تشكل مساجد وسط العاصمة اللبنانية معالم تراثية جاذبة للسياحة الدينية ومراكز تثقيف دينية تؤدي دورا تربويا ودعويا يبرز وجه الاسلام الحضاري.
ومع تحول وسط العاصمة الى مقصد سياحي احتلت هذه المساجد دورا بارزا في جذب السياح واظهار مكانتها في نشر الثقافة الدينية المنفتحة والمعاصرة.
ويعد الجامع العمري وابو بكر الصديق والدباغة والمجيدية والامير منذر والنوفرة والامير منصور والسرايا من اهم هذه المساجد.
وقد بني الجامع العمري على أنقاض المعبد القديم في الحروب الصليبية عام 1110 وتسلمه المسلمون في عهد صلاح الدين الايوبي من الصليبيين عام 1187 ليجدد بناءه حاكم بيروت زين الدين عبد الرحمن الباعوني مع ادخال فن البناء والهندسة الاسلامي عليه.
اما مسجد ابو بكر الصديق فقد انشأه الامير ناصرالدين حسين في عهد المماليك عام 1293 بدلا من جامع الدباغة القديم كما اطلق عليه اسم جامع البحر لقربه من البحر وقد سمي جامع الدباغة لقربه من الدباغة التي كانت تدبغ فيها الجلود ومشتقاتها.
وانشئ مسجد المجيدية في عام 1773 واطلق عليه هذا الاسم نسبة الى السلطان عبد المجيد العثماني حيث كان في الاصل قلعة بحرية وبرجا تقع بالقرب من البحر وتم تحويلها في عام 1841 الى جامع.
ويعتبر مسجد الامير منذر من اقدم المساجد التي بناها المسلمون في بيروت بعد الفتح الاسلامي حيث انشأه الامير منذر بن سليمان بن علم الدين بن محمد التنوخي عام 1620 واطلق على الجامع اسم جامع النافورة لوجود نافورة وسطه.
اما جامع الامير منصور عساف فيعود الى عام 1523 وقد انشأه الامير منصور عساف التركماني في عهد الامير فخر الدين وعرف باسم جامع السرايا لقربه من سراي الحكم الذي هو اليوم مقر الحكومة اللبنانية.
واعتبر امام جامع الامير منصور عساف ماهر جارودي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المساجد الاثرية في وسط بيروت لا ينحصر دورها بالسياحة الدينية بل يتعداها الى دور دعوي وديني معتدل على اكمل وجه وهي اكثر من آثار.
ولفت جارودي الى ان انشطة جامع الامير منصور خلال شهر رمضان المبارك تتمحور حول نقطتين دينية تعليمية واجتماعية خيرية.
وقال انطلاقا من شعار "الجامع لهذا العام رمضان سيد الشهور" فإن الانشطة الدينية متنوعة منها كل يوم خميس بعد صلاة العصر انشاء مجلس صلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم 100 الف مرة وقراءة بعض الاوراد والادعية وصورة ياسين الى جانب فرقة انشاد ديني من دمشق تقوم بتلاوة الاناشيد الدينية والأذكار المأثورة.
واشار جارودي الى اقامة عدد من الدروس خلال اليوم اذ انه بعد صلاة الفجر هناك درس يقوم على تفسير القرآن الكريم ودرس بعد صلاة الظهر يتولى التعريف ببعض الصحابة الكرام ودرس العصر الذي هو عبارة عن مواعظ ورقائق.
ومن الامور الدينية في الجامع خلال الشهر الفضيل قيام الليل مرة كل اسبوع منذ منتصف الليل حتى الفجر بالاضافة الى قيام الليل في الايام العشرة الاخيرة من رمضان في ليالي الوتر.
اما في ما يتعلق بالنشاط الاجتماعي فيقام افطار يومي داخل الجامع يقدم الافطار ل300 صائم يوميا و100 صائم خارج المسجد الى جانب توزيع 300 حصة غذائية خلال شهر رمضان للعائلات بالاضافة الى توزيع مساعدات مالية وطبية للاسر الفقيرة.
وأكد الشيخ جارودي على دور المسجد في اعداد الناشئة دينيا واجتماعيا بشكل سليم حيث لا ينحصر في رمضان بل هو ينظم دورات لتعليم القرآن الكريم والتربية الاسلامية من خلال دورات صيفية وشتوية الى جانب تنظيم نشاطات ورحلات ترفيهية.