صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية تعليقا على ما يتعرض له المسلمون في ميانمار (بورما) من ممارسات غير إنسانية حيث أوضح ان دولة الكويت إذ تستنكر ذلك وباعتبارها عضوا في منظمة التعاون الإسلامي والتزاما منها بالحرص على رعاية أحوال المسلمين في العالم.
وأكد المصدر على ما جاء في القرار الصادر عن المجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في دورتها الـ38 والبيان الذي أدلى به الأمين العام للمنظمة بشأن الممارسات غير الإنسانية التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار واللذين دعيا فيه حكومة ميانمار لوضع حد لعمليات التشريد والتهجير والنفي التي تمارس بحق المسلمين هناك.
وأكد المصدر ان دولة الكويت بدأت اتصالاتها بالدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لبذل الجهود بما يفعل القرار المشار إليه ويؤكد الالتزام به داعية حكومة ميانمار على مراعاة نصوص الشرعية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
قرى المسلمين في بورما تحاصرها الأسلاك الشائكة:
واعتقلت السلطات في بورما قرابة 100 مسلم من إقليم أراكان في حي هاري فارا وحي بومو فارا بينهم نساء وأطفال على خلفية اندلاع أعمال عنف شهدتها البلاد بعد قيام رهبان من جماعة الماغ البوذية المتطرفة بقتل 10 رجال دين كانوا في طريقهم إلى قراهم مرورا بقرى بوذية. وفي سياق متصل أعلنت الأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود أن عشرة من موظفيهم اعتقلوا في غرب بورما حيث يبقى التوتر حادا بعد أعمال العنف الدامية ضد المسلمين.
ويحدث هذا بينما شهد حي خاسار بل حظر تجوال صارم عقب تجدد استهداف المسلمين هناك وقال الناشط الأركاني محمد نور الله حبيب إن حالة من الذعر تدب في أرجاء القرى المسلمة بعد تكرر عمليات الاعتقال الواسعة ووجود عدد معتبر من الجثث على ضفاف نهر ناف قتلت بآلات حادة وقد تم التعرف على بعض القتلى جرى اعتقالهم من قبل السلطات البورمية في وقت سابق.
وكشف حبيب أنه تم وضع أسلاك شائكة على مداخل بعض القرى بينما تم ترك جهة النهر مفتوحة في محاولة لدفع المسلمين إلى عبور البحر باتجاه بنغلاديش.
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه مسؤول طلابي أن عشرين على الأقل من قادة الطلاب اعتقلوا في بورما وذلك عشية تنظيم تجمع في ذكرى قمع حركة طلابية العام1962، وحملة الاعتقالات هذه تعد هي الأكبر منذ حل المجلس العسكري البورمي في مارس 2011.
وأكد مسؤول بورمي أن خمسة فقط من المسؤولين تم اعتقالهم في رانغون بعدما كان أفرج عن ثلاثة منهم بموجب قرار العفو عن مئات السجناء السياسيين في يناير الفائت.
وفي المقابل قال تيت زاو المسؤول في منظمة طالبية تقف وراء الحركة الاحتجاجية التي انطلقت العام 1988 وتعرضت لقمع طويل، إضافة إلى الاعتقالات الخمسة في رانغون، يمكننا تأكيد اعتقال خمسة ناشطين طالبيين في شويبو وستة في ماندالاي واربعة في لاشيو.
وعلق كو كو غي المسؤول الطالبي في المنظمة نفسها "لقد تم اقتيادهم من دون أي سبب. السلطات قالت إنها تريد التحدث إليهم" وأضاف: "أعتقد أنهم اعتقلوا لأنهم أرادوا تنظيم احتفال في ذكرى السابع من يوليو 1962، ضد الانقلاب الذي أوصل الجنرال ني وين الى السلطة. وأسفر قمع هذا التحرك عن عشرات القتلى فيما عمد المجلس العسكري في اليوم التالي الى تفجير مبنى الاتحاد الطلابي.
وتجدر الإشارة إلى وجود تضارب كبير في عدد القتلى من المسلمين بين السلطات البورمية والنشطاء المسلمين، الذين يؤكدون أن الرقم لا يمكن إحصاؤه، بسبب عدم حمل الكثير من القتلى لأية أوراق ثبوتية، بعد أن حرم الكثير من المسلمين من بطاقة المواطنة في عهد حكم العسكر.
شيخ الأزهر يستنكر حملات الإبادة ضد مسلمي بورما:
مع تواصل المجازر في حق الشعب المسلم في بورما استنكر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حملات الإبادة والترويع التي يتعرض لها مسلمو "بورما" في إقليم "أراكان" المسلم، بما فيها من أعمال القتل والتشريد والاضطهاد بالإضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم على يد الجماعات البوذية المتطرفة "الماغ".
وأهاب الأزهر الشريف بحكومات العالمين العربي والإسلامي، وكل القوى المحبة للسلام والهيئات والمؤسسات الخيرية والإغاثية، وهيئة الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان في كل أرجاء العالم أن تعمل على رفع الظلم الواقع على هؤلاء المضطهدين الذين يعانون من التمييز العنصري وحرمانهم من حقوقهم، وأن تقدم الحكومات جميع أشكال الدعم لهم، لمنحهم حقوق المواطنة كاملة، وتمكينهم من العيش على أرضهم في أمن وسلام.
وكانت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي قد انتقدت بشدة حملات الإبادة التي يتعرض لها المسلمون في بورما (الروهنجيين في أراكان) هذه الأيام، حيث يتم قتلهم وتشريدهم واضطهادهم، بالإضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم.
وطالبت الهيئة ـ في بيان أصدرته ـ حكومات المسلمين ومؤسساتها الإسلامية الإسراع لنصرة مسلمي بورما الذين يعانون من الاضطهاد منذ خمسة عشر عامًا.
وحذرت من خطر استمرار اضطهاد المسلمين الروهنجيين في بورما، مشيرة إلى رفض علماء الأمة وشعوبها لسياسة التمييز البوذية التي أدت في حملات الاضطهاد الأخيرة إلى قتل عدد من العلماء والدعاة إلى جانب شن حملات اعتقال للأبرياء، مما أدى إلى هروب آلاف المسلمين إلى بنجلاديش.
وناشدت الهيئة المؤسسات الخيرية والإغاثية في العالم على عون المشردين من الروهنجيين المسلمين في بورما سواء في داخلها أو الذين لجأوا إلى بنجلاديش، ودعت حكومة بنجلاديش إلى فتح الحدود لهم تحقيقًا للأخوة الإسلامية.
وحثت الدول الإسلامية وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي على مد يد العون لبنجلاديش لتتمكن من إيواء المسلمين الفارين إليها من بورما.
وذكَّرت الهيئة بما أصدره المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في دورته الحادية والأربعين التي عقدها مؤخرًا، حيث أعرب عن قلق المسلمين بالعالم للمجازر الدامية في بورما، والتي قتل فيها عدد كبير من المسلمين.
واستنكر المجلس سياسة التمييز والاضطهاد ضد المسلمين بسبب انتمائهم الديني، وطالب منظمة التعاون الإسلامي ببذل الجهود لوقف اضطهاد مسلمي بورما، داعيًا منظمات حقوق الإنسان إلى القيام بواجبها في حمايتهم ونيلهم حقوق المواطنة والمساواة مع غيرهم من مواطني البلاد.