لا يزال باب الكعبة المشرفة منذ بدايتِه وإلى اليوم من أسرارِ التاريخ، فلا دليلَ على شكلِه الأولِ وبُناتِه الأولين، مع أنه من الثابتِ الأكيدِ حيازةُ الكعبةِ على بابَين فترة طويلة من الزمن، وكاد الرسولُ الكريم أن يُعيد إليها ذلك، لولا أن منعتْهُ حداثة دخولِ قريش إلى الإسلامِ حينَها.

في حين كانت العناية ببابِ الكعبةِ مطمَعَ أهلِ الولاية من أممِ الإسلام، يكتبون أسماءَهُم تحتَ أسماءِ الله الحُسنى، ولا يبخَلونَ عليه بذهبٍ وفضة، بينما يحتفظ بمفتاحُ باب الكعبة آل شيبة، كونُهم سدنةَ البيتِ ووصيةِ الرسولِ الكريم لأمته، وكبير السدنة هو الذي في حوزته مفتاح الكعبة ومقام إبراهيم.

بينما ما تقادَمَ من أبوابٍ للكعبة محفوظ في متاحفَ متناثرة باعتبارها كنوزاً إسلامية أممية، بينما كان الملكُ خالد بن عبدالعزيز أكثرَ الواهبينَ للكعبةِ أبواباً، ففي ولايتِه تم تعليقُ بابَين، آخِرُهُما لا يزال متأبطاً الكعبة، شاهداً على الطوافِ والصلاةِ والدعاء.

ويتلألأ بابُ الكعبة في عيونِ مليار ونصفِ مسلم تقديساً، وكذلك في عيونِ بقيةِ أهل الأرض تقديراً لصِدْقِ الصّنعةِ ولجمالِ التحفة.

طلعات جوية لتنفيذ خطة رمضان الأمنية والمرورية:

وتحلق عدد من الطائرات العمودية في سماء مكة المكرمة، لتنفيذ عدد من الطلعات الجوية اليومية، تنفيذا لـ «خطة رمضان»، والمعنية بمتابعة الخطط الأمنية والمرورية، وإعطاء المؤشرات الإيجابية، ورصد الاختناقات المرورية حال حدوثها، كذلك رصد كثافة المعتمرين والمشاة حسبما ذكرت جريدة "عكاظ" السعودية.

وأوضح اللواء محمد الحربي قائد طيران الأمن، أن الطائرات العمودية التي ستشارك في تنفيذ خطة طيران الأمن، مزودة بأحدث الأجهزة المتطورة من الكاميرات الرقمية وأجهزة الرادارات، والرؤية الليلية، حيث تنقل المشاهد الحية التي تلتقطها عبر الكاميرات المثبتة في الطائرات، إلى غرف العمليات، لتتولى القيادات الأمنية الميدانية مراقبة الوضع عن كثب، وتباشر على الفور مراقبة المناطق ذات الكثافة، بما يضمن سير الخطط بالشكل الأمثل.

وقال اللواء الحربي، إنه يمكن النقل المباشر عن طريق التصوير الجوي لإعطاء المؤشرات الإيجابية والسلبية التي تمكن القائد الميداني من تعزيز الجانب المعنوي في حال تسجيل مؤشرات إيجابية، والاستمرار في تنفيذ نفس الخطة، وأضاف أما في حال تسجيل مؤشرات سلبية يتولى القائد الميداني توجيه العاملين في هذه النقطة لمعالجة الوضع على أسرع وجه، أو توجيه الخطط إلى الخطط البديلة، إذا كان الأمر يستلزم تطور موقف والسيطرة عليه، حيث تنقل المتابعة الجوية المعلومة بطريقتين من خلال النقل المباشر عن طريق أجهزة الاتصال اللاسلكي بالارتباط بالقائد الميداني مباشرة، أو عن طريق بث الصور والمشاهد الحية لغرفة العمليات والتي تكون العنصر الأساسي في تلقي البلاغات، مشيرا إلى أن الطائرات العمودية تتولى رصدا كاملا لمحيط المسجد الحرام، ومراقبة النطاق الجغرافي الذي تمارس من خلاله المتابعة الجوية للعاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة، وذلك ابتداء من مواقف حجز سيارات المعتمرين، إلى جانب رصد الحركة المرورية في الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة، وشبكة الطرق في العاصمة المقدسة.

وأوضح الحربي أن قائدي الطائرات دربوا على أعلى المستويات في الولايات المتحدة وبريطانيا، وأن لديهم مهارات متميزة وجميعهم من الكوادر السعودية الشابة، حيث دربوا على طائرات من نوع «شوايدر» المخصصة لاكتساب الخبرة والتحليق في الأجواء والتعاطي مع البيئة الجغرافية للمملكة، وقد كان تدريبهم لأكثر من 250 ساعة، وأضاف التدخل السريع من أن المهام والمسؤوليات المناطة بها في هذه الخطة وغيرها من المهام، كون الطائرات العمودية لها مجال معين، وهناك محاذير يتم اطلاعهم عليها لتحقيق أمن وسلامة الطائرة وطاقمها.