تغطيات

الهند وباكستان .. صراع على النفوذ في افغانستان

تعمد افغانستان والهند البلدان المتحدان في انتقاداتهما لباكستان, الى توطيد العلاقات بينهما بمناسبة زيارة الرئيس حميد كرزاي الى نيودلهي في فترة تشهد بلبلة واضطرابا في جنوب اسيا.
وسيلتقي الرئيس الافغاني اليوم في زيارته الثانية الى العاصمة الهندية هذه السنة والتي تستمر يومين, رئيس الوزراء مانموهان سينغ على خلفية تغيير في التحالفات والعلاقات في المنطقة.
ويتوقع بعض المحللين ان يسعى كرزاي لزيادة دور الهند في ارساء الاستقرار في بلاده التي تشهد اضطرابات, مع الانسحاب التدريجي للقوات المقاتلة التابعة للولايات المتحدة والحلف الاطلسي من افغانستان في عملية تنتهي بحلول نهاية 2014.
ويرى المراقبون ان كرزاي بدا ينفد صبره حيال باكستان التي يتهمها بتمويل وايواء مجموعات مقاتلة, كما لا يمكنه الاعتماد من جهة اخرى على الولايات المتحدة.
وراى سعيد نقوي من مجموعة اوبزرفر ريسيرتش فاونديشن للدراسات ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان "زيارة كرزاي تاتي في وقت حاسم لدعم دور الهند في افغانستان".
وقال ان "كرزاي ياتي الى الهند لمنحها صفة +الحليف الموثوق+. الهند ستحصل على الحق في لعب دور اكبر (في افغانستان) بعد زيارة كرزاي".
وذكرت صحيفة "ذي اينديان اكسبرس" الاحد ان الرئيس الافغاني سيوقع اتفاق "شراكة استراتيجية" مع مانموهان سينغ في اول خطوة من نوعها تتخذها كابول مع اي دولة.
والتحالف الذي لم تؤكده وزارة الخارجية الهندية يمكن ان يشمل تعهدا هنديا بتدريب قوات الامن الافغانية بما فيها الشرطة.
والدور الهندي في افغانستان مسالة حساسة للغاية على خلفية صراع النفوذ الصعب والخطير الجاري في جنوب اسيا.
وقدمت نيودلهي التي تخشى عودة حركة طالبان الى السلطة في كابول, مليارات الدولارات من المساعدات لافغانستان لتعزيز دورها في هذا البلد, ما اثار حذرا كبيرا في باكستان التي تعتبر هذا البلد منطقة نفوذ لها.
ويعتبر المحللون ان مشاعر الغضب التي عمت كابول بعد قتل الرئيس السابق برهان الدين رباني الذي كان مكلفا التفاوض من اجل السلام مع المتمردين وقتله مواطن باكستاني بحسب مكتب كرزاي, تدفع افغانستان الى التقرب اكثر من الهند.
وقال كرزاي مساء الاثنين قبل ان يغادر الى نيودلهي معلقا على دور باكستان في بلاده انه "بعد كل الدمار والبؤس, ما زالت مستمرة اللعبة المزدوجة حيال افغانستان واستخدام الارهاب ذريعة".
وقال المحلل السياسي الهندي سوبهاش اغراوال رئيس مكتب الدراسات الخاص "انديا فوكوس" ان الزيارة "تحمل دلالة كبرى على ضوء اتهام افغانستان لباكستان بالضلوع في قتل رباني".
واضاف متحدثا لفرانس برس ان "هذه الزيارة تفتح نافذة طبيعية للهند للعب دور مستدام في افغانستان ما بعد 2014".
غير ان بعض المحللين يخشون ان يقود تزايد دور الهند في هذا البلد الى "حرب بالوكالة" اشد عنفا واكثر خطورة بينها وبين باكستان على الاراضي الافغانية, مع ما يمكن ان ينتج عن ذلك من عواقب يصعب التكهن بها بين القوتين النوويتين.
واتهمت نيودلهي مرارا باكستان بالارتباط بمجموعات مثل عسكر الطيبة وشبكة حقاني اللتين نفذتا هجمات على اهداف هندية في افغانستان منها سفارة الهند في كابول.
كما سياتي تعزيز العلاقات الافغانية الهندية على خلفية تدهور حاد في العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة, رابع اكبر طرف في الوضع الجيوسياسي في المنطقة.
واتهمت الولايات المتحدة ايضا اسلام اباد بتمويل مجموعات ناشطة في افغانستان.
كما تضررت العلاقات بعد تصفية زعيم القاعدة اسامة بن لادن في هجوم نفذته وحدة من القوات الخاصة الاميركية على الاراضي الباكستانية في ايار/مايو.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الهندية لفرانس برس ان "التطورات تجري بسرعة والوضع في كابول متقلب للغاية, لكنني لا اعتبره أسوأ بالضرورة مما كان عليه قبل ستة اشهر".
واضاف "ان الجدل الحالي بين الولايات المتحدة وباكستان لم يحسم بعد, وعلينا ان نرى كيف يتطور".
وختم ان "هذه الروابط (بين الدولة الباكستانية والشبكات الارهابية) تتكشف الان والولايات المتحدة باتت تدرك خطورة الوضع".
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى