تغطيات

إيران وإسرائيل .....احتدام المواجهة

صعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك في الايام الاخيرة لهجتهما بشان ايران بشكل يوحي بان اسرائيل تفكر جديا في الخيار العسكري وفي احدث اشارة الى تزايد احتمال نشوب ازمة بالمنطقة أرسل نتنياهو مساعدا مقربا منه الى الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب «شاس» المتشدد للحصول على دعمه لهجوم يزداد الحديث حوله ضد ايران واكد مسؤول اسرائيلي، طلب عدم كشف هويته الزيارة من دون ان يوضح مضمون المحادثات.

وقد زادت التكهنات التي أثارتها التقارير المتضاربة وتحليلات الإعلام الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة والتي تفيد بأن شن هجوم إسرائيلي أحادي على إيران هو مسألة شهور أو حتى أسابيع.

في غضون ذلك طلب رئيس حزب كاديما والمعارضة الإسرائيلية شاوول موفاز، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتوضيح نواياه في شأن هجوم إسرائيلي منفرد وطلب موفاز الحصول على معلومات من نتنياهو حول الإحتياطي والمخزون الطبي وطب الطوارئ والعملة الأجنبية والمواد الخام وبضمنها الوقود للوسطين المدني والأمني، ومعلومات حول الطيران المدني وإخلاء منشآت إستراتيجية وإدارة الإحتياطيات الإستراتيجية.

وزير حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية المنتهية ولايته متان فيلنائي اعتبر من جهته أن الجبهة الداخلية جاهزة لمواجهة حرب مع إيران وفقاً لتوقعات بسقوط 500 قتيل إسرائيلي خلال حرب ستدوم 30 يوما.

واكد لصحيفة «معاريف» انه خلال ولايته تم تجهيز الجبهة الداخلية لمواجهة هجمات صاروخية على التجمعات السكنية الإسرائيلية، وأن التوقع هو سقوط 500 قتيل «وربما يكون عدد القتلى أقل أو أكثر، لكن هذا هو السيناريو الذي نستعد له والتقديرات هي أن الحرب ستستمر 30 يوماً.

ورغم تحدث تقارير إسرائيلية عدة عن عدم جهوزية الجبهة الداخلية لحرب تتعرض فيها لهجمات صاروخية مكثفة، إلا أن فيلنائي قال إنه «لا يوجد أي سبب للهستيريا، والجبهة الداخلية في دولة إسرائيل جاهزة بشكل غير مسبوق».

وأضاف أن «الجبهة الداخلية هي جبهة حرب بحد نفسها ومثلما توجد جبهة عسكرية هناك جبهة مدنية وبإمكاني القول بشكل مسؤول إن الجبهة الداخلية منظمة مثلما لم تكن كذلك أبداً في تاريخ الدولة وخاصة في فترة حرب لبنان الثانية» في صيف العام 2006، لكنه اعترف بأن نقطة الضعف الإسرائيلية هي المنشآت الاستراتيجية وبضمنها مصانع الميكاويات في خليج حيفا.

وفي ما يتعلق بحالة الهلع التي تسود في إسرائيل من احتمال نشوب حرب إقليمية بعد هجوم إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، اعتبر أن «الحرب بالنسبة لإسرائيل بمثابة ظاهرة طبيعية.

لكن زعيم المعارضة الاسرائيلية وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق شاؤول موفاز أشار من جهته الى ان "أي ضربة إسرائيلية من جانب واحد ضد إيران لن تنجح في وقف سعي إيران الذي تحيط به الشبهات لامتلاك أسلحة نووية"، مضيفا: "انه ستكون كارثة، إذا ما تم تنفيذها وقال موفاز الذي يرأس الآن حزب كاديما في تصريح صحافي: "ليس بوسع إسرائيل أن تغير من الناحية الاستراتيجية البرنامج النووي الإيراني".

مخاوف
وفي هذا الاطار انهت اسرائيل اختبارا لنظام انذار بواسطة الرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف الجوال، لابلاغ السكان في حال وقوع هجمات صاروخية.
واشار الجيش الى ان اختبار شمل القدس المحتلة ومدينة اراد في صحراء النقب ومدن العفولة والخضيرة بالاضافة الى منطقة الناصرة العليا المحاذية لمدينة الناصرة العربية في الشمال.
واوضح الجيش ان الرسائل سترسل الى الهواتف النقالة الخاصة باللغات العربية والإنجليزية والروسية والعبرية.
وتهدف الرسائل الى التحذير من وقوع هجوم صاروخي وشيك من ايران او حزب الله الامر الذي قد يتحول واقعا اذا ما قررت اسرائيل تنفيذ هجوم عسكري على منشآت ايران النووية.

استطلاع للراي في اسرائيل اظهر ان اغلبية الإسرائيليين يعارضون شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية دون تعاون أميركي ويعتقدون أنه من غير المرجح أن تشن إسرائيل في القريب العاجل هجوما أحاديا على إيران.
وخلص الاستطلاع الذي أجراه المعهد الديموقراطي الإسرائيلي وبرنامج إيفيز للوساطة وحل المنازعات في جامعة تل أبيب أن نحو 61% من الذين شملهم الاستطلاع عارضوا الضربة الإسرائيلية مقارنة بتأييد 27%.

وبالإضافة لذلك يعتقد 56% أن فرص شن إسرائيل هجوما أحاديا ضئيلة مقارنة بـ 33% يعتقدون أن إسرائيل ستوجه الضربة بأي حال من الأحوال.
وشمل الاستطلاع الذي أجري الأسبوع الماضي 516 شخصا وبلغت نسبة هامش الخطأ 4.5%.
وفي السياق ذاته، طالب أكثر من 400 إسرائيلي بينهم أكاديميون وخبراء قانون في عريضة وقعوا عليها أمس الأول طياري سلاح الجو برفض شن هجوم على إيران في حال صدور أمر بذلك. ووصف الموقعون على العريضة قرارا إسرائيليا محتملا بمهاجمة المنشآت النووية في إيران بأنه «قرار خاطئ ومغامر» وأنه لن يمنع تطوير البرنامج النووي الإيراني وإنما سيعرقله وحسب، ولكن بثمن بالغ.

وفي موازاة ذلك بعث أطباء كبار في جهاز الصحة الإسرائيلي رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك عبروا من خلالها عن تخوفهم من تبعات هجوم محتمل على إيران.

وحذرت رسالة الأطباء التي بادرت إليها رابطة أطباء لحقوق الإنسان من أن هجوما على إيران سيؤدي إلى حرب سيسقط فيها مئات القتلى ومن أن آلافا سيعانون من إصابات مختلفة وصدمات نفسية.

تطمينات..
في واشنطن حيث تستعد حاملة طائرات جديدة لمغادرة القاعدة في طريقها الى الشرق الاوسط وذلك قبل الموعد المحدد لهذه الرحلة باربعة اشهر صرح وزير الدفاع الامريكي ليئون بانيتا بان الولايات المتحدة تتخذ الاستعدادات لمواجهة اي تهديد يمكن ان تشكله ايران موضحا ان الاستعدادات المكثفة للقوات الامريكية هدفها التعامل مع العديد من التهديدات القائمة في الشرق الاوسط في الفترة الحالية.

وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي قدم بانيتا تطمينات تتماشى مع خط البيت الابيض الذي يعتبر انه ما زال هناك متسع من الوقت للتوصل الى حل بالتفاوض مع ايران في شأن برنامجها النووي. وقال «سبق ان قلت ذلك، وساقوله اليوم: لا اعتقد ان الاسرائيليين اتخذوا قرارا في الوقت الراهن بضرب ايران . وتابع ان اسرائيل «بلد ذو سيادة وفي نهاية المطاف انهم يتخذون قراراتهم بناء على ما يعتقدون انه يخدم مصالح امنهم القومي». واكد: «الواقع اننا ما زلنا نعتقد ان هناك مجالا لمواصلة التفاوض». واكد بانيتا ان «اي نوع من العمل العسكري يجب ان يكون الخيار الاخير وليس الاول».

وأكد البيت الأبيض ان الولايات المتحدة لديها «عيون» داخل البرنامج النووي الإيراني وتستطيع ان تعرف اذا حققت ايران تقدما باتجاه امتلاك سلاح ذري.
ورفض المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني التطرق الى معلومات تتعلق بعمل الاستخبارات، مؤكدا ان الولايات المتحدة واسرائيل لديهما نظرة مشتركة حيال طموحات ايران وبرنامجها النووي.

وقال «استطيع ان اقول ان لدينا عيونا.. لدينا رؤية داخل البرنامج وسنعرف اذا بلغت ايران قدرة الاختراق على طريق امتلاك سلاح ذري، ومتى " وقدرة الاختراق هي النقطة التي تكون فيها الدولة قد حصلت على المعرفة والقدرة والمواد اللازمة لصنع قنبلة نووية اذا ارادت ذلك.

 

وفي وقت لاحق، حرص كارني على التأكيد انه يعني بتصريحه مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأن ايران من موقعي معاهدة منع الانتشار النووي.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض انه مازال هناك وقت لخيار ديبلوماسي مع عقوبات متزايدة أكثر فأكثر شدة.

من جهته، صرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الاميركي توفي فياتور بان واشنطن «تواصل التأكد من ان ايران ليست على وشك صنع سلاح ذري».

ورفض المسؤولون الاميركيون التعليق على تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بعد فترة طويلة من العلاقات الصعبة بين الرئيس اوباما وحكومة نتنياهو.

لكن تعليقات كارني تبدو نفيا غير مباشر لتعليقات باراك الذي قال للاذاعة الاسرائيلية العامة ان متابعة تقدم البرنامج النووي الايراني يزداد صعوبة.

واضاف باراك ان التقدم الأخير في البرنامج النووي الايراني يجعل من الصعب القول انه بالامكان وقفه «في الوقت المناسب»، بينما تبدو تصريحات كارني مناقضة تماما لذلك.

واكد الويزر الاسرائيلي ان «تقديرات الاميركيين حول امكانية تمكن ايران من امتلاك القنبلة النووية تتطور وتقترب من تقديراتنا».

وأضاف «على مدى اشهر طويلة اتفقت اسرائيل والولايات المتحدة على المخاطر التي ينطوي عليها هذا الاحتمال وتقولان ان كل الخيارات مفتوحة»، مشيرا الى ان «احتمال ان تصبح ايران قوة نووية يقترب ويجب منع هذا الخطر».

 


استعدادات إيرانية
في موازاة ذالك اعلن احمد وحيدي وزير الدفاع الايراني ان بلاده تعتزم انتاج مجموعة من الطائرات المقاتلة والصواريخ والغواصات والطائرات بدون طيار بحلول نهاية العام الايراني الذي بدأ بالفعل في العشرين من شهر مارس الجاري.
ونقلت شبكة «برس تي في» الاخبارية الايرانية عن وحيدي قوله «ان ايران تضع على رأس اولوياتها انتاج طائرات بدون طيار علاوة على اننا نسعى ايضا الى استخدام غواصات جديدة خلال العام المقبل».
وأضاف وحيدي ان طهران بصدد انتاج جيل جديد من القوارب السريعة ذات القدرة القتالية العالية فضلا عن اجيال جديدة من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والعربات العسكرية.


محمد حسيني نائب قائد قاعدة للدفاع الجوي الايراني اعلن ايضا ان بلاده بدأت بالفعل في اقامة اكبر موقع للدفاع الجوي في مدينة «آباده» الواقعة جنوب ايران.
واشارت شبكة «برس تي في» الايرانية الى ان وحدات الدفاع الجوي الايراني اجرت في منتصف شهر يوليو الماضي مناورات عسكرية استغرقت ثلاثة ايام تمكنت خلالها من اسقاط طائرة وهمية للعدو من طراز شبح من خلال استخدام وحدات المدفعية التابعة للجيش الايراني.


الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ازاح الستار عن 6 منتجات عسكرية جديدة من انتاج وزارة الدفاع وقال أن «التطور الصناعي الدفاعي في ايران هو للردع والدفاع عن النفس والسيادة مقابل اي عدوان محتمل، وليس للتسلط على الآخرين».
ودشن نجاد الجيل الرابع لصاروخ «فاتح 110» ومختبر «ارميتا» للطائرات ومصفحات «ارس» وقاذفة الهاون «وفا» ومنظومة «شاهد» لتصويب الاتجاه ومحرك «بنيان 4» البحري.
ووفقا للرواية الرسمية فان الجيل الرابع من الصاروخ «فاتح-110» يعتبر اكثر تطورا من الاجيال السابقة ويصل مداه الى نحو 300 كيلومتر، وقال وزير الدفاع العميد احمد وحيدي ان «هذا الصاروخ من أكثر الصواريخ أرض أرض ذاتية الدفع التي تستخدم وقودا صلبا، دقة وتطورا، وعلى مدى العقد الماضي كان له دور ملموس في تعزيز القدرات الدفاعية لايران»، كما اعلن عن تدشين وزارة الدفاع مقاتلات وطنية جديدة حتى نهاية العام الايراني الحالي (20 مارس 2013)، واضاف «وضعنا على جدول الاعمال انتاج طائرات من دون طيار جديدة، كما نحن عازمون على انتاج غواصات جديدة ايضا في العام المقبل .


نجاد كان قد هاجم اسرائيل بعنف قبل عدة ايام واعتبرها بمثابة السرطان وان بقاء خلية واحدة منها،ستشكل خطرا لانها ستعاود انتشارها وتمددها من جديد، لذا يجب استئصالها تماما من المنطقة.
المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي ايضا كرر ان "اسرائيل سوف تُزال يوماً ما من الخارطة السياسية بالمنطقة ونقلت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية عن خامنئي قوله: "إن اسرائيل كيان مصطنع وسوف يزال يوماً ما عن الخارطة السياسية بالمنطقة".
هذه التصريحات رغم انها زادت الوضع تعقيدا لكنها قوبلت ساستياء امريكي اوروبي على حد سواء كما دان امين عام الامم المتحدة بان كي مون تهديد ايران بازالة اسرائيل دعيا
كل زعماء المنطقة الى استخدام لهجة معتدلة بدلاً من تصعيد التوترات".

ولفت الى إنه "وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، على كل الدول الأعضاء الامتناع عن التهديد أو استخدام القوة ضد الأراضي الموحدة أو الاستقلال السياسي لأية دولة".

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى