تغطيات

القادة العرب يجتمعون ببغداد

يبحث القادة العرب في قمتهم ببغداد خطة السلام الدولية الخاصة بسوريا، وذلك في اول قمة عربية تستضيفها العاصمة العراقية منذ عدة عقود.وتتضمن الخطة وقفا لاطلاق النار تشرف عليه المنظمة الدولية، وسحب قوات الجيش السوري من المناطق المأهولة، والسماح بوصول مواد وخدمات الاغاثة الى المناطق التي تأثرت بالقتال.وكانت الحكومة السورية قد وافقت على الخطة يوم الثلاثاء الماضي، ولكن اعمال العنف تواصلت رغم ذلك.وحثت واشنطن على مواصلة الضغط على الحكومة السورية لاجبارها على الالتزام بالخطة.


وفي بغداد، التي فرض فيها نظام حظر التجول تحسبا لوقوع هجمات تعكر صفو القمة، قال مراسل بي بي سي ويرا ديفيز إنه بينما لا يتوقع كثيرون ان يخرج الزعماء العرب بقرارات مهمة فإن انعقاد القمة في بغداد يعتبر بحد ذاته مؤشرا للتقدم المحرز في العراق.

وشددت الحكومة العراقية من اجراءات الامن في العاصمة، حيث اغلقت معظم الطرق الرئيسية فيها لضمان امن القمة والمشاركين فيها. وتقول تقارير إن كلفة عقد القمة ستتجاوز نصف مليار دولار.

ويقول مراسلنا إن عدم حضور العديد من القادة العرب سيخيب امل الحكومة العراقية التي كانت تأمل ان تؤشر هذه القمة عودة العراق الى الصف العربي بعد سنوات من العنف والحرب الطائفية.

ولكن مراسلنا يقول ايضا إنه لو مرت القمة - التي لن تستغرق سوى بضع ساعات - دون هجمات او تفجيرات في بغداد او غيرها من مدن العراق، فإن ذلك لوحده سيعتبر نجاحا باهرا.

وكان وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، قد اشاد بانعقاد القمة العربية في بغداد، واعتبرها مؤشر "بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية التي تشهد تطورات وتغيرات سياسية غير مسبوقة".

وقال زيباري ان استضافة بغداد لاعمال القمة للمرة الاولى منذ 1990 بمثابة "رسالة لعودة العراق الى محيطه العربي والاقليمي، واندماجه في منظومة العمل العربي بعد سنوات طويلة من العزلة".

وأضاف، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم امس الاربعاء، ان القمة تسعى الى "تعزيز الالتزام بالتضامن العربي والعمل المشترك، وحفظ امن الدول العربية كافة، وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني، وعدم التدخل في شؤونها"، في اشارة الى سوريا.

وقال نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان هناك توافقا بين الدول المشاركة في القمة على ما يعرف بـ "وثيقة بغداد"، وهي الوثيقة الرسمية المتوقع صدورها بعد الجلسة الختامية للقادة العرب او من يمثلهم.

كما القى رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، خطابا في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد الاربعاء في بغداد، قبيل انعقاد اجتماع القمة العربية الخميس.

ودعا المالكي الدول العربية الى التعاون في مواجهة الإرهاب والى التضامن فيما بينها، مشيرا إلى أن هذا التضامن "تضرر" في مواقف عدة خصوصا عندما "غزت القوات العراقية الكويت"، أيام حكم الرئيس السابق صدام حسين.

ويناقش وزراء الخارجية عدة ملفات عربية، من ابرزها ملف الازمة السورية، حيث ستناقش في هذا الاجتماع مسودة مشروع قرار حول سوريا يدعو لوقف العنف وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة.

وزير الخارجية العراقي ونائب الأمين العام للجامعة أثناء المؤتمر الصحفي

وحول الملف السوري، قال زيبارى ان العرب يدعمون بالكامل "تطلعات ومطالب الشعب السوري المشروعة فى الحرية والديمقراطية ورسم مستقبله واختيار حكامه والتداول السلمى للسلطة".

كما اكد زيباري على رفض التدخل الأجنبي وإدانة أعمال العنف والقتل هناك والتمسك بالحل السياسي والحوار الوطني.

وقال زيباري في كلمة وجهها في الاجتماع إن العراق يؤيد الجهود التي يبذلها مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان لانهاء الازمة التي تعصف منذ اكثر من سنة بسوريا.

وكان زيباري قد اكد ان قبول سوريا بخطة السلام التي وضعها عنان "تعتبر خطوة مهمة للغاية، فهذه هي الفرصة الاخيرة لسوريا وعليها تطبيقها على ارض الواقع."

يذكر ان الحكومة العراقية نشرت قوة مكونة من اكثر من 100 ألف جندي وشرطي في انحاء بغداد لتأمين القمة.

كما انفقت بغداد قرابة نصف مليار دولار لاعادة تأثيث وتأهيل الفنادق الكبرى في العاصمة العراقية لاستقبال الوفود المشاركة، الى جانب تحسين البنى التحتية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى