تغطيات

الشيخ سعود الناصر الصباح .. مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة الكويت

فقدت دولة الكويت الشيخ سعود الناصر السعود الصباح رحمه الله بعد مسيرة حافلة بالانجازات والعطاء التي قدمها الراحل في خدمة الكويت.
والفقيد الشيخ سعود الناصر السعود الصباح من مواليد عام 1944 وحمل شهادة في القانون من جامعة لندن بانجلترا عام 1986 والتحق بالعمل في الإدارة القانونية بوزارة الخارجية عام 1969.
ومثل الراحل الكويت في مؤتمر قانون المعاهدات عام 1969 وفي لجنة قاع البحار التابعة للامم المتحدة بين العامين (1969 - 1973) وانتخب نائبا لرئيس اللجنة ونائبا لرئيس وفد الكويت الى مؤتمر قانون البحار ونائبا لرئيس المؤتمر بين (1974 - 1975) وعمل كذلك رئيسا للجمعية العامة لمؤتمر المنظمة الدولية الاستشارية البحرية بين العامين (1979 - 1980).
وعين ايضا سفيرا لدولة الكويت لدى المملكة المتحدة بين العامين 1975 -1980 وسفيرا محالا لدى السويد والنرويج والدانمارك بين عامي 1975 و1980 ثم سفيرا للكويت في الولايات المتحدة الامريكية وسفيرا محالا الى كندا وفنزويلا بين العامين 1981 و1992.
وعين الراحل وزيرا للإعلام في التشكيلة الوزارية عام 1992 وفي التشكيلة الوزارية عام 1996 ثم وزيرا للنفط في التشكيلة الوزارية عام 1998 والتشكيلة الوزارية عام 1999.
وعن دور الراحل الشيخ سعود ناصر السعود الصباح كسفير للكويت لدى الولايات المتحدة الأمريكية فقد لعب الفقيد دورا محوريا في حشد الرأي العام الأمريكي للقضية الكويتية في وقت تصاعدت فيه آنذاك أصوات نشاز مطالبة بعدم التدخل العسكري وأخرى قابعة في المنطقة الرمادية لم تحسم أمرها بالنفي أم الإيجاب.
فبعد ان قدم وزير الخارجية العراقي حينها طارق عزيز مذكرة إلى الجامعة العربية متهما الكويت "بسرقة نفط العراق" والتهديدات العراقية التي صاحبتها طلب الراحل الذي كان يشغل منصب سفير الكويت لدى الولايات المتحدة الأمريكية بعقد لقاءات شبه يومية تجمعه بالاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية للاطلاع على مستجدات الأزمة التي افتعلها العراق تجاه الكويت وللوقوف على مواقع القوات العراقية المتمركزة على الحدود الكويتية العراقية وحجمها وآلياتها.
وقد كان الجانب الأمريكي يزود الراحل بصور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية تبين بأن غرض هذه القوات أبعد من ان يكون بغرض التهديد بل أكبر من ذلك وهو ما حاول المسؤولون الأمريكيون التحذير منه.
وبعد غزو النظام العراقي البائد لدولة الكويت قام الشيخ سعود الناصر السعود الصباح بترجمة المكالمة التي عبر فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه عن رفضه للعدوان العراقي السافر على دولة الكويت وسيادتها وأمنها.
وكان الشيخ سعود رحمه الله يجتمع يوميا مع سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن آنذاك الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود لتبادل المعلومات حول تطورات الأزمة علاوة عن قيامه بجولات لمراكز الدراسات الإستراتيجية "والتي تغذي الإدارة الأمريكية والرأي العام" والجامعات عارضا بذلك قضية الكويت العادلة وطامحا إلى كسب التأييد.
وذهب الفقيد إلى أبعد من ذلك بمحاولة استمالة اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين من شهر نوفمبر من عام 1990 إلى شهر ديسمبر لدعم قرار التدخل العسكري الأمريكي لإنهاء الاحتلال العراقي للكويت.
كما حاول كسب التأييد والدعم لقضية الكويت العادلة عبر وسائل الاعلام الأمريكية وحث الطلبة العرب الدارسين في الولايات المتحدة على المساهمة بالترجمة لدى الجيش الأمريكي في الوقت الذي كان يجري فيه اتصالات مع المقاومة الكويتية عبر أجهزة إرسال تم ابتياعها من الولايات المتحدة وإيصالها إلى المقاومة عبر الحدود السعودية.
وفي خضم التجهيزات لحرب تحرير الكويت والمسماة بعاصفة الصحراء اجتمع السفير الراحل برئيس هيئة الأركان المشتركة للاطلاع على حجم القوات المتجهة إلى الكويت وعدد السفن المستخدمة لنقل القوات وعدد الطائرات وغيرها.
وحينما حانت ساعة الصفر اجتمع الراحل بوزير الخارجية الأمريكي آنذاك جيمس بيكر في 16 من يناير والذي أبلغه بدوره بأن حرب تحرير الكويت ستبدأ بعد ساعتين فما كان من الراحل الا أن بعث برسالة مشفرة إلى القيادة الكويتية في المملكة العربية السعودية وتحديدا لولي العهد آنذاك الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله والذي نقلها إلى الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وبذلك كان الشيخ سعود الناصر الصباح رسول الحرية الكويتية ضد وحشية النظام العراقي البائد.
وخلال تولي الفقيد الشيخ سعود الناصر وزارة النفط عام 1998 أصدر قرارا بتشكيل لجنة تتولى متابعة اعمال "مشروع الكويت" للاستعانة بشركات النفط العالمية في مجال تطوير الانتاج لحقول النفط وتنسيق الخطوات التنفيذية لهذا المشروع.
وأصدر الراحل ايضا قرارا بتشكيل لجنة تتولى تقييم أداء مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة لها داخل الكويت وخارجها في مختلف المجالات المرتبطة بأغراض المؤسسة.
بموازاة ذلك وقعت دولتا الكويت وقطر اتفاق تفاهم بشأن شراء الكويت غازا قطريا في خطوة رئيسية لتدعيم العلاقات بينهما في مختلف المجالات والذي وصفه الراحل "بالهام والحيوي لما له من دور في تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين". وشارك الراحل في مؤتمر الطاقة السادس بمدينة (كيب تاون) بجمهورية جنوب افريقيا عام 1998 كما قام بزيارة الى المملكة المتحدة التقى خلالها كبار الوزراء والمسؤولين المختصين بشؤون النفط وزار ايضا المكاتب الكويتية النفطية في لندن والتقى مع العاملين فيها تعبيرا عن اهتمامه الكبير بتشجيع الكوادر الكويتية في هذه المكاتب.
كما قام بزيارة الى العاصمة الاندونيسية (جاكرتا) للمشاركة في معرض ومؤتمر اندونيسيا الدولي للنفط والغاز كما رعى افتتاح الملتقى العلمي النفطي الاول في الكويت عام 1998 والذي نظمه كل من النادي العلمي ومؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة.
وفي 1999 اشار الراحل الى ان دولة الكويت من أكثر الدول النفطية التي تمتلك استثمارات نفطية في اوروبا وآسيا كما اصدر قرارا بتشكيل لجنة تتولى متابعة اعمال"مشروع الكويت" للاستعانة بشركات النفط العالمية في مجال تطوير الانتاج لحقول النفط وتنسيق الخطوات التنفيذية لهذا المشروع.
كما وقعت الكويت وكوريا الديمقراطية اتفاقيتين نفطيتين حول تعزيز التعاون النفطي بين البلدين وقيام الكويت بتزويد كوريا بمقدار 210 آلاف طن سنويا من مادة الكيروسين.
ووصف الراحل أعمال المؤتمر الوزاري الاستثنائي للدول المصدرة للنفط (اوبك) الذي عقد في فيينا في شهر نوفمبر عام 2000 اختيار وزير الطاقة الفنزويلي علي رودريغيز لمنصب الامين العام لمنظمة (اوبك) بأنه "موفق" وقد حظي بتأييد جميع دول الاعضاء وأوضح الراحل ان الكويت دعمت القرار لمنع حدوث اي خلاف بين الاعضاء وانهاء الجهود حول هذه القضية التي استمرت عاما ونصف العام.
وخلال توليه وزارة الاعلام نقل الراحل الاعلام الكويتي الى عهد التقنيات الحديثة وقفز به الى محطات من التميز وكان من ملامح هذا العهد مواصلة بث تلفزيون دولة الكويت ليكون على مدار الساعة بدلا من انتهاء برامج التلفزيون الساعة الثانية عشرة مساء.
وحقق الراحل في عام 2000 الكثير من الانجازات والاعمال حيث اعتمد نتائج جوائز الدولة التقديرية للفائزين بها للمرة الاولى ممن ساهموا باثراء الحركة الفكرية الثقافية في الكويت وغير ذلك من خطوات مهمة ومنها اعتماد مستشار او ملحق اعلامي لدولة الكويت في العديد من العواصم العربية والأجنبية.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى