعات وزراء خارجية

ركزت أعمال اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، التي شارك فيه 78 وزيرا على قضايا أقليمية تشكل تحديا للامن والاستقرار في المنطقة .

 

 

وفي مستهل كلمته التي افتتح بها ، اجتماع وزراء خارجية اكد وكيل وزارة الخارجية المصرية رمزي عز الدين رمزي ان مصر كانت وستظل في قلب حركة عدم الانحياز منذ تأسسها وحتى يومنا هذا»، مؤكدا «حرص الحركة على ايجاد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف»، كما اشار الى اهمية «وحدة المواقف» بين اعضاء الحركة. وتابع: «كلنا ثقة ونحن نسلم مسؤولية الحركة الى الجمهورية الايرانية الاسلامية، بقدرة اشقائنا الايرانيين على حمل راية الحركة في اطار من الموضوعية والشفافية للفترة المقبلة، والبناء على الانجازات التي تحققت على مدار اكثر من 50 عاما من تاريخ الحركة، وعلى نحو يحافظ على تماسك الحركة، ويحقق امال وطموحات شعبها، ويدعم دورها على الساحة الدولية».
واشاد بالنتائج التي تمخض عنها اجتماع خبراء الحركة، موضحا «اود التعبير عن التقدير العميق للسفير آخوند زاده رئيس اجتماع كبار المسؤولين وجميع المشاركين في هذا الاجتماع على ما انجزوه خلال اليومين الماضيين من التوصل الى توافق دقيق حول مشروع الوثيقة الختامية للقمة الذي يتضمن صياغات متوازنة حول مواقف الحركة تجاه القضايا الدولية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بعد حل القضايا الحساسة على نحو يؤكد وحدة الحركة وقدرتها على التعامل مع مختلف المتغيرات، وحرصها على التعبير عن مواقفها بقوة .

 

البرنامج النووي


وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي دعا إلى التصدي للعقوبات الدولية التي فرضت على بلاده بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، قائلا إن كثيرا من أعضاء الحركة يؤيدون هذا البرنامج.

وقال صالحي إن «حركة عدم الانحياز يجب أن تتصدى بجدية للعقوبات الأحادية الجانب التي فرضها بعض الدول ضد بعض أعضائها».

 

 

وتخضع إيران منذ 2006 لعقوبات دولية تم تشديدها في الآونة الأخيرة عبر فرض حظر مالي ونفطي غربي مشدد، بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه الدول الغربية في أن له أهدافا عسكرية، على الرغم من نفي طهران المتكرر لذلك.

وإيران التي تتسلم الرئاسة الدورية لحركة عدم الانحياز ومدتها ثلاث سنوات من مصر، تقول إن استضافتها القمة تثبت أنها ليست معزولة دوليا.

وتريد طهران بشكل خاص أن تساندها قمة حركة عدم الانحياز في مواجهتها مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بسبب أنشطتها النووية.

وأكد صالحي مجددا أن أنشطة إيران النووية «سلمية»، وقال: «نحن لا نطالب إلا بحقوقنا المشروعة. نرغب في حل عادل (للملف النووي الإيراني) وليس حلولا منحازة تعتمد سياسة الكيل بمكيالين من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئات أخرى من الأمم المتحدة».

وقال إن إيران تسعى للحصول على دعم حركة الانحياز من أجل الحفاظ على «حقوقها هذه»، على الرغم من المطالب المتكررة من مجلس الأمن الدولي بوقف هذه الأنشطة. لكن حركة عدم الانحياز، التي تمثل نحو ثلثي أعضاء الأمم المتحدة، تضم دولا ذات مصالح سياسية وأهداف متنوعة. ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت ستوقع بالإجماع وثيقة تدعم إيران في مواجهتها مع مجلس الأمن الدولي، أم لا.

من جانب آخر، عبر الوزير الإيراني أيضا عن رغبته في أن تتخذ القمة «إجراءات فعالة» ضد أعمال الإرهاب «التي تقوم بها حكومات بدعم من قوى غربية»، مشيرا بشكل خاص إلى اغتيال عدة علماء نوويين إيرانيين منذ 2010.

 

 

البيان الختامي


وناقش ممثلو الدول الأعضاء، ومن بينهم أكثر من 70 وزير خارجية، على مدى يومي مشروع البيان الختامي الذي ركّز على الأوضاع في سورية إلى جانب الترسانة النووية الإسرائيلية إضافة الى التأكيد على الركائز التي قامت عليها الحركة منذ نشأتها.

 


ورحب البيان الختامي بمهمة المبعوث الأممي الجديد الى سورية الأخضر الإبراهيمي ودعا الجهات السورية لتسهيل مهمته.
وفي الشأن الإسرائيلي، دعت مسودة البيان الى إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، مبدية القلق من حيازة إسرائيل أسلحة نووية.
ودانت توسيع تل أبيب ترسانتها النووية، وأكدت رفض التسلّح النووي وحق الدول بامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وأكد على الإلتزام بمبادئ حركة عدم الإنجياز والدفاع عن مكاسبها والتأكيد على المساواة في حقوق الإنسان ونبذ الإزدواجية والتعاون بين دول الجنوب وردم الهوة بين الفقراء والأغنياء.
كما أكد مشروع البيان على ضرورة الحوار بين المذاهب والحضارات والثقافات، وأهمية الدفاع عن السلام وتقوية علاقات الصداقة، معرباً عن القلق من النزاعات المذهبية المتطرفة.
وفي هذا السياق دعا مشروع البيان الختامي إلى «ديمقراطية» مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للحد من هيمنة الدول الكبرى المتهمة باستخدام هذا المنبر للدفاع عن مصالحها السياسية.

كما اكد مشروع البيان دعم دول الحركة لقيام دولة فلسطينية في حدود 1967 بهدف التوصل إلى «سلام عادل» في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إدانة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

 

 

أول رئيس مصري يزور طهران

ومن المتوقع أن يشارك نحو 35 رئيس دولة وحكومة ووفود من نحو مائة دولة في القمة التي تأمل إيران الاستفادة منها لكسر العزلة الدولية.
ومن ضمن المشاركين في القمة الرئيس المصري محمد مرسي الذي سيكون بذلك أول رئيس مصري يزور طهران منذ قيام الثورة الإسلامية، حيث سيقوم بتسليم إيران الرئاسة الدورية للمنظمة، وأكد العراق مشاركة نوري المالكي رئيس الحكومة نيابة عن الرئيس العراقي جلال طالباني الذي اعتذر عن المشاركة بسبب تلقيه العلاج في ألمانيا.

 

 

كما وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الي طهران ، وسيجري بان على هامش القمة لقاءات مع مسؤولين إيرانيين، بحسب ما أعلن الناطق باسمه. وأوضح المتحدث أن الأمين العام للأمم المتحدة يأمل في اغتنام الفرصة لينقل «بوضوح» إلى طهران قلق وتطلعات المجتمع الدولي في ما يتعلق بالموضوع النووي وقضايا حساسة أخرى.

 

 

الأزمة السورية


ومن المرجح أن تهيمن الأزمة السورية على محادثات قمة دول عدم الانحياز، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، إنه من المتوقع أن تتشاور إيران مع الدول على هامش القمة بشأن «حزمة شاملة» لحل الأزمة السورية. وقال للصحافيين إن سوف يتم عرض مقترح جديد على هامش القمة، وسوف تعمل الدول على تقييمه». ولم يقدم تفاصيل بشأن المقترح الخاص بسوريا، التي سيمثلها في القمة رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم، ولكنه قال إن الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز «تريد أن تستمتع لوجهات نظر الشعب السوري، وترى خطة شاملة لتسوية الأزمة»، وأشار إلى أنه سيتم أيضا في قمة طهران بحث مسألة تشكيل مجموعة اتصال لسوريا. وكان صالحي قد أعلن في وقت سابق أن لدى بلاده «مشروعا شاملا» لحل الأزمة السورية، متوقعا أن يلقى قبولا من جميع الأطراف المعنية.

وكشق علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني ، عن أن بلاده تعمل على «تشكيل مجموعة اتصال» دولية توجد فيها بشكل أساسي الدول التي شاركت في اجتماع طهران حول سوريا مؤخرا، على أن يعقب ذلك «توفير الأرضية لإجراء الحوار وإجراء هدنة لإيقاف إطلاق النار لتوفير أرضية للحوار الشامل». وشدد أثناء وجوده في دمشق على استعداد بلاده «لتوفير الأرضية لإجراء المباحثات مع المعارضة بمشاركة الحكومة السورية»، معربا عن اعتقاده أن «الحل الوحيد للأزمة يكمن في الحل السياسي»، مؤكدا أن «المبادرة المصرية» ومبادرة بلاده «ليستا شيئا واحد»، موضحا أن اقتراح الرئيس المصري محمد مرسي خلال اجتماع دول منظمة التعاون الإسلامي يقوم على مشاركة أربع دول هي إيران ومصر وتركيا والسعودية، في مباحثات بخصوص التطورات الراهنة في سوريا.. ولفت بروجردي إلى أن «أي خطوة بهذا الخصوص يجب أن تكون بالتشاور مع الحكومة السورية».

وأردف بروجردي أن «سوريا بلد مستقل عربي إسلامي ونعارض بصورة كاملة القرارات المتخذة ضد هذا البلد في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي»، مضيفا أن «احتمال الهجوم العسكري انخفض بصورة كبيرة بعد إجراءات روسيا والصين عبر الفيتو وإرسال قوات بحرية للمنطقة»، واستبعد «أي مقامرة من الجانب الإسرائيلي».

 


وكان الرئيس مرسي اقترح في منتصف أغسطس (آب) خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة إنشاء مثل هذه المجموعة، على أن تضم مصر وإيران، إضافة إلى السعودية وتركيا.

 

 

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي للصحافيين: «لو كتب النجاح لهذه اللجنة ونحن مصرون على نجاحها، ستكون إيران جزءا من الحل، وليس من المشكلة وبالتالي نحن دعونا إيران لتكون جزءا من هذه اللجنة الرباعية». وتابع أن «المحاولات الأخرى محاولات مهمة جدا، وبالتأكيد حققت جزءا من النجاح، ولكن كان يغيب عنها طرف أو أكثر، وما تحاوله اللجنة الرباعية التي أتت بمبادرة من الرئيس جمع كل الأطراف المؤثرة في المسألة السورية».

وردا على سؤال بشان ما أثير من احتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أكد أن زيارة مرسي لطهران لن تشمل أي موضوع آخر، وأنها لن تستغرق سوى «ساعات»، وستكون مخصصة فقط لقمة عدم الانحياز.

 

 

وكان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أجرى اتصالات هاتفيه مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية ومع نظيريه التركي والإيراني، وذلك سعيا من مصر لتكثيف التشاور مع الأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة السورية. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن الاتصالات التي يجريها وزير خارجية مصر قد شملت أيضا التباحث مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتبادل الآراء حول سبل حل الأزمة والخروج من دائرة العنف المفرغة التي تكتنف الوضع السوري.

 

 

اجتماع القمة الرئيسي

سيعقد اجتماع القمة الرئيسي بمشاركة زعماء وقادة دول عدم الانحياز أو ممثلين عنهم. وسيلقي المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي كلمة في مراسم الافتتاح، كما سيلقي رؤساء الدول المشاركة كلمات خلال المؤتمر، بينها كلمة للرئيس المصري محمد مرسي، الذي تولت بلاده رئاسة الحركة لمدة ثلاث سنوات، حيث سيشرح نشاطات مصر في حركة عدم الانحياز، ثم ينقل رئاسة الحركة إلى الرئيس الايراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى