تغطيات

النظام السوري "يتحرش" بتركيا وأنقرة تحذر من رد حاسم.

أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن المقاتلة أف-4 التي فقدت الجمعة قبالة السواحل السورية قامت دمشق بإسقاطها، في حادث قد تكون له تداعيات خطيرة في ظل الأوضاع الراهنة في سورية، الأمر الذي أكدته السلطات السورية بدورها.
وأورد بيان لمكتب أردوغان بعد اجتماع أزمة في أنقرة "بعد تقييم معطيات جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في إطار أعمال البحث والإنقاذ، اتضح لنا أن سورية قامت بإسقاط طائرتنا".
وأضاف البيان أن "عمليات البحث والإنقاذ في شان طيارينا الاثنين مستمرة".
وتابع أن "تركيا ستعلن موقفها النهائي وستتخذ بعزم وبشكل حاسم الإجراءات الواجب تبنيها حين يتم كشف الحقيقة كاملة حول هذا الحادث".
وأوضح أردوغان في مؤتمر صحافي أن الحادث وقع على بعد 15 كيلومترا قبالة مدينة اللاذقية (شمال غرب سورية).
ولم يتضمن البيان الذي صدر إثر اجتماع ضم رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش وقائد سلاح الطيران والعديد من الوزراء، تفاصيل عن المهمة التي كانت تقوم بها المقاتلة على مقربة من الأراضي السورية.


دمشق تؤكد إسقاط المقاتلة التركية المفقودة :


وفي دمشق، قال ناطق عسكري لوكالة الأنباء السورية الرسمية سانا إن "هدفا جويا مجهول الهوية اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الإقليمية، فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي على مسافة كيلومتر من اليابسة وأصابته إصابة مباشرة فسقط في البحر" غرب محافظة اللاذقية.
وأضاف: "تبين لاحقا أن الهدف الجوي كان طائرة عسكرية تركية دخلت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية".
وتابع الناطق العسكري إنه "تم التواصل بين قيادتي القوات البحرية في البلدين حيث تقوم سفن البحرية السورية بالاشتراك مع الجانب التركي في عمليات البحث عن الطيارين الاثنين المفقودين".


أردوغان يتراجع عن تأكيد اعتذار دمشق :


وكانت صحيفة خبرتورك قالت نقلا عن أحد كبار صحافييها ويدعى فاتح أن رئيس الوزراء أكد له أن "اعتذارات وصلت بطريقة جدية للغاية من سورية على علاقة بهذا الحادث، وأن سورية أعربت عن حزنها الكبير، مؤكدة أن ما جرى حصل نتيجة خطأ"، وذلك في ما اعتبر إعلانا غير مباشر أن المقاتلة سقطت بنيران سورية.
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان قال هذا الكلام لكاتب افتتاحياتها على متن الطائرة التي أقلتهما من البرازيل التي زارها رئيس الوزراء بعدما شارك في المكسيك في قمة مجموعة العشرين.
ونقلت الصحيفة أيضا عن أردوغان قوله إنه "في هذه اللحظة تقوم قواتنا الجوية والبحرية بعمليات بحث وإنقاذ في شرق البحر المتوسط ومن حسن الحظ أن طيارينا على قيد الحياة، ولم نفقد سوى طائرة".
ولكن لدى عودته إلى أنقرة رفض أردوغان تأكيد ما نسب إليه من تصريحات. وقال خلال مؤتمر صحافي: "لا يمكنني القول إن الطائرة أسقطت لأنه ليس ممكنا في هذه المرحلة قول هذا قبل أن تتوافر لدي معلومات دقيقة".
وردا على سؤال عما نسب إليه من تلقي أنقرة اعتذارا من دمشق، امتنع أردوغان أيضا عن تأكيد هذا الأمر عازيا الأمر أيضا إلى غياب "معلومات دقيقة".
وكانت هيئة أركان الجيش التركي أعلنت الجمعة أنها فقدت الاتصال عبر الرادار بإحدى طائراتها فوق شرق المتوسط وذلك في منطقة قريبة من سورية.
وقالت هيئة الأركان في بيان نشر على موقعها على الانترنت إن "اتصال الرادار واللاسلكي مع إحدى طائراتنا التي أقلعت عند الساعة 10:30 (7:30 بتوقيت غرينتش) من ملاطية (شرق تركيا) انقطع عند الساعة 11:58 في البحر جنوب غرب محافظة هاتاي (جنوب البلاد)" قرب سورية.
وأضاف البيان أن "عمليات البحث والإنقاذ بدأت على الفور".
وردا على أسئلة وكالة الاناضول قال حاكم ملاطية اولفي ساران إن الطائرة هي مقاتلة من نوع أف-4 وعلى متنها طياران.


توتر العلاقات السورية-التركية :


وكانت العلاقات السورية-التركية تدهورت سريعا إثر الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في سورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد والتي تتعرض لقمع مستمر، ما دفع بأردوغان إلى دعوته للتنحي.
وفي أبريل/ نيسان أعلن أردوغان، رئيس وزراء الدولة المسلمة الوحيدة العضو في حلف شمال الأطلسي، أن بلاده قد تلجا إلى البند الخامس من معاهدة الحلف لحماية حدودها مع سورية بعدما أطلقت القوات السورية النار داخل الأراضي التركية.
وينص البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أنه في حال تعرض أي عضو من أعضاء الحلف لاعتداء فان كل الأعضاء مرغمين على اعتبار هذا الاعتداء ضدهم جميعا وبالتالي يتحتم عليهم اخذ الإجراءات اللازمة لمساعدة البلد الذي تعرض للاعتداء.

96 قتيلا بسورية وانشقاقات في الجيش:

ميدانياً قتل 96 شخصا الجمعة في محافظات سورية مختلفة بينهم 50 مدنيا، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد ناشطون سوريون انشقاق ثلاثين عسكريا بينهم ضباط برتب عالية مع أسلحتهم في مدينة دير الزور، كما خرجت مظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة، في جمعة أطلق عليها ناشطون اسم "إذا خذلنا الحكام فأين الشعوب؟".
وأوضح المرصد في بيان أن المدنيين الخمسين قتلوا في محافظات حمص ودير الزور (شرقا)، ودرعا (جنوبا)، ودمشق وريفها وحلب (شمال)، وإدلب (شمال غرب) واللاذقية (غربا).
وقتل خمسة منشقين في حمص وحلب وريف دمشق، و26 من الشبيحة في ريف حلب الغربي، و15 جنديا نظاميا في حلب وريف حلب ودمشق وريفها، وريف درعا وحمص وريفها، وفقا لذات المصدر.
وبحسب المرصد، فإن تسعة من ضحايا الجمعة قتلوا في إطلاق نار مباشر على متظاهرين سلميين، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة .
وشملت المظاهرات بلدات وقرى ريف إدلب ومحافظات حماة (وسط) وحلب ودرعا ودير الزور والحسكة (شمال شرق) ودمشق وريفها.
وشاركت المروحيات الحربية في قصف المدن والقرى، وسط موجة نزوح كبيرة. وشوهدت طائرة عمودية وهي تقصف بالصواريخ مدينة الباب في حلب.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى