تغطيات

منتدى أمريكا والعالم الإسلامي في الدوحة

بدأت مساء الثلاثاء في العاصمة القطرية "الدوحة" أعمال الدورة التاسعة لمنتدى أمريكا والعالم الإسلامي, وذلك بحضور رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد وأمين منظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي , ورئيس السياسات الخارجية في مؤسسة بروكنغز مارك انديك .
وأوضح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر لدى افتتاحه أعمال المنتدى أن فكرة منتدى أمريكا والعالم الإسلامي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي أضرت بالعلاقات الإسلامية العربية الأمريكية, مؤكداً أن الهدف من المنتدى المساهمة في إيجاد الحلول لتحسين العلاقة بين العالم الإسلامي وأمريكا .
وتطرق معالي الشيخ حمد بن جاسم إلى قضية فلسطين, مؤكداً أن من أهم الأسباب التي تؤجج الخلاف بين الطرفين الإسلامي والأمريكي هي القضية الفلسطينية وأن الخيار العربي الفلسطيني هو الخيار السلمي .
كما ألقى خلال افتتاح المنتدى كلا من رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد وأمين منظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي , ورئيس السياسات الخارجية في مؤسسة بروكنغز مارك انديك , كلمة لهم طرحوا خلالها التجارب والاقتراحات ومناقشة السبل التي تعزز العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي التي تشهد تطورات تاريخية , إضافة إلى مناقشة الوضع السوري وتطوراته .

القيادة القطرية اختارت الشعب السوري:

وتحدث معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري عن الوضع في سوريا، وقال إن القيادة القطرية ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير ولي العهد اختارت الشعب السوري ويجب ان يكون هناك تعاون إسلامي عربي وغربي أكبر لحلحلة الموضوع بطرق سلمية وحاسمة.
وأشار إلى ان اخر مأساة ما تم في "الحولة" واليوم سقط 56 قتيلا منهم 6 اطفال، مضيفا القول "لقد أيدنا مهمة عنان، والست نقاط لم تنفذ حتى نستطيع ان نقول لدينا امل".

نحن لا نريد التدخل في سوريا:

وتابع "نحن لا نريد التدخل في سوريا ولكن كذلك لا يستطيع احد ان يزايد على علاقات قطر بسوريا وكما تعلمون كانت حميمة".
وأضاف معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قائلا في هذا السياق "نحن لسنا مع الوضع كما هو عليه الان لانه يخلق مرارة للشعوب العربية والغربية والتعامل مع هذا الملف أصبح ضروريا لانه أصبح مشكلة أخلاقية".

نحتاج إلى التعاون مع أمريكا:

وقال "اننا كعرب قدمنا مبادرات عربية ونحتاج الى التعاون مع امريكا التي كان لها مواقف ايجابية كثيره ومنها موقفها لصالح المسلمين في البوسنة وهو موقف نشكرها عليه ونطلب منها اكثر فيما يخص القضايا الفلسطينية او السورية".
ولفت معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في كلمته إلى أن فكرة منتدى أمريكا والعالم الإسلامي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي اضرت بالعلاقات الإسلامية العربية الأمريكية فحدث شرخ كبير في العلاقة بين العالم الإسلامي وأمريكا وهذا المنتدى يستهدف معالجة هذا الشرخ.

القضية الفلسطينية :

وأوضح معاليه بأن من أهم الأسباب التي تؤجج الخلاف بين الطرفين الإسلامي والأمريكي هي القضية الفلسطينية "كما تعلمون فان الجانب العربي الإسلامي يعتمد على الوسيط الأمريكي في حل أي نزاع وصراع ويأمل منه لعب دور لحله بشكل منصف".
وشدد على أن دولة قطر كانت ومنذ بداية العملية السلمية في مدريد متفائلة وجادة فيما يتعلق بالتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى "أن قطر سبق وان اتخذت خطوات لردم الهوة بين العرب وإسرائيل وافتتحت مكتبا لاسرائيل في الدوحة وكانت لها اتصالات معها تهدف من ورائها خدمة عملية السلام والاستقرار في المنطقة"، "ومن هنا يجب ان لا نحتمل اللوم من بعض الأصدقاء على علاقتنا مع اسرائيل".
وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري إن المشكلة الرئيسية تكمن في الفهم بين الإسرائيليين والفلسطينيين وما المطلوب من كل طرف.
وأشار معاليه إلى أن الطرف الإسرائيلي يتحدث عن الأمن وتطبيع العلاقات وهو ما تضمنته المبادرة العربية في حين يتحدث الجانب الفلسطيني عن حقوق مشروعة وعن إقامة دولة وعن أن القدس يجب أن تظل عاصمة للطرفين.
وتابع "على مدى السنوات الماضية كنا على اطلاع بما يتم في هذا الملف، ففي يوم ترتفع المعنويات ويوم اخر تنخفض وكل ذلك له علاقة بكيفية التوصل إلى حل لهذا الموضوع".

الخيار العربي الفلسطيني خيار سلمي:

وشدد معاليه على أن الخيار العربي الفلسطيني خيار سلمي، لكن المشكلة تكمن في الحكومات الإسرائيلية فعندما تأتي حكومة ضعيفة يقال انها لا تتحمل عملية وتبعات السلام وعندما تأتي اخرى قوية يقال إنها لا تحتاج لهذه العملية.
كما أكد أن هذه المسألة سببت بذرة خلاف بين الغرب والإسلام "واننا نعترف بذلك حيث هناك شكوك تصاعدت وبدأ الحديث عن إحباط في العالم العربي من بعض القيادات العربية التي لم تقل كلمة حق في هذا الموضوع ولم تسع بشكل قوي بما أوتيت من ثقل لتحريك العملية السلمية".
ونبه معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى أن مسار السلام مطلوب لكل من أمريكا والعالم الإسلامي لكن المهم في هذا الموضوع هو النتيجة وليس المسار في حد ذاته.
واضاف قائلا "في هذه القضية فان حصار غزة مؤلم وقد ثبت وتفجر ما يسمى بالربيع العربي الذي له عدة اسباب وهذا هو السبب الاساسي والسبب الثاني هو عدم وجود عمل والاهتمام بالقضايا وحرص الرؤساء على الحفاظ على السلطة او توريث سلطاتهم وهنا جاء الربيع العربي ينشد معه المواطنون العدالة والانصاف والشفافية واعادة الحقوق العربية".

التغيير بدأ من تونس :

وقال "ان اغلب القادة تفاعلوا مع القضية الرئيسية ويعتقد المواطن ان كثيرا من القادة متواطئين مع الغرب".
ولفت معاليه إلى ان التغيير بدأ من تونس إلى المخاض الذي يجري في سوريا وهذا التغيير يحتاج منا لرعاية واحترام لخيارات الشعوب في اختيار قادتها.

لا فائدة ان يحكم حاكم ضد ارادة الشعوب:

وتابع "لا فائدة ان يحكم حاكم ضد ارادة الشعوب وثبت ان الشعوب قد كسرت حاجز الخوف وان الأحداث التي جرت أثبتت ذلك"، وتساءل معاليه في هذا الصدد عن المطلوب لإثبات حسن النية في قضية مهمة بين الطرفين.
وقال إنه يجب أولا دعم الحكومات الجديدة في التنمية والتعليم ومساعدتها في التنمية المجتمعية وثانيا ترك الفكرة السابقة ان كل من يأتي وهو اسلامي هو عدو لنا، مشيرا الى ان اكبر تجربة هي حكومة تركيا الاسلامية "فعندما أتت كان هنالك رعب واثبتت انها على المستوى سياسيا واقتصاديا وأصبحت مثلا لنا هنا".
ومضى إلى القول "علينا ترك فكرة من يحكم ومن لا يحكم و المجاملة لا تأتي بنتيجة على المستوى البعيد وهي سياسة مضرة لأي علاقات دولية بين شعب وشعب وبين دولة ودولة".

يجب ان يكون لأميركا دور منصف في حل القضايا:

وأشار معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى أن هنالك مصالح تحترم ولا يجب العداء بين العالم الإسلامي وبين أمريكا التي ساعدت شعوبا كثيرة، وكان لها دور في الحرب العالمية الثانية، ولكن بما انها قائدة للعالم يجب ان يكون لها دور منصف في حل القضايا.
وقال معاليه "على الجميع أن يركز على مصالحه ولو ركزنا على مصالحنا ستكون هناك نظرة مشتركة لعمل مفيد للمنطقة والعالم، وعلى اساس ذلك علينا أن نؤيد خيارات الشعوب وأي حكومة تأتي عليها ان تلتزم بالاحترام وعدم التدخل والاعتداء ومحاربة العنف والإرهاب".
وشدد على أهمية أن يحدد ما هو الارهاب وعلينا تصنيف ذلك وما إذا كان كل من يطالب بحقه إرهابي، مؤكدا أن المظلوم يستخدم كل الوسائل وفي قانون الامم المتحدة ومرجعياتها هو أمر مشروع.
وتطرق معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن الوضع الاقتصادي في العالم، وقال "اعرف ان الوضع الاقتصادي العالمي سيئ ولكن اي سوء في المنطقة يؤثر على هذا الوضع اكثر".
كما اكد ان نقاط الاشتراك عديدة حول كيفية حل هذه الازمات ويمكن البناء عليها ونقاط الاختلاف قليلة ولكنها مؤلمة وتحتاج للحديث حولها بصراحة فالمجاملة لا تنفع.

على اسرائيل تغيير نظرتها حول السلام:

ونصح معاليه اسرائيل بان تغير نظرتها حول السلام "فان الظروف تغيرت في العالم وعليكم ان تفكروا في عملية سلام جدية تعطي الحق لأصحابه".
وتمنى معاليه في ختام كلمته التوفيق للمنتدى "وان يستمر التعاون في هذا المجال والحديث بصراحة حتى نستطيع الخروج بنتائج بناءة".
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى