تغطيات

تواصل الصدامات وسط القاهرة

تواصلت الصدامات وسط القاهرة بين الشرطة العسكرية والمتظاهرين المعارضين للمجلس العسكري الحاكم في مصر.وافاد مراسل بي بي سي في القاهرة باستمرار تبادل القاء الحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقه طوال ساعات الليل بين المتظاهرين وقوات الجيش، رغم وجود حاجز بينهما اقامته قوات الجيش صباح امس بعد تفريقها للمتظاهرين في محيط مجلس الوزراء ومجلس الشعب المصري.واوضح ان حالات الكر والفر تكررت بين الحين والآخر، حيث تقوم قوات الجيش بمطاردة المتظاهرين وتدخل الميدان ثم تتراجع، لتتجدد الاشتباكات عند نهاية شارع القصر العيني، على بعد امتار من مدخل ميدان التحرير، على مشارف مبنى مجلس الوزراء ومجلس الشعب.واشار الى تمكن المتظاهرون من احتجاز اثنين من جنود الجيش، حسب ما صرح به بعض المتظاهرين لبي بي سي، حيث افادو انه ثار جدل بين المتظاهرين بين من ينادي بضرب الجنديين كما فعلو بالمتظاهرين وبين من ينادي بتركهم.

وقال احد المتظاهرين في تصريحات لبي بي سي، ان قوات الجيش تقدمت من ناحية شارع القصر العيني وجامع عمر مكرم بحيث اصبحت على مشارف الميدان، فيما يبدو انها تستعد لاقتحام الميدان.

ونقلت وكالة رويترز عن نشطاء قولهم ان قوة امنية اقتحمت في الساعات الاولى من صباح يوم الاحد ميدان التحرير بالقاهرة وان اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين متظاهرين استخدمت فيها الحجارة وقنابل المولوتوف.

واوضحوا ان نحو ألف متظاهر ظلوا يخوضون اشتباكات مع القوات المقتحمة في جانب من الميدان وان ألوفا اخرين من المتظاهرين تفرقوا في الشوارع الجانبية.

وكانت صدامات اليومين الماضيين التي بدأت صباح الجمعة امام مقر الحكومة في وسط القاهرة قد اوقعت عشرة قتلى و441 جريحا حسب تصريح لمعاون وزير الصحة المصري هشام شيحة في اتصال هاتفي مع مكتب بي بي سي في القاهرة.

وعرضت وسائل اعلام مصرية لقطات فيديو للصدامات وقيام عناصر الشرطة العسكرية باحراق خيام المعتصمين في ميدان التحرير او اطلاق الرصاص عليهم من اسلحتهم، والتي لم يعرف ان كانت تستخدم ذخيرة حية ام رصاصا مطاطيا.

ونقلت الوكالة عن الناشط مصطفى فهمي قوله أن المحتجين تمكنوا من رد القوات المهاجمة من شارع قصر العيني المؤدي الى الميدان وواجهوا قوات تقدمت من محور اخر.
وكانت الصدامات استؤنفت السبت بعد هدوء استمر ساعات، حيث افاد صحافيون ومصورون في وكالة فرانس برس ان اشخاصا يرتدون ملابس مدنية ولا يعرف لمن يتبعون وقفوا على سطح مبنى هيئة الطرق والكباري المطل على ميدان التحرير وراحوا يلقون الحجارة وزجاجات المولوتوف على المتظاهرين الذين ردوا باشعال النيران في هذا المبنى وبالقاء الحجارة كذلك.

وامتدت الصدامات الى احياء اخرى في محيط ميدان التحرير قبل ان تتركز مجددا حول مقر الحكومة حيث تواجد حوالى الف متظاهر عصرا.

ومساء السبت تجمع الالاف قرب الجدار الذي اقامته قوات الامن على بعد مئات الامتار من ميدان التحرير في حين راح متظاهرون آخرون يعيدون نصب الخيم في الميدان.

وعمدت مجموعات صغيرة من الشبان المحتشدين امام الجدار الى رشق قوات الامن التي تمركزت خلفه بالحجارة، وردت عليهم الشرطة بالمثل.

وامرت النيابة العامة بابقاء 17 شخصا قيد التوقيف لاربعة ايام.

وقال الجنزوري ان "18 شخصا اصيبوا بالرصاص" لكنه شدد في الوقت نفسه على ان قوات الجيش والشرطة "لم تستخدم اي طلقات نارية".

رد المحتجون على هجوم الشرطة العسكرية بالحجارة وقنابل المولوتوف

وارجع الجنزوري هذه الاصابات بالرصاص الحي الى "مجموعات لا تريد الخير لمصر" اندست بين المتظاهرين من دون ان يكشف عنها.

وقال ان المتظاهرين الذين يشتبكون مع قوات الامن في وسط القاهرة "ليسوا شباب الثورة الجميل الذي خرج يوم 25 ينايرالماضي للاطاحة بنظام حسني مبارك.واعتبر الجنزوري ان "ما يحدث الان في الشارع ليس ثورة بل انقضاض على الثورة".

بالرغم من هذه التصريحات قدم 11 من اصل 30 عضوا في "مجلس استشاري" شكله الجيش للتحاور مع القوى السياسية استقالتهم احتجاجا على سلوك السلطة.

وصرح نائب رئيس المجلس ابو العلا ماضي الذي يرأس حزب الوسط الاسلامي المعتدل "قدمنا توصيات الجمعة لكننا فوجئنا بعدم اتباعها وبوقوع المزيد من الضحايا السبت".

ونددت فرنسا السبت بما سمته "الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين" في مصر.

وكانت قوات الجيش قد غادرت الميدان بعد ساعات من هجوم واسع على الميدان تم خلاله طرد معتصمين ونزع وحرق خيامهم وضرب واعتقال أعداد منهم.

وقال شاهد لرويترز "قوات الجيش انسحبت من الميدان وعاد اليه نحو ألفي شخص أغلبهم فضوليون".

ولنحو ثلاثة أسابيع حال الاعتصام في شارع مجلس الشعب دون وصول رئيس الوزراء السابق عصام شرف ورئيس الوزراء الحالي كمال الجنزوري الى مبنى مجلس الوزراء.

واندلعت سلسلة من الحرائق بسبب الاشتباكات التي استخدم الجانبان فيها قنابل المولوتوف الى جانب الحجارة. واحترق بالكامل مبنى المجمع العلمي المجاور لمبنى مجلس الشعب. كما احترق مبنى حكومي اخر في مجمع مباني البرلمان.

كما أبرزت أعمال العنف حالة التوتر في مصر بعد عشرة أشهر من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. ويقول مصريون كثيرون ان أهداف الانتفاضة لم تتحقق وبخاصة محاسبة مسؤولين ينسب لهم نهب المال العام وأن تكون مصر دولة مدنية ديمقراطية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى