تغطيات

زيارة مرسي إلى الصين وفتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد المصري

تكتسب زيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى الصين أهمية كبيرة في هذا التوقيت الذي تسعى فيه مصر إلى اعادة ترتيب أوضاعها الداخلية والخارجية واعادة التوازن في العلاقات الخارجية خلال المرحلة المقبلة إلى جانب العمل على دفع الاقتصاد المصري نحو انطلاقة جديدة في ضوء استقرار الوضع السياسي بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
والمتتبع لجولات الرئيس مرسي الخارجية يلحظ اهتماما باعادة النظر في أولويات السياسة الخارجية لمصر واعادة ترتيب دوائر الاهتمام وفي مقدمتها الدائرة العربية والاسلامية ثم تأتي الدائرة الافريقية, حيث كانت اولى جولاته الخارجية إلى المملكة العربية السعودية بما تمثله من ثقل عربي وإسلامي , ثم كانت الزيارة الثانية إلى إثيوبيا لحضور القمة الافريقية بعد غياب طويل عن الساحة الافريقية وأهمال لقضايا القارة , وهو ما انعكس سلبا على علاقات مصر بدولها وبالطبع انعدام التاثير وتاثر المواطن المصري نتيجة هذا الغياب وانعكاس ذلك في العديد من القضايا على رأسها قضية المياه .
والمؤكد ان زيارة الرئيس مرسي إلى الصين تعكس أهتماما من جانب الادارة المصرية الجديدة بالانفتاح من جديد على العالم والاهتمام بالشق الاقتصادي والتجاري وجذب الاستثمارات وتنشيط السياحة لما للصين من سمعة رائدة في هذا الاتجاه وتواجد ملحوظ لايمكن تجاهله في أسواق العالم.
ولاشك أن التعاون المصري الصيني ومحاولة الاستفادة من التجارب الصينية سينعكس إيجابا بالتأكيد على الاقتصاد المصري الذي يسعى في المرحلة الراهنة إلى الانطلاق من جديد بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير واعادة الاهتمام للمواطن المصري.
ومصر بما لديها من موارد وإمكانات ومالها من ثقل عربي وإقليمي ودولي ينبغي اعادة توظيف هذه الامكانات فضلا عن اعادة التوازن للعلاقات الخارجية في ضوء مصالح مصر بعيدا عن النظرات الضيقة التي أثرت علي كيان الدولة داخليا وخارجيا وانعكست خلال السنوات الماضية على المواطن المصري في صور متعددة ابرزها المعاناة الاقتصادية والحياتية التي تعمد النظام السابق جعلها محور حياة المواطن بدلا من الاهتمام بتطوره ونهضته .


علاقات تمتد لأكثر من 55 عاما:


والناظر إلى تاريخ العلاقات المصرية الصينية يجد ان هذه العلاقات تمتد في التاريخ العاصر الى اكثر من 55 سنة شهدت خلالها تطورا ملحوظا في كافة المجالات, كما أثبتت هذه العلاقات قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية, فهي علاقات خبرها الزمن وأكسبها صلابة وقوة تمنحها القدرة على تحقيق مزيد من التطور.
وتعتمد العلاقات بين البلدين على المصالح المشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة, وبتحليل تلك المبادئ نجد أنها عبرت ولا تزال تعبر عن فلسفة العلاقات الدولية, وروح التعامل بين الدول, بل ويجعل منها أبلغ دلالة, وأكثر أثرا في الرد على دعاوى الهيمنة والسيطرة, أو دعوات الصراع بين الحضارات أو أصحاب نظريات توازن القوى وغيرها من الأفكار التي تزخر بها الساحة الدولية.
وقد شهد القرن الحادي والعشرون عددا من المتغيرات التي من شأنها توفير بيئة ومناخ أفضل لمزيد من تعزيز العلاقات المصرية الصينية, فقد تعاظم دور المعلومات عبر الاتصالات الإلكترونية, ومن ثم فإن هناك قنوات متعددة للتواصل بين الشعبين المصري والصيني مباشرة ودون المرور بطرف ثالث .
ومن جهة ثانية هناك الدور المتنامي للأجهزة غير الحكومية , سواء في مجال الأعمال أو المجالات الاجتماعية والبيئية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها, وهذا من شأنه أيضا أن يفتح آفاقا جديدة للتواصل المصري- الصيني عبر طرق مختلفة ومتنوعة في قطاعات عديدة.
وهناك ثالثا حركة السياحة والسفر المتزايدة, وذلك بعد إدراج مصر على قائمة المقاصد السياحية للصينيين وتشغيل خطوط طيران مباشرة بين القاهرة وبكين وبين القاهرة وكوانجو .
كما أن تزايد حركة الاستثمار الصيني وتشجيع الحكومة الصينية لدوائر الأعمال والشركات الصينية على الاستثمار في مصر يمكن أن يكون أحد وسائل حل مشكلة العجز في الميزان التجاري بين البلدين وقد وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين الى 7 مليارات و240 مليون دولار امريكى , وتجاوز اجمالى الاستثمارات الصينية لمصر 500 مليون دولار

تطور في العلاقات بعد ثورة يناير:


وفي أعقاب ثورة 25 يناير 2011 حرصت الصين على ترتيب زيارات لعدد من الوفود الرسمية إلى مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير تمثلت في زيارة نائب وزير الخارجية الصيني للقاهرة في مارس الماضي حيث التقى بنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية.
كما قام وزير خارجية الصين بزيارة إلى مصر وعلى المستوى الاقتصادي زار نائب وزير التجارة الصيني مصر على رأس وفد ضم حوالي 20 من رؤساء كبريات المؤسسات المالية والاقتصادية والتجارية .
وقد رفعت الصين الحظر على سفر السياح من مواطنيها إلى عدد من المدن المصرية, هي الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان .
وفى 15 نوفمبر 2011 تم افتتاح اول مكتب ثقافى مصري بالصين وفى مارس 2012 قام السيد محمد كامل عمرو وزير الخارجية بزيارة رسمية للصين , هى الأولى لمسئول مصرى رفيع المستوى عقب ثورة "25 يناير", تلبية لدعوة من وزير الخارجية الصينى يانج جيه تشى.
كما شارك وزير الخارجية فى 17 يوليو 2012 بمنتدى التعاون الصينى الأفريقى وقام مع نظيره الصينى بتسليم رئاسة المنتدى الى دولة جنوب أفريقيا .. وكانت مصر قد تولت رئاسته عام 2006, كما استضافت الاجتماع الوزارى الرابع فى شرم الشيخ فى نوفمبر 2009, والذى اعتمد "خطة عمل شرم الشيخ 2009-2012" لتعزيز التعاون الصينى الأفريقى .
وبلغ حجم التبادل التجارى بين مصر والصين خلال يناير- مارس 2011 ما قيمته 1472 مليون دولار مقابل 1613 مليون دولار خلال الفترة ذاتها من عام 2010, وانخفض حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 7,8% .
وبلغت قيمة الصادرات المصرية للصين خلال الفترة يناير- مارس 2011 ما قيمته 4,168 مليون دولار مقابل 2,225 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2010 بانخفاض نسبته 2,25% .
كما بلغت قيمة الصادرات المصرية البترولية خلال الفترة يناير- مارس عام 2011 حوالى 1,40 مليون دولار مقابل 6,138 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2010 بأنخفاض نسبته 71% .
وارتفعت الصادرات المصرية غير البترولية من 86 مليون دولار خلال الفترة من ينايرالى مارس 2010 إلى 3,128 مليون دولار خلال الفترة ذاتها من عام 2011 بارتفاع نسبته 48%.

 


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى