شارك عشرات الألوف من المصريين في مسيرات نظمت امس في القاهرة ومدن أخرى في الذكرى الأولى لثورة 25 يناير التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك مطالبين بإسقاط المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد.واكتظ ميدان التحرير في وسط القاهرة بنحو 200 ألف مواطن أحيوا ذكرى الثورة وطالبوا بتحقيق باقي مطالبها رافعين لافتات تطالب برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة وتسليمها إلى المدنيين ممثلين برئيس مجلس الشعب، وصورا للرئيس السابق حسني مبارك وعليها علامة خطأ.
وطالب المتظاهرون بتسريع محاكمات قتلة متظاهري الثورة وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد ورموز النظام السابق خصوصا في القضاء ووسائل الإعلام.
في المقابل رفض آلاف في التحرير من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين وإلى ذراعها السياسية (حزب الحرية والعدالة) اسقاط المجلس العسكري او تسليم السلطة إلى رئيس مجلس الشعب مطالبين بإتاحة الفرصة أمام المجلس العسكري لاستكمال الجدول الزمني الذي أعده لتسليم السلطة والذي ينتهي في 30 يونيو المقبل بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد.
ووقعت مشادات عنيفة بين مجموعات من المتظاهرين اليساريين والليبراليين وشباب الإخوان المسلمين بعد توجيه شتائم لجماعة الإخوان لأنهم «خانوا دماء شهداء الثورة» وتحالفوا مع المجلس العسكري وحصلوا على الأغلبية النسبية في مجلس الشعب.
ويقول نشطاء إن المجلس الذي أدار شؤون البلاد منذ إسقاط مبارك في الحادي عشر من فبراير العام الماضي فشل في تحقيق أهداف الثورة، ويقولون إنهم يريدون ثورة جديدة يكون من شأنها وضع دستور يضمن إقامة دولة ديموقراطية مدنية ومحاكمة عاجلة لمبارك والمتهمين الآخرين بقتل المتظاهرين.
وشارك نحو عشرة آلاف محتج في مسيرة انطلقت من مسجد الاستقامة في ضاحية الجيزة وحي بولاق الدكرور وهو حي فقير في اتجاه ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق.
وهتف المشاركون في المسيرة «عدت سنة ومفيش جديد يلا نجيب حق الشهيد» و«المرة دي مش حتفوت حتى لو كلنا هنموت» و«جوا كنيسة وجوا الأزهر يسقط يسقط حكم العسكر» «وحياة دمك يا شهيد ثورة تانية من جديد».كما رددوا الهتاف الشهير لانتفاضة العام الماضي وهو «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».
وكتب نشطاء على مبنى للشرطة العسكرية بجوار المسجد عبارات «وزارة الداخلية بلطجية» و«الشعب يريد إعدام المشير» في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد. وأعلن المجلس العسكري انه سيسلم السلطة لرئيس مدني منتخب في منتصف العام وأجريت في البلاد أكثر الانتخابات نزاهة منذ عشرات السنين.
لكن النشطاء يقولون إن المحاكمة التي تجري لمبارك تخلو من الجدية وألقوا على المجلس مسؤولية عدم استرجاع المليارات التي نهبت من المال العام خلال حكم مبارك وأفاضت الصحف في النشر عنها بعد الانتفاضة.
وخلال المسيرة كتب نشطاء على جدران عدد من المباني عبارات منها «الشعب يريد إعدام المشير» و«يسقط يسقط حكم العسكر». وخلت الشوارع من الشرطة أو الجيش.
وحين مر المشاركون في المسيرة بقسم شرطة الدقي القريب من نهر النيل كانت أبوابه قد أغلقت. وقالت وزارة الداخلية قبل أيام إنها ستتجنب الاحتكاك بالمتظاهرين لكن ستوفر الحماية للمنشآت العامة.
ووضعت أسلاك شائكة جديدة في شارع القصر العيني الذي يطل عليه مقرا مجلس الشعب ومجلس الوزراء.
كما شوهدت تعزيزات أمنية أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون ومبان أخرى مهمة قريبة من ميدان التحرير.
وشارك ألوف النشطاء في مسيرة انطلقت من جامع مصطفى محمود في الجيزة في اتجاه ميدان التحرير.
وتحدث للمشاركين في المسيرة القيادي المفصول من جماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح والذي يطمح للترشح لرئاسة البلاد قائلا «لن يخيفنا أحد... يا شباب أنتم عندكم الاستعداد لتقديم شهداء جدد لاستكمال ثورتكم».
وأضاف «سنكمل ثورتنا وستصبح مصر ديموقراطية». وهتف المشاركون في المسيرة «يا طنطاوي يا سمسار انت عندك كام مليار» و«قول يا متظاهر متخافشي العسكر لازم يمشي».
وحمل مشاركون في المسيرة دمية لعسكري يداه ملطختان بالدماء. وفي الإسكندرية خرجت مسيرة ضمت أكثر من ألف متظاهر من أمام محكمة الحقانية بوسط المدينة متجهة إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية وغلب على المشاركين فيها العمال وردد المشاركون الهتاف الشهير لانتفاضة العام الماضي «الشعب يريد إسقاط النظام».
وحمل المشاركون لافتة كتبت عليها عبارة تلمح للاعتراض على احتفالات الإسلاميين بمرور عام على الثورة تقـول «لولا دماء الشهداء ما كان هنــــاك مجـــلس شعب».
وانضمت للمسيرة مسيرتان انطلقتا من أمام كنيستين في المدينة، كما شارك فيها مارة، الأمر الذي زاد من عدد المشاركين إلى نحو عشرة آلاف رددوا هتافات تقول «اشهد اشهد يازمان الثورة لسه في الميدان» و«سامع أم شهيد بتنادي عايزة حقي وحق اولادي».
ورفع المشاركون علم مصر وعلم حركة شباب 6 ابريل التي كانت من أبرز الحركات التي دعت لانتفاضة العام الماضي. ونظمت مسيرات مماثلة في مدينة السويس شرقي القاهرة والمنيا جنوبي القاهرة ودمنهور في دلتا النيل ودمياط الساحلية.
إلى ذلك، انهارت منصة حزب الوفد في ميدان التحرير بسبب تزايد أعداد المتواجدين عليها مما تسبب في العديد من الإصابات ما بين كدمات وخدوش.
في سياق متصل عند وصول عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إلى ميدان التحرير امس، قال: 25 يناير ليس للاحتفال.. إنه وقفة لتذكر يوم تاريخي ووقفة حداد على أرواح الشهداء، هاتفا: تحيا مصر.. حمله المواطنون على الأعناق ولفوه بعلم مصر.
في سياق اخر، هاجم عدد من البلطجية المتظاهرين في العباسية بالاسلحة البيضاء وحاولوا هدم المنصة التي بنتها حركة صوت الاغلبية الصامتة بعد ان طالبوهم باموال حتى يتركوهم في تظاهرتهم ولكن بعدما رفضت الحركة اعتدى عليهم البلطجية مما دفعهم إلى اخلاء الميدان ولكن دون تعرضهم لاصابات.