اولت الصحافة المحلية اهتماما متزايدا بمهرجان " على قلب واحد " واعتبرت صحيفة الراي معركة بيت القرين التي وقعت في 24 فبراير 1991 بين المقاومة الكويتية وقوات النظام العراقي البائد تجسيدا للوحدة الوطنية في أبهى صورها،وقالت ان أبطال المقاومة الكويتية كان يمثلون نسيج المجتمع الكويتي... كانوا كويتيين فقط، ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم، قدموا مثالا فريدا للوحدة الوطنية...، واليوم الشباب ممثلا في اللجنة الكويتية لتعزيز الوحدة الوطنية يدعو جميع أبناء المجتمع الكويتي لأن يكونوا «على قلب واحد» كما كان أبطال ملحمة بيت القرين، وان يرفعوا علم الكويت بدءاً من اليوم في وجه المسميات السلبية من طائفية وقبلية وعنصرية وغيرها من الأمراض المجتمعية، كما رفع أبطال ملحمة بيت القرين أول علم كويتي خلال فترة التحرير في وجه النظام العراقي.
واجرت الصحيفة لقاءا مع ممثلي اللجنة عباس الشواف وخالد الإبراهيملا حول الفكرة التي أدت الى انبثاق اللجنة الكويتية لتعزيز الوحدة الوطنية حيث قال المهندس خالد الإبراهيم: «ان ما مرت به البلد من أحداث سابقة لا تخفى على أحد، كما لا يخفى على أحد ما صاحبها من تداعيات خلال السنوات الثلاث الأخيرة من زيادة نبرة وحدة الطرح السلبي بشكل ملحوظ سواء كان هذا الطرح طائفيا أو قبليا أو عنصريا، ما تسبب في شعور كل مواطن كويتي بقلق وخوف تجاه مصلحة البلد، ومن هنا تولدت الفكرة لدى مجموعة من الشباب بأن يكون لهم دور في رأب تصدعات محاولات شق وحدة الصف وتمزيق نسيج المجتمع»، مضيفا: «ان هدفنا واضح وصريح وهو إيصال رسالة واضحة وصادقة بأننا لن نقبل كشباب بتمزيق نسيج المجتمع الى فئات أو مجاميع أو طوائف، وعليه كان تجمع الشباب والبدء في تشكيل اللجنة الكويتية لتعزيز الوحدة الوطنية».
وعن آلية عمل اللجنة، أشار الى ان «اللجنة تنطلق من العمل على توعية الناس بمفهوم الوحدة الوطنية، والسعي الى تبني القضايا والأمور التي تجسد وتعزز هذا المفهوم»، مبينا ان «اللجنة تمثل كل فئات وأطياف المجتمع، وهدفها واحد وهو السعي نحو كويت أفضل ومواطنة أفضل».
وتابع: «من خلال مشروع مهرجان «على قلب واحد» على سبيل المثال حاولنا ان نشعر جميع من ساهم معنا سواء من مغردين أو مشاركين أو داعمين بأنهم هم أصحاب الحملة ولم نفرض شيئا على أحد، حيث نسينا «الأنا» وعملنا بروح الفريق، فالكل يدعو ويشارك وعلى سبيل المثال فقد قام طلبة كويتيون يدرسون في مانشيستر ببريطانيا بشراء ورد صناعي من لندن ووقعوا على العلم وأرسلوه لنا بالبريد، كما قام عدد من المدرسات وبمبادرة شخصية منهن بحث طلبتهن على المشاركة، وهذه رسالة للحكومة ولكل التيارات بأن الشاب ان أعطي حقه وأهميته سوف يبدع».
وأوضح الابراهيم السبل التي ستعمل اللجنة من خلالها لتحقيق هدفها، قائلاً: «ان هناك خطة ستعمل من خلالها اللجنة وربما لا يتسع المجال هنا لشرحها أو تسليط الضوء عليها بالتفصيل، لكن ما أشير اليه في هذا الصدد أننا سنسخر جهودنا لتحقيق مزيد من التوعية والثقافة من أجل غرس وتعزيز مفهوم الوحدة الوطنية في نفوس كل ابناء المجتمع، وسنسعى لترسيخ ذلك المفهوم اعلاميا وتربويا وثقافيا وسياسيا، حيث من المهم على سبيل المثال على صعيد الشأن السياسي تعاون السلطتين من أجل إقرار مشاريع القوانين التي تدعم الوحدة الوطنية، ومن الهام أيضا أن تقوم السلطة التنفيذية بتطبيق القوانين التي تمنع أي خطاب عنصري أو أي نفس خطابي يحمل الكراهية أو أي خطاب من شأنه أن يؤثر على نسيج المجتمع».
وأضاف: «كذلك فيما يتعلق بالسلطة التشريعية، فإنه من المهم ان يجسد النواب هذا المفهوم في تعاملهم ونقاشهم السياسي تحت قبة البرلمان، حيث اننا ندرك جيدا ان السياسيين في المجتمع يعملون وهدفهم في النهاية مصلحة البلد، لكن من المهم أيضاً عدم التطرف في الخلاف حيث لا نقبل كشباب ان يكون النجاح بالسياسة وسيلة لتفريق المجتمع أو أن تكون هناك حرب طائفية أو قبلية أوعنصرية من أجل السياسة، فهذه بالنهاية ليست في صالح المجتمع ولا في صالحنا جميعا».
وتابع: «أما فيما يتعلق بجمعيات النفع العام، فهي مطالبة بتفعيل دورها والتعاون من أجل محاربة كل الظواهر والأحداث التي من شأنها أن تصب في خانة شق وحدة الصف الكويتي، حيث علينا قبل ان نفكر في كويت المستقبل أن نوحد صفوفنا وان ننبذ هذه الأمور السلبية»، لافتاً الى ان «الوطن وبفضل جهود الشباب الكويتي الواعي والمخلص سينتقل الى كويت أفضل ومواطنة أفضل».
وبيّن انه «فيما يخص الجانب التربوي وعلى سبيل الذكر فإن التاريخ الكويتي يتضمن الكثير من القصص والأمثلة التي يمكن ان نستقي منها العبر في شأن الوحدة الوطنية، ويعدّ بيت القرين تحديدا واحدا من تلك القصص التي يجب ان تكتب وتدرس للشباب والأطفال».
وفي ختام كلامه، أعرب الإبراهيم عن أمله «بأن لا يكون مهرجان «على قلب واحد» مجرد مهرجان فقط بل ان يدفع كل من يأتي ليشارك وليوصل وردة الى بيت القرين بأن يأخذ عهدا على نفسه بأن يؤمن بمفهوم الوحدة الوطنية ويطبقه قولا وفعلا خلال المرحلة المقبلة».
من جهته، أوضح ممثل اللجنة الكويتية لتعزيز الوحدة الوطنية المهندس عباس الشواف أنشطة اللجنة، مشيرا الى ان «أول نشاط للجنة هو مهرجان «على قلب واحد»»، وموضحا ان «سبب اختيار هذا الاسم للمهرجان هو أنه يجسد مدى التلاحم ووحدة الشعب الكويتي اثناء فترة الغزو الغاشم، هذا التلاحم الذي تجسد في أبهى صوره في بطولات وتضحيات المشاركين بملحمة بيت القرين»، ومضيفاً: «ان أبرز تلك البطولات، أن شباب بيت القرين تعرضوا صباح يوم 24/2 عام 1991 لهجوم عنيف من قبل الجيش العراقي واستخباراته حيث تعرضوا لـ 38 قذيفة دبابة على بعد أقل من 100 متر خلال مدة ساعتين، ورغم نيران تلك القذائف الكثيفة فإنه بعد كل طلقة ومحاولة لتفجير البيت كان الأبطال الكويتيون المشاركون في المعركة يذهبون ليطمئنوا على بعضهم البعض، ولذلك شعرنا جميعا أنهم كانوا «على قلب واحد»، ومن هنا فإننا ندعو الكويتيين جميعا ليكونوا «على قلب واحد» كما كان أبطال ملحمة بيت القرين».
وقال الشواف: «ان من أسباب اختيارنا لاسم المهرجان أيضاً هو ما تجسد من بطولة ووحدة وطنية يوم 24/2 /1991 حيث شهد هذا اليوم رفع أول علم كويتي خلال فترة التحرير في وجه النظام العراقي من قبل النقيب يوسف خضير والملازم عامر العنزي، ومن هنا فإن اللجنة الكويتية لتعزيز الوحدة الوطنية والشباب الكويتي سيرفعون علم الكويت متصدين لجميع المسميات السلبية من طائفية وقبلية وعنصرية وغيرها من الأمراض المجتمعية المنتشرة في وقتنا الحالي، والتي تحاول ان تفرق المجتمع وتمزق نسيجه»،
ولفت الى ان «اللجنة ستكرس كل جهودها وستعمل على جميع المستويات ومن خلال جميع المجالات لتحقيق وحدة المجتمع الكويتي»، مبيناً ان «هذه مبادرة الشباب، وننتظر استجابة السلطتين للتعاون فيما بينهما والبدء بالعمل الجاد من أجل حماية الوحدة الوطنية وتفعيلها وتنميتها».
وعن برنامج المهرجان وفقراته، أشار الشواف الى ان «هناك استقبالا للورود من الثامنة صباحا وذلك تزامنا مع توقيت بداية المعركة البطولية لملحمة بيت القرين وسوف يستمر ذلك حتى نهاية اليوم، الى جانب استقبال أربعة ناجين من المعركة في تمام الثالثة والنصف عصرا لسرد تفاصيلها والبطولات التي شهدتها وبعض من وقائعها وأحداثها والتي سيكشف عنها للمرة الأولى، بالإضافة الى العديد من الفقرات التي ستكون مفأجأة للحضور»، وتوجه «باسم كل الزملاء في اللجنة الكويتية لتعزيز الوحدة الوطنية بجزيل الشكر لوزارة الاعلام على مبادرتها بنقل فعاليات المهرجان على الهواء مباشرة، كما تأمل اللجنة من وزير الإعلام الشاب ان ترى العام المقبل فيلما سينمائيا عالميا يجسد ملحمة بيت القرين وبطولاتها. وتتمنى كذلك من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تحقيق مزيد من الاهتمام ببيت القرين ليصبح مزارا لأي وفود خارجية قادمة لزيارة الدولة، حيث ان هذا المكان صرح تاريخي للدولة وشاهد على بطولات الشعب الكويتي اثناء فترة الغزو. كما لا يفوتنا في هذا الصدد أيضا ان نتمنى تحقيق مزيد من الاهتمام بالأماكن والمواقع التي استشهد فيها شهداء معركة بيت القرين، بحيث يتم وضع رواية تجسد بطولة كل شهيد في موقع اسشهاده لإيصال رسالة جميلة لكل فرد في المجتمع الكويتي عن تضحيات وبطولات ووحدة هؤلاء الشهداء».
وبيّن اننا «ان كنا اتخذنا من بيت القرين رمزا للوحدة ولبطولات الشعب الكويتي حيث الشاهد موجود، فإن اللجنة تعرب في الوقت نفسه عن جل تقديرها لكل شهداء الكويت وتأمل مستقبلا بأن يكون لها أنشطة مع شهداء آخرين وبطولات أخرى تعزز الوحدة الوطنية»، وتابع: «ولا يفوتنا ونحن نتحدث عن بيت القرين أن نتقدم بجزيل الشكر لوزارة ووزير الأشغال العامة والذي لم يدخر جهدا في شأن التعديلات الخارجية التي أضيفت للمبنى، كما نقدم جزيل الشكر أيضا لبلدية ومحافظة مبارك الكبير وجموع المغردين الذين اجتهدوا وعملوا على إنجاح الفكرة».
وتوجه الشواف في نهاية حديثه «بالشكر لكل وسائل الاعلام الكويتية»، خاصا بالشكر «مؤسسة «الراي» الإعلامية ورئيس مجلس إدارتها على دعمها وتبنيها لكل المبادرات الشبابية ولجميع الكتاب الذين دعموا فكرة مشروع مهرجان «على قلب واحد»»، ومتوجهاً بالشكر أيضاً «للكاتب سليمان الخضاري، ومحمد جوهر حيات، ونادي الحمام الزاجل الذي وعد بإرسال 500 حمامة لإطلاقها في يوم المهرجان كنوع من التعبير عن السلام والوحدة الوطنية في سماء القرين».
استخلاص العبر
صحيفة القبس ابرزت تصريحات النائب محمد الصقر واشادته بالمبادرة الشبابية بإحياء ذكرى شهداء الكويت عامة، وشهداء بيت القرين خاصة، بتجمع رمزي ووضع الزهور بجانب بيت شهداء القرين «لإعلاء قيمة الفداء والوحدة الوطنية، التي جسدها حدث مقاومة مجموعة المسيلة في هذا البيت، الذي يمثل أحد رموز انسجام وتماسك ووحدة مكونات المجتمع الكويتي الأصيل»، مؤكداً أهمية «استخلاص العبر من تلك الذكرى المجيدة، وإيجاد ترياق من فحوى أفعالها، لمواجهة الممارسات السلبية المستجدة على وطننا والتي تهدد السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية».
ودعا الصقر جميع الأجيال، خاصة الشباب الى «التأمل في ذكرى استشهاد أبطال القرين، وتضحيات ثلة من خيرة رجال وشباب الكويت ومن كل أطيافها ومذاهبها الذين قاوموا الاحتلال الصدامي البغيض بأغلى ما يملكون: بأرواحهم ودمائهم، من دون أن تكون لذلك أي مكاسب ذاتية أو مناطقية أو عرقية، بل من أجل الكويت الوطن والوجود، والعرض والهوية.
وقال الصقر: لذلك سيظل الشهداء منهم خالدين في ذاكرة الكويتيين جميعا، والمقاومون الأحياء منهم - أيضا - محل فخر واعتزاز وتكريم، يجب أن يكون دائما منا كمواطنين ودولة، ومن أعلى وأفضل سبل التكريم والاحتفال بهم هو التأكيد على تماسكنا ونبذنا لأي محاولات لتفتيت المجتمع الكويتي وضربه بالأفعال العنصرية والطائفية، والعودة الى وحدة الصف الوطني والحفاظ على الديرة أرضاً لكل الكويتيين بتنوعهم الجميل والمميز، والذي يصنع الفارق لنا ثقافة وإبداعاً وتميزاً في جميع المجالات.
ودعت صحيفة النهار الى استحضار تلك الاحداث والصور التي حلت بنا في 2/8/1990 كي تبقى درساً وعبرة لنا في مجمل مواقفنا وتصرفاتنا وجاء في مقال نشرته الصحيفة ان وطن التحرير والكرامة هو وطن لكل الكويتيين .
صحيفة الجريدة ابرزت من جانبها دعوة اللجنة الكويتية لتعزيز الوحدة الوطنية المواطنين إلى المشاركة في مهرجان «على قلب واحد» وزيارة متحف بيت القرين اليوم وتقديم الورود تعبيرا عن «تمسكنا بالوحدة الوطنية التي تجلت في تضحيات الشهداء».