أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح سعي الكويت إلى إنهاء المجازر في سوريا ووقف نزيف الدم والحفاظ على الشعب السوري الشقيق.
وقال الشيخ صباح الخالد الذي يرأس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعلومات المدنية في تصريح للصحافيين على هامش افتتاحه مشروع التوقيع الالكتروني في الهيئة ان هناك خطة عربية لوقف العنف وسحب المظاهر المسلحة ومساعدة الشعب السوري إنسانيا ومنحه حق التظاهر وإبداء الرأي وتمكينه من اختيار مستقبله.
وكشف عن اجتماع يعقد السبت المقبل على مستوى وزراء الخارجية العرب مضيفا ان الكويت التي تترأس حاليا المجلس الوزاري للجامعة العربية تجري اتصالات مع كل الاطراف بهدف تهيئة الظروف المناسبة لهذا الاجتماع الذي سيعقد بحضور مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان للاطلاع على تطورات الوضع في سوريا.
وأضاف ان هناك لقاءات ستجمعه قريبا مع كل من وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي والروسي سيرغي لافروف والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مشددا على حرص الكويت على التحرك على كل المستويات لوقف نزيف الدم في سوريا وإلزام الحكومة السورية بتنفيذ تعهداتها تجاه خطة عنان.
وقال ان مجلس الأمن يستعد غدا لعقد اجتماع لمناقشة تقرير مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا ليطلع المجلس على التقارير الواردة من سوريا واتخاذ الإجراء الملائم في متابعة هذا الموضوع.
وأضاف اننا نتطلع لمجلس أمن دولي مهتم بالأمن والسلم في العالم ولديه مبعوث إلى سوريا وخطة من ست نقاط مبينا ان المجلس ملزم بمتابعة تقارير عنان وخطته لضمان ما نسعى إلى تحقيقه في سوريا.
طرد الدبلوماسيين
وفي المقابل، شددت الدول الغربية مواقفها حيال نظام الرئيس السوري مع إعلان الدول الأوروبية الكبرى والولايات المتحدة وكندا وأستراليا طرد دبلوماسيين سوريين في عواصمها ردا على مجزرة الحولة.
فقد أمهلت الولايات المتحدة -التي تعتبر دمشق مسؤولة عن مجزرة الحولة أعلى مسؤول سوري في واشنطن زهير جبور 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وفي أوروبا أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طرد سفيرة سوريا في باريس لمياء شكور وأكد أن اجتماعا لمجموعة أصدقاء سوريا سيعقد مطلع يوليو في العاصمة الفرنسية.
وبعيد ذلك أعلنت برلين استدعاء سفير سوريا في ألمانيا لإبلاغه بقرار طرده ومنحه مهلة 72 ساعة للمغادرة.
وفي سياق متصل أبلِغ القائم بالأعمال السوري في لندن الذي استدعته الاثنين وزارة الخارجية البريطانية قرار طرده ولم يعد لسوريا أي سفير في بريطانيا منذ أشهر عدة لذلك فإن القائم بالأعمال هو أعلى ممثل لها في المملكة المتحدة.
وبدورها أبلغت روما ومدريد السفيرين السوريين لديهما بالإجراء نفسه فيما تم استدعاء سفير سوريا في بلجيكا.
وصرح وزير الدفاع البلجيكي بيتر دي الثلاثاء بأن بلاده قد تشارك عند الضرورة في تدخل عسكري في سوريا لكن شرط أن يكون بتفويض من الأمم المتحدة ويجري في إطار دولي.
وفي حين أعلمت سويسرا سفيرة سوريا لديها أنها شخص غير مرغوب فيه قالت وزارة الخارجية البلغارية أنها ستطرد السفير السوري بالوكالة في صوفيا صلاح سكر وكذلك دبلوماسييْن آخريْن.
كما أعلن وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال أن سفير سوريا الذي يتولى من بروكسل تمثيل بلاده في هولندا وبلجيكا شخص غير مرغوب فيه.
وفي بروكسل صرح دبلوماسي أوروبي بأنه لا يوجد في هذه المرحلة أي تنسيق للطرد على مستوى الاتحاد الأوروبي لكن دبلوماسيا أوروبيا في باريس صرح بأن القرار هو موضع تشاور على الأقل بين باريس وبرلين ولندن.
تورط ميليشيات الأسد
وأكد مسؤول كبير في الأمم المتحدة الثلاثاء ان هناك شبهات قوية حول تورط قوات الشبيحة في مجزرة الحولة في وسط سورية.
وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو ان قسماً من الضحايا الـ108 في مجزرة الحولة قتلوا بشظايا قذائف ولأنهم قتلوا بأسلحة ثقيلة فان الحكومة السورية مسؤولة بلا شك عنها.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي «وحدها الحكومة السورية تستخدم الدبابات والمدافع والقذائف».
وتابع ان هناك ضحايا قتلوا بالسلاح الأبيض وهذا ما يوجه أصابع الاتهام إلى الشبيحة .وأوضح ان «هناك شبهات قوية تفيد بان عناصر من الشبيحة متورطون في هذه المجزرة في الحولة وشائعات بأنهم ضالعون في اعمال عنف أخرى» في سورية.
وخلص إلى القول «لا أرى اي سبب يدفع إلى الاعتقاد بان طرفا ثالثا ضالع» في المجزرة.
في غضون ذلك عبرت واشنطن عن أملها الثلاثاء في ان تشكل مجزرة الحولة «منعطفا» يدفع روسيا إلى التخلي عن ترددها في اتخاذ موقف أكثر حزما ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وردا على سؤال حول تأثير المجزرة التي ارتكبت الجمعة في الحولة بوسط سوريا قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند «هل سيشكل ذلك نقطة تحول في الموقف الروسي؟ آمل ذلك».